استخدام مضادات الاكتئاب اثناء الحمل، هل يوجد أي تعارض؟

fig-07-01-2019_17-44-57

حمل

مضادات الاكتئاب هي الخيار العلاجي الأساسي لمعظم أنواع الاكتئاب. ولكن هناك فوائد ومخاطر يجب مراعاتها عند تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل. إليك ما تحتاج إلى معرفته.

لماذا يعتبر علاج الاكتئاب أثناء الحمل أمراً مهماً؟

إذا كنتِ تعانين من الاكتئاب دون علاج، فمن المحتمل أنكِ لا تسعي للحصول على رعاية مثالية قبل الولادة أو تتناولين الأطعمة الصحية التي تحتاجينها أنتِ وطفلك. يرتبط الاكتئاب الشديد أثناء الحمل بزيادة خطر الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة أو انخفاض نمو الجنين أو مشاكل أخرى بالنسبة للطفل. الاكتئاب غير المستقر أثناء الحمل يزيد أيضًا من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، والإنهاء المبكر للرضاعة الطبيعية، وصعوبة الترابط والتواصل مع طفلك.

هل مضادات الاكتئاب خيار أثناء الحمل؟

يعتمد قرار استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل على التوازن بين المخاطر والفوائد. بشكلٍ عام، فإن خطر العيوب الخلقية والمشاكل الأخرى للأمهات اللواتي يتناولن مضادات الاكتئاب أثناء الحمل منخفض جدًا. ومع ذلك، فقد ثبت أن بعض الأدوية آمنة أثناء الحمل وأن بعض أنواع مضادات الاكتئاب قد ارتبطت بزيادة مخاطر حدوث مضاعفات بالنسبة للأطفال.

إذا كنتِ تستخدمين مضادات الاكتئاب أثناء الحمل، سيحاول مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ تقليل تعرض طفلك للدواء. يمكن القيام بذلك عن طريق وصف دواء واحد ( المعالجة الأحادية) بأدنى جرعة فعالة، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى.

ما هي مضادات الاكتئاب التي تعتبر مناسبة أثناء الحمل؟

بشكل عام، تعتبر مضادات الاكتئاب هذه خيارًا أثناء الحمل:

بعض مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs). تعتبر مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية عادة خيارا خلال فترة الحمل، بما في ذلك سيتالوبرام المعروف تجاريًا بسيلكسا «سيلسكا -Celexa» و فلوكسيتين المعروف تجاريًا ببروزاك «بروزاك- Prozac» وسيرترالين المعروف تجاريٍا بزولوفت «زولوفت-Zoloft».  وشملت المضاعفات المحتملة زيادة خطر حدوث نزيف حاد بعد الولادة (نزف ما بعد الولادة)، والولادة المبكرة وانخفاض وزن المواليد. وتُظهر معظم الدراسات أن مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية لا ترتبط بالعيوب الخلقية. ومع ذلك، يبدو أن باروكسيتين المعروف تجاريًا بباكسيل «باكسيل- Paxil»  يترافق مع زيادة صغيرة في خطر حدوث عيب في قلب الجنين.

مثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين (SNRIs). تعتبر مثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين أيضا خيارا خلال فترة الحمل، بما في ذلك دولوكستين المعروف تجاريًا بسيمبالتا « سيمبالتا- Cymbalta» وفنلافاكسين المعروف تجاريًا بايفكسور «ايفكسور-Effexor» ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن أخذ مثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين في نهاية الحمل يرتبط مع نزف ما بعد الولادة.

البوبروبيون المعروف تجاريًا بويلبوترين. ويستخدم هذا الدواء لعلاج الاكتئاب والإقلاع عن التدخين. على الرغم من أن البوبروبيون لا يعتبر بشكل عام العلاج الأول للاكتئاب أثناء الحمل، إلا أنه قد يكون خيارًا للنساء اللواتي لم يردن على أدوية أخرى. وتشير الأبحاث إلى أن تناول البوبروبيون أثناء الحمل قد يكون مصحوبًا بعيوب في القلب.

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات. تشمل هذه الفئة من الأدوية نورتريبتيلين المعروف تجاريًا بباميلور. على الرغم من أن مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات لا تعتبر بشكل عام معالجة أولية أو ثانوية، إلا أنها قد تكون خيارًا للنساء اللاتي لم يستجبن لأي أدوية أخرى. قد يترافق عقار كلوميبرامين المضاد للاكتئاب ثلاثي الحلقات مع عيوب خلقية للجنين، بما في ذلك عيوب القلب. وقد يكون استخدام هذه الأدوية خلال الثلث الثاني أو الثالث من الحمل مرتبطًا أيضًا بنزف ما بعد الولادة.

هل هناك أي مخاطر أخرى على الطفل؟ 

إذا كنت تتناول مضادات الاكتئاب خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل ، فقد يعاني طفلك من أعراض الإنسحاب المؤقت – مثل الانزعاج والتهيج وسوء التغذية والضيق التنفسي – لمدة تصل إلى شهر بعد الولادة. ومع ذلك، لا يوجد دليل على أن الجرعات المتقطعة أو المتعاقبة بالقرب من نهاية الحمل تقلل من خطر هذه الأعراض عند حديثي الولادة. بالإضافة إلى ذلك، قد تزيد من خطر الانتكاس بعد الولادة.

العلاقة بين استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل وخطر التوحد لا تزال غير حاسمة، ولكن معظم الدراسات أظهرت أن الخطر صغير جدا ولم تظهر دراسات أخرى أي خطر على الإطلاق. لاتزال هناك حاجة إلى مزيد من البحوث.

هل يجب أن أغير العلاج؟

سوف يعتمد قرار الاستمرار أو تغيير الأدوية المضادة للاكتئاب على استقرار حالة اضطراب المزاج. تحدثي مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ. حيث يجب الموازنة بين المخاوف المتعلقة بالمخاطر المحتملة وبين احتمال فشل استبدال الدواء وحدوث انتكاسة للاكتئاب.

ماذا يحدث إذا توقفتي عن تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل؟

إذا توقفتي عن تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل، فإنكِ تخاطرين بالاكتئاب مع مضاعفات بما في ذلك الحالة المزاجية السيئة، وعدم القدرة على الاعتناء بنفسك أو الحمل، واكتئاب ما بعد الولادة أو ذهان ما بعد الولادة.

ما هو بيت القصيد؟

إذا كنتِ تعانين من الاكتئاب وكنتِ حاملاً أو تفكرين في الحمل، فاستشيري مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ. ليس من السهل اتخاذ قرار بشأن كيفية علاج الاكتئاب خلال فترة الحمل. يجب تقييم مخاطر وفوائد تناول الدواء أثناء الحمل بعناية. العمل مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ للقيام باختيار مستنير يمنحكِ – وطفلكِ – أفضل فرصة للصحة على المدى الطويل.

ترجمة: دعاء طلعت سيد

مراجعة: إسلام سامي

المصدر: https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/pregnancy-week-by-week/in-depth/antidepressants/art-20046420

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي