مراحل إنتاج اللقاح

مراحل إنتاج اللقاح

ما هو اللقاح؟

اللقاح عبارة عن مادَّة تحمي من أمراض مُعيَّنة، وتتكوَّن من نسخة ميِّتة أو ضعيفة من الميكروب تساعد جهاز المناعة في التعرُّف إلى الميكروبات الحيَّة وتدميرها عند الإصابة بها في المستقبل. (1)

أنواع اللقاحات

هناك عدة أنواع مختلفة من اللقاحات. صُمِّم كل نوع لتعليم جهازك المناعي كيفية محاربة الميكروبات والأمراض الخطيرة التي تسببها. (2)

عند تصنيع اللقاحات يُراعي العلماء عدة عوامل منها:

  1. كيف يستجيب جهازك المناعي للميكروب؟
  2. من يحتاج إلى التطعيم ضدَّ الميكروب؟
  3. أفضل تقنية أو نهج لصنع اللقاح.
  4. طبيعة الميكروب.

ومن ثمَّ يقررون نوع اللقاح المراد تصنيعه آخذين في الاعتبار العوامل السابقة، ومنها:

  1. لقاحات تحتوي على ميكروبات حيَّة ولكنها مُضعَّفة.
  2. لقاحات تحتوي على ميكروبات غير نشطة.
  3. لقاحات الوحدات الجزئية «اللاخلوية».
  4. لقاحات السمِّ المُضعَّف «غير النشط».

اللقاحات الحيَّة المُضعَّفة

تتكون من نسخ حيَّة ولكن مُضعَّفة من الميكروب المسبِّب للمرض.

تُسبب هذه اللقاحات ما يشبه العدوى الطبيعيَّة حتَّى تساعد على الوقاية منها، فهي تخلق استجابة مناعية قوية وطويلة الأمد، ويمكن لجرعة أو جرعتين فقط من معظم اللقاحات الحية أن تمنحَك حماية مدى الحياة ضدَّ الميكروب والمرض الذي يسببه.

لكن هناك بعض القيود عند استخدام تلك اللقاحات، فمثلًا:

  • نظرًا لاحتوائها على كمية صغيرة من الفيروس الحيّ الضعيف، يجب على بعض الأشخاص التحدُّث إلى مقدِّم الرعاية الصحية قبل استخدامها إذا كانوا يعانون من ضعف جهاز المناعة، أو مشاكل صحية مزمنة، أو خضعوا مُسبقًا لإحدى عمليات زرع الأعضاء.
  • يجب أن تُحفظ جيدًا في درجة حرارة منخفضة، ولذلك قد يَصعُب نقلها؛ فلا يمكن نقلها واستخدامها في بعض البلدان عندما لا تتوفَّر وسائل التبريد المناسبة.

يُستخدم هذا النوع من اللقاحات الحيّة للحماية من:

  • الحصبة، والتهاب الغدة النُكافية، والحصبة الألمانية، وفيروس الروتا (Rotavirus)، والجدري، والحمَّى الصفراء.

اللقاحات غير النشطة

تتكوَّن اللقاحات غير النشطة من نسخ ميِّتة من الميكروب المسبِّب للمرض، وعادةً لا تُوفِّر حماية قوية مثل اللقاحات الحيَّة، لذلك قد تحتاج إلى عدة جرعات متتالية لتضمن مناعة دائمة ضدَّ الأمراض.

يُستخدم هذا النوع من اللقاحات للحماية من:

  • التهاب الكبد «أ»، والإنفلونزا، وشلل الأطفال.

لقاحات الوحدات الجزئية «اللقاحات اللاخلوية»

تتكوَّن لقاحات الوحدات الجزئية من أجزاء معينة من الميكروب مثل البروتين، أو السكَّر، أو غلاف الميكروب.

نظرًا لأن هذه اللقاحات تَستخدم قطعًا معينة فقط من الميكروب؛ فهي تعطي استجابة مناعية قوية جدًّا تستهدف الأجزاء الرئيسية منه، مما يجعلها مناسبة إذا كنت تعاني من ضعف الجهاز المناعيّ، أو من مشكلة صحية مزمنة، ولكنَّك قد تحتاج إلى حُقن متكررة حتى تكتسب الحماية الدائمة.

وهذا النوع من اللقاحات يستخدم للحماية من:

  • مرض المستدمية النزلية من النوع «ب» (Haemophilus influenzae type B vaccine).
  • التهاب الكبد الوبائي «ب».
  • فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
  • السعال الديكي «جزء من لقاح DTaP المركب».
  • مرض المُكَوَّرات الرئوية.
  • مرض المُكَوَّرات السحائية.
  • الهربس النطاقي.

لقاحات السمِّ المُضعَّف «الذيفان»

تتكون لقاحات السموم من المادَّة السامَّة التي ينتجها الميكروب، وتخلق مناعة ضدَّ أجزائه التي تسبِّب المرض بدلاً من الميكروب نفسه، وهذا يعني أن الاستجابة المناعية تستهدف السم بدلاً من الميكروب بأكمله. قد تَستخدم حُقن متكررة من اللقاح أيضًا لضمان حماية طويلة الأمد.

تُستخدم لقاحات السم للحماية من:

  • الدفتيريا.
  • الكزاز.

مراحل إنتاج اللقاح

إن فاعلية اللقاحات وطبيعتها المُنقِذة للحياة تدفع الناس إلى طرح نفس السؤال كلما ظهرت أزمة صحيَّة عامَّة -مثل زيكا أو كورونا-، وتتناوله نشرات الأخبار: «متى سيكون اللقاح متاحًا؟»

للإجابة تُؤخذ بعين الاعتبار الخبرات والإمكانات البشرية والماديَّة المطلوبة في كل مرحلة من مراحل التطوير. (3)

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يوجد ست مراحل لتطوير اللقاح:

  1. التطوير الاستكشافي.
  2. اختبار اللقاح في التجارب ما قبل السريرية.
  3. اختبار اللقاح في التجارب السريرية.
  4. المراجعة التنظيمية والموافقة عليها من قبل الهيئات.
  5. التصنيع.
  6. مراقبة الجودة.

التطوير الاستكشافي

صُمِّمت هذه المرحلة البحثية المكثفة من عملية تطوير اللقاح لتحديد المستضدات الطبيعية أو الاصطناعية التي قد تساعد في الوقاية من المرض أو علاجه، وقد تشمل المستضدات سلالات ضعيفة من فيروس معين.

اختبار اللقاح في التجارب ما قبل السريرية

خلال هذه المرحلة، يَستخدم الباحثون -عادةً في القطاع الخاصِّ- أنظمة زراعة الأنسجة أو الخلايا واختبار اللقاح على الحيوانات، لتحديد ما إذا كان اللقاح المرشَّح سينتج مناعة أم لا، ولا تنتقل العديد من اللقاحات المرشحة إلى المرحلة التالية من التطوير لأنها تفشل في إنتاج تلك المناعة أو تثبت ضررها أثناء الاختبار.

اختبار اللقاح في التجارب السريرية

في هذه المرحلة، يقوم الراعي -عادة شركة خاصَّة- بتقديم طلب إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، للحصول على موافقة لبدء التجارب السريرية على عقار جديد (Investigational New Drug)، التي تُلخِّص النتائج الأخيرة وتصف كيفية إجراء اختبار الدواء وصنعه، ثُمَّ تعقد المؤسسة التي ستستضيف التجربة السريرية مجلسًا لمراجعة الطلب. تستغرق إدارة الغذاء والدواء 30 يومًا للموافقة على هذا الطلب، وبمجرد الموافقة عليه، يجب أن يجتاز اللقاح ثلاث مراحل تجريبية من الاختبار البشري:

المرحلة الأولى: تجربة اللقاح المرشح على مجموعة صغيرة «أقل من 100 شخص» بهدف تحديد ما إذا كان آمنًا، ومعرفة المزيد عن الاستجابات التي يثيرها بين الأشخاص الخاضعين للاختبار.

المرحلة الثانية: تشمل اختبار اللقاح على مئات الأشخاص، وتهدف إلى تقديم مزيد من المعلومات عن السلامة، والمناعة، وجدول التحصين، وحجم الجرعة.

المرحلة الثالثة: يمكن أن تشمل آلاف أو عشرات الآلاف من الأشخاص «لا تظهر الآثار الجانبية النادرة في المجموعات الصغيرة»، وتستمر هذه المرحلة في قياس درجة الأمان وفاعلية اللقاح المرشح.

المراجعة التنظيمية والموافقة عليها من قبل الهيئات

إذا مرَّ اللقاح خلال المراحل الثلاث للبحث السريري، يقدم الباحثون طلبا آخر إلى إدارة الغذاء والدواء لإنتاج واستخدام اللقاح تجاريًّا (Biologics License Application).

التصنيع

توفر شركات تصنيع الأدوية الرئيسية الموظَّفين والمعدَّات اللازمة لإنتاج كميات كبيرة من اللقاح، وهم أيضًا يجنون أرباح الأدوية الناجحة أو الموَزَّعة على نطاق واسع.

مراقبة الجودة

يجب الالتزام بالإجراءات التي تسمح بتتبُّع ما إذا كان اللقاح يعمل على النحو المتوقع أم لا، ويوجد أنظمة متعددة لذلك ومنها تجارب المرحلة الرابعة «دراسات اختيارية يمكن إجراؤها بعد إطلاق اللقاح»، ونظام الإبلاغ عن المشاكل السلبية للقاح وسلامته المُصمَّمة لمراقبة أداء وفاعلية اللقاحات المعتمدة.

ولا يمكن أن تكتمل هذه العمليات دون مهارات وتدخُّلات أصحاب الشركات، والباحثين، والأطباء، والسياسيِّين.

 

 

شارك المقال:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي