عندما تعصف الأزمات، نبدأ البحث عن العون، فننظر أولًا إلى حكوماتنا، لكن هل للشركات والمؤسسات وذويها مسؤولية تجاهنا؟ لكي نوجه أنظارنا إليهم أيضًا.
تضرب أجواء أزمة كورونا الجميع يمينًا ويسارًا فهل تتكاتف الأيدي المجتمعية للدعم والتساند؟
أهميّة وتعريف المسؤوليّة الاجتماعيّة
يتكوَّن المجتمع من أطراف كثيرة، والشركات هي جزء أصيل من تكوين هذا المجتمع، وبالتالي تتشارك معه وتؤثر فيه وفي كل أطرافه وتتأثر أيضًا بكل ما يحدث داخله، ويكون تأثيرها هذا إما نابعًا من انعكاس لمسؤوليّتها الاجتماعيّة الكاملة، أو لغرض رفع مكانتها وقيمتها الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وهذا التأثير إما إيجابيًا أو سلبيًا وفقًا لما اختارته الشركات من قرارات لإدارة وقت الأزمات؛ هل تنسحب وتهتم فقط بالدفاع عن كيانها؟ أم تُقدم يدَ العَوْن للمُستهلِك والعميل الذي هو عماد أيّ كيان وأهم عامل لنجاحها أو فشلها؟ فما تُقدمه اليوم ستحصده غدًا بكل تأكيد.(1)
تنبثق المسؤوليّة الاجتماعيّة للشركات (Corporate Social Responsibility) من الدائرة الكليّة للمسؤوليّة الاجتماعيّة وهي أداة ونموذج عمل للمؤسسات لتكونَ مسؤولة مجتمعيًا تجاه نفسها، وتجاه شركائها وتجاه العامة من الناس في المجتمع ككل، وبتطبيق المسؤوليّة الاجتماعيّة للشركات تَعي المؤسسات دورها الذي تقدمه في كل نواحي المجتمع اقتصاديًا، واجتماعيًا، وبيئيًا.
تُعَد المسؤوليّة الاجتماعيّة ذات قيمة متساوية للمجتمع وللشركات على حدٍ سواء، فتُكوِّن الشركات علاقات وثيقة مع عملائها، كما تُعزِّز علامتها التجارية، وتُعَد برامج المسؤوليّة الاجتماعيّة طريقة عظيمة لرفع الروح المعنويّة في أماكن العمل.(2)
تعرفنا على مفهوم المسؤوليّة الاجتماعيّة لنفتح الباب أمام ما يمر به عالمنا اليوم من أزمة اجتياح فيروس كورونا للبلاد، لننظر إليه من عدساتها.
آثار جائحة كورونا على المجتمع
سنُلقي نظرة على بعض آثار فيروس كورونا الجليّة في العالم، لنُظهر مواطن الحاجة لتقديم دعم الشركات عن طريق المسؤوليّة الاجتماعيّة، على سبيل المثال لا الحصر:
الأنظمة الصحيّة
ينتشر المرض مثل النار في الهشيم بين البشر، مما يجعل النظام الصحيّ المُجهَّز يتداعى سواء كان أطباء أو ممرضين منهكين من تواصل العمل، أو أجهزة لم تَعُد تكفي، أو أدوات حماية ووقاية بها نقص وعجز؛ لذا فالأنظمة الصحيّة تنهار أمام ضغط أعداد المصابين؛ بالتالي فحاجة الأنظمة الصحيّة للدعم تعد الأولوية الأولى للجميع الآن.(3)
الاقتصاد
يُؤثر الهلع على الاقتصاد بشكلٍ كبير، وكلما زاد الخوف زاد انهيار الأسواق الماليّة، وهو ما تفعله أزمة كورونا، والنتيجة لذلك أنَّ أثر الفيروس انتقل من شاشات التجار في الأسواق الماليّة إلى الاقتصاد الحقيقي والإنتاج على أرض الواقع، فأسابيع التوقف عن العمل تتناوب من دولةٍ لأخرى، والقلق المحيط بعمليات الاستيراد والتصدير بين الدول المصابة تُنذر بزيادة معدلات التضخم، مع انخفاض الإنفاق الأسريّ كنتيجة للأزمة وكإجراء وقائي في آنٍ واحد؛ لذا تعافي الاقتصاد بتعافي الدول من هذا الوباء، وتعافي الدول يحتاج لتكاتُف الجميع.(4)
التعليم
يرتفع عدد الأطفال والشباب والبالغين الذين لا يحضرون مدارسهم أو جامعاتهم بسبب فيروس كورونا (COVID-19)، حيث قامت الحكومات على مستوى العالم بغلق المؤسسات التعليميّة في محاولاتها لاحتواء الوباء.
ووفقًا لإحصائيّات منظمة اليونسكو(UNESCO)، فلقد نَفَّذت أكثر من مائة دولة الغلق الدولي لبلادها، مما يُؤثر على أكثر من نصف عدد الطلاب في العالم، والبقيّة من الدول نفذت غلقًا محليًا لمدارسها وجامعاتها، ولهذا فالعديد من المُتعلِمين سوف يُعانون من تعطيل دراستهم حتى إشعارٍ آخر.(5)
ونتيجةً لما يحدث ولكي نُقدِم الدعم الصحيح نحتاج لتتبع كل ضرر ونحاول إعطاء ما نستطيع بدورنا تجاه مجتمعنا، لهذا خمسة أركان رئيسيّة من المجتمع سنُوضحها ونقترح أحد الحلول لها.
محاور الأزمة وأفكار استجابة المسؤوليّة الاجتماعيّة
دعم القطاع الطبيّ
تتبعًا للمرض، فنحتاج لأماكن كافية لعلاج المرضى، واختبارات الكشف عن الفيروس، وأدوات طبية وقائية، وكميات من الأجهزة المخصصة للفيروس مثل: أجهزة التنفس الصناعي، وصولًا لوسائل الدفن الآمن؛ دور المسؤوليّة الاجتماعيّة هنا يكون موجهًا بشكلٍ مباشر تجاه الشركات والمصانع الطبيّة والدوائيّة بشكلٍ خاص، لزيادة خطوط إنتاجها التصنيعيّة بالأدوات اللازمة، ولدعم المستشفيات بكميات منها المجاني، ومنها المُخفَّض للدول لتُقدِمُه للمستشفيات الحكوميّة، جنبًا إلى جنب مع التبرعات من الأفراد بأماكن للرعاية الطبيّة إذا زاد الحد عن قدرة وسعة المستشفيات.
دعم قطاع العمال
العمالة ما بين القُوت اليوميّ والعمالة كثيفة التعداد، والشركات المُجبَرة على تسريح البعض (إجازة أو إيقافاً للعمل بدون راتب) مؤقتًا أو توقف تام بسبب طبيعة عملها: كالقطاع السياحي مثلًا، ستتأزم بيوت وأسر كاملة نتيجة لهذا؛ دور المسؤوليّة الاجتماعيّة للشركات يكون بدعم العامل الذي هو عماد الشركات، نحتاج لأن تُطْرَح فكرة العمل من المنزل للوظائف الخدميّة التي لا تتطلب التواجد بالمؤسسات، ولفكرة تخفيض العمالة للنصف بالتناوب في الحضور بتقسيم الأسبوع مثلًا على نصف الموظفين ونصفه للنصف الآخر من الأسبوع، وفكرة الراتب الجزئيّ أو الإجازات براتب، كل هذا بدلًا من فكرة التسريح والتخلي التام عن الأسر في مواجهة اضطرابات المعيشة المتوقعة، كما نحتاج لأفكار التكفُّل الماليّ بعمال اليوميّة من رجال الأعمال وأصحاب الثروات.
فالعامل شريك أساسيّ في هذا المجتمع، هو مُنتِج ومُستهلِك في نفس الوقت.
الدعم المالي الغير مباشر
ليس ضروريًا أن أكون شركة مُنتِجة للخدمات المُعِينَة لوقت الأزمة، لكن الدعم الماليّ لشراء المتطلبات العلاجيّة أو دعم المتعثرين ماليًا هو أحد أهم المسؤوليّات الاجتماعيّة لرجال الأعمال والمشاهير وأصحاب الثروات.
أيضًا توجيه الضخ الماليّ الخاص بالحملات التسويقيّة والدعائيّة للمناسبات والأعمال التي تم تأجيلها سواءً فنية أو ترويجيّة للشركات مثل الخاصة بشهر رمضان، أو الأحداث الرياضية التي تم إلغاؤها منعًا للتجمعات، يُمكنه تقديم العون في أيّ طريقٍ شاء.
الدعم التوعوي
في الأزمات التي تنتشر سريعًا، نحتاج لمسايرتها بالتوعية الكافية للسيطرة على هذا الانتشار، التوعية بالإرشادات الصحيّة للتعامل مع المرض والبقاء في المنزل والعناية الشخصيّة لمنع الإصابة، والتوعية لشراء ما يكفي فقط سواء في الأغذية أو الأدوات الطبيّة وعدم التخزين خوفًا من القادم، والتوعية النفسيّة لتهدئة الهلع الذي يُصيب البعض كأثر نفسيّ ناجم عن مخاوف الأوبئة ذات الانتشار السريع؛ ودور المسؤوليّة الاجتماعيّة هنا مُتعدِد، فللمشاهير سواء ممثلين أو لاعبين أو غيرهم فقط بصفحاتهم الاجتماعيّة الشخصيّة يصلون للكثير ممن يتأثرون بهم أكثر من غيرهم، والأطباء النفسيين سواءً عن طريق نشرات عامة للتعامل مع أوقات الأزمات أو حتى بالجلسات المجانيّة التي تتم عن بُعد، والمؤسسات الدينيّة التي تستطيع الانتشار مثل مآذن المساجد يُمكن زيادة دورها بتكرار الإرشادات الصحيّة خمس مراتٍ يوميًا بعد كل أذان وتُطالب بالجلوس في المنازل ما لم تكن هناك حاجة للخروج.
التوعية الآن تتم بشكلٍ مكثف؛ لكن من العامَّة للعامَّة، لكننا نحتاجها مِمَنْ لهم تأثير على الشرائح الكبرى في المجتمع، تأثير يحثُهم على التنفيذ وليس مجرد القراءة.
التعليم
التعليم عن بُعد أصبح الطريقة الوحيدة للتعلُّم الآن، والمسؤوليّة الاجتماعيّة على المؤسسات التعليميّة تكون بالدعم المجانيّ لمجموعات مختلفة من المجالات، ومن الشركات وخصوصًا شركات الاتصالات بأنواعها بدعم خدمات الإنترنت أو تخفيض تكلفته.
ولقد بدأت بالفعل مُبادرات سواء عالميّة أو عربيّة لمواجهة فيروس كورونا نتشارك البعض منها كما يلي:
مبادرات عالميّة لتخطي الأزمة
دعم القطاع الطبيّ
حيث أعلن إيلون ماسك (Elon Musk) المدير التنفيذيّ لشركة تسلا على صفحته على تويتر عن استعداد شركته لتصنيع أجهزة التنفس الصناعيّ في مصانعها في حال حدوث نقصٍ منها.(6)
دعم القطاع العامل
صرَّح رجل الأعمال تيد لوينس (Ted Leonsis) بأنه سيدفع الأجور للعاملين المؤقتين القائمين على أحداث موسم الدوري الأمريكيّ لكرة السلة ودوري الهوكي الوطني (NBA and NHL) التي تم إلغاؤها.(7)
الدعم المالي الغير مباشر
حيث قام جاك ما (Jack Ma) مُؤسِس مجموعة علي بابا، بالتبُّرع بـ 150 ألفًا من الاختبارات للكشف عن فيروس كورونا و2 مليون قناع واقٍ للوجه، و20 ألفًا من البدل الطبيّة الواقيّة و20 ألفًا من الدروع الواقية للوجه لأربع دول آسيوية وهي (اندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، وتايلاند).(8)
الدعم التوعوي
حيث قامت بعض الشركات بتغيير أشكال العلامة التجارية الخاصة بها في صفحتها الرسمية على فيسبوك في توعية لوضع مسافة أثناء التعامل للحد من انتشار فيروس كورونا مثل: ماكدونالدز (McDonald’s) تحت شعار مسافة صغيرة توحدنا.(9)
الدعم التعليميّ
الدعم التعليميّ
حيث قامت بعض المواقع التعليميّة بتوفير العديد من الدورات في مجالات مختلفة بشكل مجانيّ للمساعدة في التعلم عن بُعد مثل موقع كورسيرا (Coursera) التعليمي الذي سمح للجامعات التي أُغلِقت بسبب تفشِّي فيروس كورونا بإمكانيّة الوصول لـ 3800 دورة تدريبية في 400 تخصُّص، بشكلٍ آخر ستعمل كورسيرا كأنَّها الحرم الجامعي للطلاب بدلًا من جامعاتهم في برنامجها (Coursera Coronavirus Response Initiative).(10)
مبادرات عربيّة لأزمة كورونا
مصر
تحدِّي الخير الذي أطلقه لاعبو الزمالك والأهلي بينهم بالتعاون مع جمعية رسالة لمساعدة الأسر المُتضرِرة بسبب وقف العمل، والذي انتشر وانضم إليه لاعبون آخرون وفنانون.(11) (12)
الإمارات
تبرَّع خلف الحبتور مُؤسِس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور بـ 50 سيارة إسعاف ومبنى كامل للحجر الصحيّ وتَكفَّل بتأسيس مُختبَر مُتكامِل لعلم الفيروسات والأبحاث.(13)
المغرب
حيث تم إنشاء الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا (Covid-19)، وفقًا لتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المغرب، والذي خُصِّص لاستقبال التبرعات من رجال الأعمال بالدولة وخارجها. (14)
السودان
حيث تم تدشين حملة تبرعات بعنوان (سوا بنقدر على الكورونا) بقيادة عدد من المنظمات السودانيّة بأمريكا والسودان لدعم مجهودات وزارة الصحة السودانيّة في مجابهة فيروس كورونا، من توفير الاحتياجات الأساسيّة للكادر الصحيّ في السودان للتعامل مع الحالات المشتبهة والمؤكدة.(15)
ختامًا، فالأزمات التي تكون لها تأثير على المجتمع ككل، ستنتهي بهزيمة الجميع، أو بانتصار الجميع.
ننتظر تحملًا للمسؤولية يليق بمجتمعاتنا، وأفكارًا دافعة تليق بشعوبنا.
المصادر:
- Karaibrahimoglu Y. Corporate social responsibility in times of financial crisis. African Journal of Business Management. 2010 Jan 1;4:382–9. shorturl.at/lmBDT
- Chen J. Corporate Social Responsibility (CSR) [Internet]. Investopedia. [cited 2020 Mar 23]. Available from: https://www.investopedia.com/terms/c/corp-social-responsibility.asp
- Feuer W. WHO officials warn health systems are “collapsing” under coronavirus: “This isn’t just a bad flu season” [Internet]. CNBC. 2020 [cited 2020 Mar 23]. Available from: https://www.cnbc.com/2020/03/20/coronavirus-who-says-health-systems-collapsing-this-isnt-just-a-bad-flu-season.html
- Tracking the economic impact of covid-19 in real time. The Economist [Internet]. [cited 2020 Mar 23]; Available from: https://www.economist.com/united-states/2020/03/14/tracking-the-economic-impact-of-covid-19-in-real-time
- https://plus.google.com/+UNESCO. COVID-19 Educational Disruption and Response [Internet]. UNESCO. 2020 [cited 2020 Mar 23]. Available from: https://en.unesco.org/themes/education-emergencies/coronavirus-school-closures
- Elon Musk on Twitter: “@suhaylabbas @fawadchaudhry We will make ventilators if there is a shortage” / Twitter [Internet]. Twitter. [cited 2020 Mar 23]. Available from: https://twitter.com/elonmusk/status/1240486275892662273
- Ted Leonsis to pay arena workers after Wizards, Capitals games are canceled – Washington Times [Internet]. [cited 2020 Mar 23]. Available from: https://www.washingtontimes.com/news/2020/mar/13/ted-leonsis-to-pay-arena-workers-after-wizards-cap/
- Jack Ma Foundation on Twitter: “We join hands with Asian neighbors to fight Covid-19! We and Alibaba Foundation will donate 2 million masks, 150k test kits, 20k protective suits and 20k face shields to Indonesia, Malaysia, the Philippines and Thailand. More help to other Asian nations is on the way! Go Asia!” / Twitter [Internet]. Twitter. [cited 2020 Mar 23]. Available from: https://twitter.com/foundation_ma/status/1240604927983927296
- McDonald’s – Posts [Internet]. [cited 2020 Mar 23]. Available from: https://www.facebook.com/McDonaldsEgypt/photos/a.10150258600685077/10163471597070077/?type=1&theater
- Coursera Coronavirus Response Initiative | Coursera for Campus [Internet]. [cited 2020 Mar 23]. Available from: https://www.coursera.org/coronavirus
- Saad Samir on Twitter: “#تحدي_الخير @SEkramyofficial @Trezeguet @Walid11Soliman @TarrekHameed @MahmoudAlaa https://t.co/01ZYfyfl6t” / Twitter [Internet]. Twitter. [cited 2020 Mar 23]. Available from: https://twitter.com/ssamir/status/1240380736273879041
- Shikabala on Twitter: “قبلت التحدي من طارق حامد @TarrekHameed #تحدي_الخير @Mounirofficial @Mohamed_Ramadan @ElNennY @HassanKouka محمود فتح الله محمد خليفة @AmirMortada ابراهيم خليفة https://t.co/iq6SK2UUkn” / Twitter [Internet]. Twitter. [cited 2020 Mar 23]. Available from: https://twitter.com/shikabala/status/1240683318854778882
- Dubai Media Office on Twitter: “خلف الحبتور، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور يتبرع بـ 50 سيارة اسعاف ومبنى كامل للحجر الصحي ويتكفل بتأسيس مختبر متكامل لعلم الفيروسات والأبحاث. https://t.co/PVYzUIag93” / Twitter [Internet]. Twitter. [cited 2020 Mar 23]. Available from: https://twitter.com/dxbmediaoffice/status/1240701332647886848
- دفع التبرعات للصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا كوفيد – 19 – وزارة الإقتصاد والمالية ـ المملكة المغربية [Internet]. [cited 2020 Mar 23]. Available from: https://www.finances.gov.ma/ar/Pages/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D8%A9.aspx?fiche=4973
- Help Sudan Fight Coronavirus [Internet]. [cited 2020 Mar 23]. Available from: https://www.facebook.com/donate/153374835875857/