12 عملًا فرنسيًا كلاسيكيًا خالدًا عليك قراءته

french

يقدم لنا تاريخ الأدب الفرنسي، والذي يتكون من العديد من الحقب والتصنيفات والصيغ الأدبية، ثروة عظيمة من الأعمال الأدبية الخالدة والتي كانت سببًا في ظهور الحركات الأدبية وعمل الاتفاقيات والمعاهدات، كما رفهت وأثرت في الملايين من الناس. هنا نستعرض لكم 12 عملًا كلاسيكيًا صدر قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، والتي عليك قرائتهم.

«الجميلة والوحش» جابرييل سوزان باربو دي فيلنوف (1740)

تعتبر تلك القصة الكلاسيكية الخيالية قصة غير عادية نظرًا لطولها وتعقيدها. ففي تلك النسخة من القصة يبدو الوحش الضخم المخيف مخلوقا لطيفًا يعامل الفتاة الجميلة بكثير من العطف والاهتمام. وفي كل ليلة يطلب الوحش الزواج من تلك الفتاة الجميلة، لكنها ترفضه في كل مرة حتى توافق في النهاية، فقط لتجد عندما تستيقظ الأمير الوسيم الذي كانت تراه كل ليلة في أحلامها. تتميز نسخة (فيلينوف) بوجود العديد القصص الفرعية بجانب الحبكة الأصلية، إلى جانب الأدوات الأدبية الخيالية، مما يجعلها ليست مجرد إعادة سرد لقصة كلاسيكية معروفة نعشقها، لكنها مؤثرة وجذابة كذلك.

«مدينة السيدات» لكريستين دي بيزان (1405)

كتبت مؤرخة القرون الوسطى غزيرة الإنتاج الأدبي (دي بيزان) هذا العمل الاستثنائي، استثنائي سواءً بالنسبة لمحتواه أو لحقيقة أنه كُتِب من قِبَل امرأة في العصور الوسطى. تقوم (كريستين) في روايتها بصنع مدينة خيالية للنساء المشهورات بدءًا من (مريم العذراء) وانتهاءً بـ (بلقيس) ملكة سبأ، لإثبات قيمة المرأة في المجتمع، ولدحض التصورات المعاصرة للنساء على أنهن آثمات وغير جديرات بالإحترام.

«حكايات الإوزة الأم» لشارل بيرو (1696)

عندما يتعلق الأمر بالأساطير والحكايات الخيالية فيمكن القول أن (شارل) هو المنافس الحقيقي لـ (الأخوان جريم)، فالعديد من تلك الحكايا تم اقتباسها بالفعل من المجموعة الخاصة بـ (بيرو). على الرغم من أن العمل على إعادة سرد الحكايا والأساطير قد بدأ في القرن السابع عشر، خاصة من قبل النساء عندما يتواجدن بصالونات التجميل، فإن (شارل) غالبًا ما ينسب إليه الفضل في إنشاء هذا النوع من الأدب وفي اقتباس الحكايا الشعبية الشهيرة وفي إعادة كتابتها في صيغة نهائية. ومن ضمن تلك الحكايات المشهورة في هذا العصر حكايا (سندريلا) و (ذات الرداء الأحمر) و (الجميلة النائمة) والمستمدة من المجموعة القصصية لـ (بيرو).

«العلاقات الخطرة» لبيير دي شودرلو لاكلو (1782)

تعتبر تلك الرواية هي رمز للرواية المنحلة، وهو النوع الذي اجتاح (فرنسا) في القرن الثامن عشر، والذي تسبب في الكثير من السخط وإثارة الجدل في الأوساط الاجتماعية بسبب تصويراته السافرة للرغبة والإغراء والتجاهل الصارخ للأعراف الاجتماعية.
وكـ رواية تحمل رسالة، فتتكون تلك الرواية بالكامل من خطابات بين عدد من الشخصيات المختلفة، وهو أسلوب يسمح للقارئ بفهم وتأمل الأقنعة التي ترتديها كل شخصية، وكذلك لتقدير تصور (لاكلو) الخاص لقيمة اللغة المستخدمة بعناية في فن التلاعب والإغراء.

«أزهار الشر» لشارل بولدير (1856)

تعتبر تلك المجموعات الشعرية هي رفض عاطفي لقيم وأسلوب (الواقعية) التي كانت تجتاح الأدب الأوروبي. واستلهامًا من الكاتب الأمريكي (إدجار آلان بو) فقد اختار (بودلير) بدلًا من التركيز على الجوانب المظلمة والشريرة في الخيال البشري، فقد كرس نفسه لكتابة قصائد تستكشف موضوعات الإثارة والانحطاط والسفه، والمليئة بالمتناقضات الصارخة بين الملذات الحسية والبذخ من ناحية، وبأفكار الانحطاط والوحشية والموت من ناحية أخرى.

«جارجانتوا وبانتاجرويل» لفرانسوا رابليه (القرن السادس عشر)

أحد أقدم وأكثر الكتب إثارة في تلك القائمة. كتبت تلك الرواية بالقرن السادس عشر في خمسة مجلدات منفصلة، وتحكي كلٌ منهم مغامرات وحوادث (جارجانتوا) العملاق وابنه (بانتاجرويل). هذا العمل هو عمل فريد تمامًا من نوعه، فهو يعكس جوانب معينة للطابع التجريبي لعصر النهضة الفرنسي، سواءً من حيث الشكل أو المضمون، فتتميز بطابعها الساخر والفكاهي الفج وأحداثها القاسية في العنف، مما تسبب في إثارة الكثير من الجدل عند نشرها لأول مرة.

«البحث عن الزمن المفقود» لمارسيل بروست (1913-1927)

تعتبر تلك الرواية تحفة فنية، فأسلوبها ومغزاها لم يسبق لهما مثيل، فقد كتبت على مدار 20 عامًا تقريبا. تعتبر تلك الرواية تحديًا للتعريفات الروائية عن الحبكة والشخصيات والشكل النهائي، فهي تركز على تجسيد الذكريات والتجارب من خلال العديد من التطورات في الأحداث وإبراز وجهات النظر المتشابكة. وهكذا، فبدلًا من تصوير الأحداث على أنها تسير في خط مستقيم وبسرد متماسك ووصف للحياة الهادئة، تم تصويرها بطريقة تأملية بشكل مرتبط بالماضي باطراد من خلال قوة الذاكرة المثيرة للعواطف، وهي فكرة تم تقديمها بطريقة رائعة بسرد عميق ومعبر.

«إنديانا» لجورج ساند (1831)

(جورج ساند) هو الاسم المستعار للروائية الفرنسية (أمانتين أورو لوسيل دوبين). تصور تلك الرواية العديد من المواضيع الروائية المتفق عليها في القرن التاسع عشر مثل الحب والخيانة، لكن من خلال منظور نسائي. بطلة الرواية (إنديانا) هي شخصية محبطة وناقمة على زواجها غير الناتج عن حب، وتتوق إلى تحقيق الرومانسية في حياتها، كما تشكل صراعاتها بين رغباتها والقواعد الاجتماعية الصارمة والتي تتحكم في شكل حياتها أساس الأحداث الدرامية. من خلال بطلة روايتها تقوم (ساند) بانتقاد وضع المرأة الاجتماعي غير العادل وتركيز المجتمع على دعم الرجال على حساب السعادة الشخصية للنساء.

«مدام بوفاري» لجوستاف فلوبير (1856)

تعتبر تلك الرواية أحد أعقد وأكثر الروايات المناصرة للمرأة مأساويةً في الأدب الحديث. بطريقة جميلة وساحرة ترى (بوفاري) العالم من خلف ستار الروايات الرومانسية والأحاسيس والمشاعر الخيالية، والتي تتناقض دائمًا مع حياتها الريفية المملة، ومع زواجها من (شارل بوفاري) الطيب للغاية. لكن بحث (بوفاري) الدائم عن الرفاهية والجمال يهوى بها في طريق الديون والخيانة والخراب. صور (فولبير) صراعات (بوفاري) في محاولاتها لفصل أفكارها الرومانسية عن حياتها الريفية بطريقة مفصلة ورائعة ومثيرة للتعاطف.

«رحلة إلى مركز الأرض» لجول فيرن (1864)

مع تزايد سيطرة الأعمال المكتوبة باللغة الإنجليزية على أدب الخيال العلمي، فمن الممكن أن ننسى الأصول الأوروبية ذلك النوع الأدبي. تحكي تلك الرواية الكلاسيكية العظيمة قصة العالم الألماني (أوتو لدنبروك) والذي يجد مخطوطة تحتوي على شيفرة غريبة تقول أن هناك ممرات بركانية تقود مباشرة إلى مركز الأرض. ينطلق (لدنبروك) لاستكشاف تلك الممرات، وفي رحلته يقابل حيوانات من عصور ما قبل التاريخ، ويواجه مخاطرًا طبيعية. تعد تلك الرواية الاستثنائية المثيرة للأعصاب والمليئة بالتحديات خير شاهد على قوة الخيال وسحر عصر التقدم العلمي.

«التحفة» لإيميل زولا (1886)

ظهرت آثار ازدهار عالم الفن في (فرنسا) في القرن التاسع عشر جليًا في الأعمال الأدبية وحيوات الفنانين ومصادر إلهامهم. كان (إيميل) صديقًا مقربًا للعديد من الفنانين العظماء في عصره مثل (إدوارد مانيه) و (بول سيزان) واللذان استلهم (زولا) من حياتهما وأعمالهما في روايته التوصيف الدقيق لحياة فنان في (فرنسا) في القرن التاسع عشر، والتوتر القائم والمستديم بين الفنان والمجتمع، حيث أصبح الفن وقتها جزءًا لا يتجزأ من الحياة العامة ومتاح للجميع نقده والربح التجاري منه.

«البؤساء» لفكتور هوجو (1862)

يشير إليها القراء دائمًا باسم (The Brick) والذي يعني (اللبنة) و (Les Mis) والذي يعني (البؤساء). تعد تلك الرواية أحد أطول الأعمال الأدبية على الإطلاق، وعلى الرغم من أنها تعتبر مهمة شاقة، إلا أن قراءة تلك التحفة الفنية لثراء أسلوبها وكثرة شخصياتها وحبكتها المعقدة والتي تتقاطع مع بعض أهم اللحظات التاريخية في تاريخ (فرنسا) في القرن التاسع عشر. تركز تلك الرواية على الفقراء والمشردين واليائسين من حياتهم، إلا أن (هوجو) يصور من خلال تحفته قوة الخلاص ورحمة الإنسان، الأمر الذي صنع من تلك الرواية عملًا استثنائيًا مثيرًا للشفقة والتعاطف.

المصدر

1- Behrooz, Anahit. “12 French Classics Every Book Lover Should Read.” Culture Trip, 13 Jan. 2015, theculturetrip.com/europe/france/articles/9-french-classics-every-book-lover-should-read/.

2- “الحسناء والوحش.” دعاء الكروان (رواية) – المعرفة, www.marefa.org/الحسناء_والوحش.

3- كريستين، دو بيسان، حوالي 1364 – حوالي 1431 . “كتاب مدينة السيدات.” WDL RSS, United Nations Office at Geneva Library, 1 Jan. 1970, www.wdl.org/ar/item/4391/.

4- “الإوزة الأم.” Wikipedia, Wikimedia Foundation, 23 Aug. 2018, ar.m.wikipedia.org/wiki/الإوزة_الأم.


إعداد وترجمة: أحمد فهمي
مراجعة: آلاء محمد مرزوق
تحرير: زياد الشامي

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي