استخدام التعديل الجيني لاصلاح طفرة تسبب العمى.

استخدام-التعديل-الجيني-لاصلاح-طفرة-تسبب-العمى

قام علماء من الولايات المتحدة باستخدام التعديل الجيني لإصلاح تحول في الخلايا التي تسبب التهاب الشبكية الصباغي (retinitis pigmentosa) وهو واحد من مسببات العمى في صغار السن من الناس حول العالم، حيث قام الباحثون بتطبيق تقنية كريسبر(CRISPR technique) لإصلاح الخلايا المصابة، حيث استبدل العلماء بإجراء يتم تقديمه لأول مرة؛ الجينات المعيبة المرتبطة بالمرض في الخلايا الجذعية المشتقة من أنسجة المريض نفسه.

هذا وفسّرت دراسة نُشرت في (Scientific Reports) الكيفية التي أخذ بها الباحثون عينة من جلد مريض بالتهاب الشبكية الصباغي، وهذه الحالة المتوارثة تسبب تحلل الشبكية وقد تؤدي إلى العمى الكامل في خلال عشر سنوات. وقد قام الباحثون بتخليق خلايا جذعية من عينة الجلد في المختبر لاستخدامها كأساس للتعديل الجيني، ومكّنت تقنية كريسبر العلماء من قطع واستبدال اجزاء من الحمض النووي للكائن الحي، وإعادة كتابة الشفرة الوراثية بكفاءة.

أخذ الباحثون في هذا النموذج خلايا جذعية مشتقة من المريض – والتي لا تزال تطوي داخلها التحول المسبب لالتهاب الشبكية الصباغي- واستخدموا تقنية كريسبر لإصلاح الجين المعيب. ولكن من ناحية أن تقنية كريسبر غير مستحسنة لتطبيقها على البشر؛ فإن أقصى حد يمضي فيه هذا البحث كان على هذا النموذج، ولكن التقدم الذي أُحرِز هنا أظهر ما الذي يمكن للتعديل الجيني أن يفعله من أجل المرضى في المستقبل.

وبالنسبة للباحثين؛ فإنه لو تم نقل الخلايا الجذعية التي تم إصلاحها إلى خلايا الشبكية السليمة، فإن ذلك يعني إمكانية إعادة زرعها في المريض. وبدون التحول الجيني فقد يمكن للخلايا السليمة أن تستعيد رؤيتها حينئذٍ.

ويقول ستيفن تسانج المتخصص بطب العيون من المركز الطبي بجامعة كولومبيا: «إن رؤيتنا هي تطوير نهج شخصي لعلاج أمراض العين، ولا نزال نملك بعض الطرق لنمضي فيها، ولكننا نؤمن بأن أول تطبيق علاجي لكريسبر سيكون لعلاج أمراض العين، حيث سنستطيع هنا إثبات بأن الخطوات الأولية كانت مجدية».

وعلى عكس عمليات زرع الأعضاء التقليدية؛ فإن الباحثين يعتقدون أن جسم المريض سيتقبل فورًا الخلايا المعدلة جينيًا بدون احتمالية خطر رفضها بواسطة جهازه المناعي، وذلك حيث أن الخلايا التي تم إصلاحها قد اشتُقت من أنسجة المريض نفسه. وقد يعني هذا أيضًا أن العقاقير القوية المستخدمة لوقف عملية رفض الأعضاء لن تعود ضرورية بعد الآن.

هذا ويقول الباحثون أن علم البصريات هو الأكثر احتمالًا ليكون المرشح الأول للاستخدام الطبي لتقنية كريسبر، وبالمقارنة مع الأجزاء الأخرى من الجسم؛ فإن سهولة نجاح الجراحة والمراقبة بعد الإجراء ستجعل من العين حالة جيدة للاختبار.

يضيف فينيت واحد من فريق البحث من جامعة أيوا: «أمراض الشبكية تعد النموذج الأمثل للعلاج بالخلايا الجذعية، حيث نملك تقنيات جراحية متقدمة لزرع الخلايا بالضبط حيث نحتاج».

ولا تزال الرؤية غير واضحة بعد حول حصول تقنية كريسبر على الضوء الأخضر لبدء علاجها للعمى في السنوات القادمة، وذلك يعود إلى المخاوف الأخلاقية ومخاوف السلامة بشأن استخدام التعديل الجيني في البشر. ولكن العلماء الذين قد شاركوا في هذا البحث واثقون أن إثبات صحة مفهومهم يُظهر إمكانات كبيرة يجب المضي في طريقها. يقول تسانج: «ما زال هناك عمل لإنجازه، فقبل أن نتجه للمرضى؛ نريد أن نتأكد أننا فقط نغير من هذا التحول الجيني المعين بمفرده، وأننا لا نغير من أجزاء أخرى في الجينوم».

ترجمة: Basant Gamal
مراجعة: Matalgah Hamzeh
تصميم: Omnea Abd El-Aleem
المصدر: http://sc.egyres.com/jakIP

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي