أيهما أخطر على قلبك؟ الدهون أم السكر؟

heart

يموت كل سنة في الولايات المتحدة أكثر من 370 ألف شخص بسبب (أمراض القلب التاجية- (Coronary heart disease (CHD)، فريق من الباحثين من معهد القديس لوقا بأمريكا الوسطى وبمدرسة ألبرت أينشتاين للطب ممن كانوا مهتمين بمعرفة أيهما أسوأ بالنسبة للقلب، الدهون المشبعة أم السكريات المكررة – سكرمعالَج بلا شوائب -؟

نُشرَت اكتشافاتهم في مقالة بعنوان (تقدم في أمراض القلب والأوعية الدموية)، حيث قالوا بأنه بعد سنوات من الاعتقاد بأن الدهون هي الأخطر، إلا أن السكر قد يكون هو الأسوأ دائمًا.

يقول (جيمس أنطونيو) – عالم بحثي في القلب والأوعية الدموية -: لدينا الآن أكثر من نصف قرن من البيانات، فضلًا عن فهمٍ متزايد للكيفية التي تؤثر بها التغذية على الجسم وخاصةً مرض القلب التاجي. وبعد تحليل شامل للدليل يبدو أن الأمر يقتضي التوصية بإرشادات غذائية تنقل تسليط الضوء من التوصية بتقليل الدهون المشبعة إلى التركيز أكثر على التوصية بالحد من السكريات الإضافية. وتعتبر أهم توصية يجب دعمها هي أكل كل الطعام متى كان ممكنًا وتجنب الأطعمة المعالجة معالجة فائقة Ultra-processed food))، وهي الأطعمة المضاف لها إضافات تتضمن المُحليات والمواد الحافظة والألوان ومكسبات الطعم، ويتم ذلك بعمليات عدة تتضمن إعادة تشكيلها أو القلي أو الهدرجة، وذلك لتكون أكثر استساغة وقدرة على جذب المستهلك باستمرار.

وضع فريق البحث نظريته تحت الاختبار ووجد بعد أسابيع قليلة من سير المشاركين على نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من السكريات المعالجة والمكررة، والذين يعانون من أمراض القلب التاجية أنه بدأت تظهر عليهم علامات تدل على اضطرابات غير عادية في القلب مثل ظهور مستويات عالية من الكوليسترول ككل و)الجليسريدات الثلاثية-( Triglycerides، وارتفاع مستوى LDL وهو النوع الضار من الكوليسترول(منخفض الكثافة)، مع انخفاض مستوى HDL وهو النوع الجيد من الكوليسترول(عالي الكثافة)، حيث كان كل هذا مسببًا لزيادة خطر أمراض القلب.

في الوقت نفسه، تزيد الدهون المشبعة من مستويات )الكوليسترول منخفض الكثافة-LDL (، لكن بينما تفعل هذا فإنها أيضًا تزيد من مستويات )الكوليسترول عالي الكثافة -HDL (، مما يجعل من تأثيرها السلبي على القلب أقل خطرًا مقارنةً بخطر السكر.

في النهاية قاد هذا العلماء إلى الاستنتاج في دراستهم أن استهلاك السكر خاصةً في صورة السكر المضاف المكرر هو المساهم بنسبة أكبر في الإصابة بأمراض القلب التاجية من الدهون المشبعة.

بالإضافة لهذا، قد يؤدي استهلاك كميات كبيرة من السكر المعالَج إلى مقاومة إفراز هرمون اللبتين (هرمون مسؤول عن تنظيم وزن الجسم الطبيعي).
مثل: سكر المائدة، و)شراب الذرة المسكر بالفركتوز-( High fructose corn syrup – الذي يعتبر نوعًا من المحليات يتم تصنيعه من نشا الذرة حيث يتم معالجته بأيزومر الجلوكوز لتحويل بعض من الجلوكوز الخاص به إلى فركتوز.

الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر المعالَج يعزز من احتمالية الإصابة بـ )مرض السكري من النوع 2- Type 2 diabetes (، والذي أيضًا يؤدي إلى خطر أكبر لأمراض القلب التاجية مقارنةً بالمرضى الذين يحافظون على نظام غذائي صحي.

تم إضافة صفة الشيطنة على الدهون المشبعة لسنوات عديدة، مما ترتب عليه أن كثير من المستهلكين قاموا بتجنب المنتجات الحيوانية كاللحوم الحمراء والدواجن ومنتجات الألبان. تم إلقاء اللوم في البداية على هذا النوع من الدهون لتسببه في معدلات عالية من الإصابة بأمراض القلب في خمسينيات القرن الماضي، وذلك عندما لاحظ العالم (أنسِل كييز) أن هؤلاء الذين يتناولون طعام يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة لديهم أيضًا معدل عالي من أمراض القلب. ولكن نفس هؤلاء الأشخاص كانوا أيضًا يتناولون طعام يحتوي على نسبة عالية من السكر المعالَج.

دكتور أنطونيو قام بلفت الانتباه إلى أن هذا كان السبب في الدراسات الماضية –والتي تأسّس عليها إرشادات صحية طويلة المدى التي وجدت أن الدهون المشبعة تملك تأثيرًا سلبيًا على صحة القلب. كانت هذه الدراسات راصدًا إلى حد كبير على الرغم من أنها لم تتضمن فحصًا مكثفًا.
قام الباحثون بإجراء دراسات مناسبة لتحديد سبب الإصابة بأمراض القلب التاجية، وأدركوا مؤخرًا أن السكر المعالَج يؤثر بخطر أكبر. اليوم، قام بحث قائم على الأدلة بقهر الدراسات الرصدية الضعيفة، كاشفًا أن العالم كييز كان مخطئًا طول الوقت.

في الآونة الأخيرة، نُشرَت دراسة وجدت أن شرب مشروبات سكرية كل يوم تزيد من الدهون الضارة بالجسم ومن خطر أمراض القلب ومرض السكري النوع 2. وجدت دراسة أخرى أن الأفراد الذين يتناولون على الأقل مشروبين من المشروبات السكرية في اليوم تزيد لديهم مخاطر التعرض لنوبات القلب بنسبة 25%.

ترجمة: Basant Gamal
مراجعة: Sherif M.Qamar
تصميم: Ahmed Mohamed
المصدر: http://sc.egyres.com/Y9DRD
#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي