إلى أي مدى يؤثر تصميم المدن في سلوكك؟

10-1

||||||||

العمارة كعلم تهتم بدراسة أنشطة الإنسان وسلوكه داخل الفراغات لتحقيق الوظيفة المُثلى وتوفير راحته، لكنها أيضًا تهدف إلى تنظيم السلوك الإنساني، هذا التنظيم يؤثر فيك دون شعورٍ منك، و قد يَحُدُّ أحيانًا من حرياتك أو يفرض عليك سلوكًا ما. في هذا المقال نستعرض بعض الحيل التصميمية في تصميم المدن وتخطيطها والتي تؤثر عليك في حياتك اليومية.

  • يُعد تزلج الألواح أحد أكثر الهوايات رواجًا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويمارس الكثيرون تلك الهواية المفضلة في الشوارع، مما دفع المصممين لوضع حواجز معدنية على أركان حافة الرصيف وعلى الأسوار المنخفضة، وذلك لمنع المتزلجين من القفز عند حافة الرصيف لعبور الشارع. هذه القطع المعدنية أيضًا قد تهدف لمنعك من الجلوس على تلك الأسوار المنخفضة.

    لقى هذا التصميم استحسان الكثير من العائلات حيث وفَّر لهم ممشىً آمنًا، بينما قابله المتزلجون برفضٍ شديدٍ، لما وجدوا فيه من تقييد لمهاراتهم في التزلج، على كلٍ حققَ التصميم مُراده في إجبار المتزلجين على انتهاج سلوك معين.

  • كم هو مثير للضيق ما نراه من ملصقات وإعلانات في الطرقات بعشوائيةٍ مفرطةٍ تُلوِّث أبصارنا. أعمدة الإنارة هذه مصممة خصيصًا بشكلٍ وموادٍ تمنع تثبيت الملصقات عليها، قد لا تلحظ وجودها او تدرك فائدتها إلا إذا حاولت أن تلصق إعلانا ما وفشلت في ذلك.

  • هذا المقعد معروف باسم (Camden Bench)، مُصمم من الخرسانة المضاف إليها عدة مواد لا تقبل ثبوت المواد اللاصقة بها، ليس هذا فحسب بل أيضًا حبيبات الخرسانة لا تتشبع بمواد الطلاء، مما يمنع رسامين الجرافيتي من نقش رسوماتهم عليها. أيضًا بتصميمه ذو المنحنيات قد تراه مصممًا ليمكنك من الجلوس في أي اتجاه تحب لكنه يهدف لمنع استخدامه للنوم في الشارع.

  • أن ترى أحدهم نائمًا على مقعدٍ عام في الشارع، مفترشًا أسفل الجسور أو بجوار المنزل يُعَد أمرًا مُزعِجًا و مُثيرًا للقلق لدى الكثيرين، لذا يتم إيجاد عدة حلول، قد لا تشعر بها إلا إذا فكَّرت في النوم! فعلى سبيل المثال عندما ترى مقعدًا عامًا يتوسطه فاصل، فإن أول ما يتبادر لذهنك أنه وُضِعَ لراحة يدك، لكنه صُمِّمَ بهذا الشكل لمنع النوم على المقاعد العامة.

  • وبذكر النوم في الشوارع، فإنه في نظر رجال الشرطة أنه ليس بالأمر الخطير في كل الأحوال إلا إذا كان أسفل الجسور، فهذه المناطق في نظرهم تُمثل بؤرة خطرة قد تقع بها جرائم سرقة أو قتل وقد يحولها أحدهم إلى مسكنٍ له، لذا يتدخل المعماري لمنع التواجد في هذه المنطقة بعدة حلول. فعلى سبيل المثال إذا وجدت في تلك المنطقة صخورًا متراكمة، الواحدة منها بحجم كرة البولينج تقريبًا، فبشكلٍ تلقائي ستجد نفسك تمشي في طريق آخر مُمهَّد وقد يُعجبك منظرها إذا تم توزيعها لتُشكِّل نقشًا زخرفيًا متناسقًا، وستشعر أنها وُضِعَت هنا لتعطي منظرًا جميلًا غير مُدركٍ أنها وُضِعَت لمنعك من الجلوس في هذه المنطقة أو النوم بها.

  • هنا أيضًا تجد أن وضع هذه الأحجار الصغيرة ونمط الإضاءة يعطيك جوًّا ساحرًا حقًا، لكن الوجه الآخر لهذا التصميم يهدف لمنعك من الجلوس هنا.

  • في تصميم هذا المقعد نجده غير مريحٍ على الإطلاق فقد صُمِّمَ بهذا الشكل لتحصل على راحةٍ مؤقتة وتستكمل مسيرك دون المكوث لفترات طويلة. لكن قد يكون هذا أمرًا سيئًا جدًا لكبار السن أو لذوي الاحتياجات الخاصة إذا تم تعميم هذا التصميم في كافة أرجاء المدينة.

  • تصغير فتحات سلة القمامة يُحبط إلقاء النفايات كبيرة الحجم مما يُسهِّل عمل رجال النظافة وينشر ثقافة تقليل المخلفات.

استعرضنا معًا بعض الحيل المعمارية في تصميم المدن التي تؤثر بشكلٍ ما في حياتنا اليومية دون إدراكٍ منا لذلك، لكن مؤكد أنك بعد قراءة هذا المقال ستنظر بنظرة مختلفة إلى كل ما تراه في طرقات المدينة من تصاميم.

 

إعداد: ضياء الدين محمد

مراجعة علمية: Mahmoud Mohamed Ouf

مراجعة لغوية: Mohamed Sayed Elgohary

تصميم: Ayman Samy

المصدر:

http://goo.gl/nQwruR

http://goo.gl/BWpWHd

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي