اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD)
من أكثر الشكاوي التي يعاني منها الآباء والمعلمون مع الأطفال، هي كثرة الحركة وتشتت انتباه الطفل. عادةً يكون هذا السلوك جزء من سمات مرحلة الطفولة، لكن كيف يتأكد الأهل أنَّ سلوك الطفل مازال في الإطار الطبيعيوليس عرضًا من أعراض اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD)؛ السبب وراء هذا الخلط أنَّ الاضطراب من أكثر الاضطراباتشيوعًا في وسط الأطفال، فحسب تقرير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) فإنَّ نسبة إصابة الأطفال بالـ(ADHD)من (4%) إلى (12%) من الأطفال في عمر المدرسة؛مما يجعله من أكثر اضطرابات الأطفال السلوكيةوالعصبية شيوعًا.
كيف أعرف إذا كان طفلي مصاب بالاضطراب أو لا؟ عليَّ أن أتعرف على الاضطراب أولًا.
ماهو اضطراب الـ(ADHD)؟
-هو اضطراب عقلي شائع يصيب الأطفال وقد يستمر في المراهقة والرشد، ويصعب على الطفل المصاب به البقاء منتبهًا. البعض يعاني من فرط الحركة أيضًا، البعض يعاني من مشاكل كي يبقى هادئًا وصبورًا. بالنسبة للمصابين باضطراب الـ(ADHD) فمستويات سلوكيات الحركة والانتباه والاندفاع أكبر بفارق ملحوظ عن زملائهم من نفس السن؛ ويتسبب هذا الخلل في صعوبة التعامل في المنزل والمدرسة والمجتمع بالنسبة للطفل.
هل يمكن علاجه؟
نعم، اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة يمكن معالجته وذلك عن طريق استشارة طبيب أو متخصص؛ ويؤدي العلاج إلى وضع أفضل وليس الشفاء التام.
كيف أعرف أن طفلي مصاب باضطراب الـ(ADHD)؟
يعتمد تشخيص الاضطراب على الطبيب، وربما ينصحك الطبيب بالرجوع إلى متخصص في الصحة العقلية لأنَّه الأكثر خبرة في التعامل مع الاضطراب.
في تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، من الصعب الاعتماد على اختبار واحد، سيقوم الطبيب أو المتخصص باختبار طفلك عدة اختبارات للتأكد من التشخيص بالإضافة إلى جمع المعلومات منك ومن عائلتك ومعلمي الطفل.
صعوبة تحديد اضطراب الـ(ADHD)تكمن في تشابه أعراضه مع بعض المشاكل الأخرىكصعوبة التعلم، أو لعدم وضوح الأعراض، قد يكون الطفل هادئ وسلوكه جيد، لكنَّه يعاني من نقص الانتباه والتشتت، أو ربما تجد طفل يتصرف بشكل سيء في المدرسة، لكن لا يلاحظ مدرسيه أنَّ ذلك يعني إصابته بالـ(ADHD).
إذا لاحظت أنَّ طفلك يعاني من مشاكل في المنزل أو في المدرسة، فالخطوة الأولى هي التحدث مع متخصص للنظر في الأعراض ومدى مطابقتها لتشخيص الاضطراب.الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال(AAP) تنصح المتخصصين بالرجوع إلى ملاحظات الآباء والمدرسين، وكل من يختلط بالطفل، على أن يتم أخذ الملاحظات في أوقات مختلفة ومواقف مختلفة للتأكد من تكرر السلوك في كل الأوقات، أي أنَّالسلوك دائم وليس عارض لسبب معين يزول بزواله، وعلى المختص أن يتأكد أنَّ لا سبب آخر للأعراض غير اضطراب الـ(ADHD).
يستخدم المتخصص المقاييس اللازمة لتأكد من التشخيص، مثل النسخة الخامسة من مقياس DSM)):
-المقياس لا يقوم به إلا المتخصص، لكن هذه الجزئية من المقياس لتوضيح الأعراض وكيفية قياسها-
1- الانتباه:
* تحقق ستة أو أكثر من هذه الأعراض لمن هم دون ال16 سنة،وخمسة أعراض أو أكثر لمن هم فوق الـ 16:
1. عادةً يفشل في البقاء منتبهًا للتفاصيل أو يرتكب أخطاء ناتجة عن قلة اهتمام في أعمال المدرسةأو العمل أو أي نشاط.
2. عادةً لا يستطيع الانتباه خلال المهمام المطلوبة منهأو الأنشطة.
3.عادةً يبدو وكأنَّه لا يستمع أثناء توجيه الحديث له مباشرةً.
4. عادةً يفشل في إتباع التعليمات أو يفقد تركيزه أثناء العمل، الأعمال المدرسية أو أعمال المنزل أو مهامه في العمل أو الأعمال الروتينية عمومًا.
5. عادةً ما يواجه مشكلة في تنظيم المهام والأنشطة.
6. عادةً ما يتجنب أو يكره المهام التي تتطلب مجهود عقلي لمدة طويلة مثل حل الواجبات المنزلية.
7. عادةً ما ينسى أشياء مهمة للعمل: (أقلام، كتب، المحفظة، المفاتيح، أوراق العمل، النظارة، الهاتف المحمول).
8. عادةً يسهل تشتيته.
9. عادةً ما يكثر نسيانه للأنشطة اليومية.
2- فرط الحركة/ التسرع:
* تحقق ستة أو أكثر من هذه الأعراض لمن هم دون ال16 سنة،وخمسة أعراض أو أكثر لمن هم فوق الـ 16:
– ويتم ملاحظة الأعراض على مدار 6 أشهر، للتأكد من مدى الضرر أو الخلل بالنسبة للنمو الطبيعي للطفل-
1. عادةً يتململأو يحرك يديه ورجليه أو يتلوى في الكرسي.
2. عادةً يقوم من مكانه في أوقات يفترض به الجلوس.
3. عادةً يركض ويتسلق في أوقات غير مناسبة للعب.
4. عادةً لا يتمكن من اللعب أو أداء الأنشطة الحرة بهدوء.
5. عادةً في وضع حركة.
6. عادةً يتكلم بإفراط.
7. عادةً يسرع في الإجابة قبل انتهاء السؤال.
8. عادةً ما يواجه مشكلة في انتظار دوره.
9. عادةً ما يتطفل/ يقاطع الآخرين أثناء المحادثة أو اللعب مثلًا.
-إضافةً للأعراض، على هذه الشروط أن تتوفر في الشخص حتى يشخَّص بالـ(ADHD):
* العديد من أعراض نقص الانتباه وفرط الحركة ظهر عند الشخص قبل سن ال12.
* العديد من الأعراض ظهرت في مكانين أو أكثر( المنزل والمدرسة مثلًا).
* هناك شواهد قوية أنَّهذه الأعراض تؤثر أو تقلل من كفاءة سير الحياة الاجتماعية أو الدراسية أو المهنية للشخص.
*الأعراض لا تفسرها بشكل أفضل أنواع اضطرابات أخرى مثل: ( تعكُّر المزاج، القلق، اضطراب فصامي، اضطرابات الشخصية)، الأعراض لا تحدث أثناء اضطراب انفصام الشخصية( الشيزوفرينيا- schizophrenia) أو أي اضطراب ذهاني آخر.
-أنواعه:
1- المشترك: في حالة ظهور أعراض كافية من نقص الانتباه بالإضافة إلى فرط الحركة خلال ستة شهور.
2- قصور الانتباه: في حالة ظهور أعراض كافية من نقص الانتباه دون فرط حركة خلال ستة شهور.
3- فرط الحركة: في حالة ظهور أعراض كافية من فرط الحركة دون أعراض نقص انتباه خلال ستة شهور.
*توضع المدة الزمنية الستة أشهر، بالإضافة لتنوع الأماكن والمواقف التي يحدث فيها السلوك حتى يتم التشخيص بشكل صحيح*
-أسبابه؟
لا أحد يعلم سبب محدد وأكيد لظهور اضطراب الـ(ADHD)، غالبًا أسبابه خليط بين أسباب جينية وبيئية أو أسباب غير جينية. قد يتكرر الاضطراب في العائلة، وحسب الباحثون فإن مشكلة ربط الاضطراب بالجينات، هو أنَّ العديد من الجينات متصلة بالاضطراب، وكل جين يلعب دور صغير في إدارة الاضطراب مما يجعل من الـ(ADHD) اضطراب معقد ويصعب اختباره باختبار جيني، فحتى الآن لم يتوفر اختبار جيني للكشف عنه أو أي نوع من الاختبارات التي تعطي نتيجة مباشرة.
أمَّا بالنسبة للأسباب الغير جينية، فقد تؤثر بعض هذه الأسباب على إصابة الطفل بالاضطراب:
* التدخين أو شرب الكحول أثناء الحمل.
* مضاعافات الولادة أو أو انخفاض حاد في وزن الطفل عند الولادة.
* التعرض لمادة الرصاص أو أي مواد سامة.
ومن الاعتقادات الخاطئة أنَّ الأنظمة الصحية الخاطئة مثل كثرة السكر أو الإهمال الأسري أو المدرسي أو التكنولوجيا قد تتسبب في الاضطراب، لا يوجد دليل على ذلك في الدراسات.
كل ما في الأمر أنَّ هذه الأسباب قد تتسبب في زيادة الاضطراب لكنّها لا تسببه.
-كيف يمكنني مساعدة طفلي المصاب بالـ(ADHD)؟
أعطِ طفلك التفهم والإرشاد، سيساعدك المتخصص في كيفية مساعدة طفلك للتغيُّر الإيجابي، ومتابعة العلاج والنظام الغذائي للطفل، بالإضافة للتواصل الجيد مع أساتذة الطفل في المدرسة؛ فأحيانًا يحتاج بعض المصابين بالاضطراب إلى تعليم خاص.
-هل يؤثر الاضطراب على المراهقين؟
المراهقة في حد ذاتها مرحلة صعبة؛ لذلك فالمراهقين الذين يعانون من اضطراب الـ(ADHD) يواجهون وقتًا صعبًا. فبينما تتحسن مشاكل فرط الحركة مع السن فإنَّ مشاكل الانتباه تزداد سوءًا مع السن وتستمر حتى الرشد إن لم يتم البدء في معالجتها، وبسبب مشاكل التشتت وضعف التركيز، كثير من المراهقين المصابين بالاضطراب يعانون من مشاكل في المدرسة ودرجاتهم منخفضة، خاصةً إذا كان المراهق لا يخضع لعلاج للـ(ADHD).
أعراض الاضطراب قد تسبب عدة مشاكل للمراهق بدايةً من نسيانه لإكمال أعمال المدرسة، أو نسيان الأدوات أو مقاطعة الحديث والإجابة بسرعة، كل هذه الأعراض تؤثر على علاقة المراهق بمدرسيه وأقرانه، وقد يزداد الأمر سوءًا في حال تعرض المراهق المصاب بالـ(ADHD) لتعاطي الكحوليات؛لكن الاضطراب في المراهقة مثله في الطفولة، يمكن التغلب عليه بالعلاج.
-هل يؤثر الاضطراب على الراشدين:
اضطراب الـ(ADHD) قد يستمر حتى الرشد مثله مثل الطفولة والمراهقة، واستمراره يجعل من الحياة تحدي؛ لأنَّه يجعل من الصعب على الشخص الشعور بالتنظيم أو الثبات في عمل أو الوصول إلى العمل في الموعد المناسب، قد يواجهوا مشاكل في علاقاتهم، وإصابتهم بالقلق.
يمكن السيطرة عليه وعلاجه، بالنسبة لكثير من الراشدين اكتشافهم لاصابتهم بالـ(ADHD) في حد ذاته مريح، لأنَّه بداية الطريق لاكتشاف المشكلة والبدء في حلها.
إن كنت راشدًا وتجد في نفسك بعض أعراض الاضطراب، استشر طبيبك.
كيف يؤثر الاضطراب على حياة الراشد؟
* القلق.
* ملل مزمن.
* نسيان أو تأخر مزمن.
* اكتئاب.
* مشاكل في التركيز أثناء القراءة.
* مشاكل في السيطرة على الغضب.
* مشاكل في العمل.
* اندفاع وتهور.
* قلة احتمال وتسامح.
* انخفاض في الثقة بالنفس.
* تغيُّر في المزاج.
* سوء تنظيم.
*مشاكل في العلاقات.
* مماطلة وتسويف.
* تعاطي المخدراتوالإدمان.
* التعرُّف على الاضطراب هي الخطوة الأولى لاكتشافه وتشخصيه، الخطوة الثانية البدء في العلاج وطرقه وهو ما سنتطرق إليه في الجزء الثاني.
إعداد وتصميم: ندى القصبي
مراجعة علمية: ماريا عبد المسيح
مراجعة لُغَوية: Omnea Abd El-Aleem
المراجع:
http://www.webmd.com/add-adhd/guide/types-of-adhd
http://www.webmd.com/add-adhd/guide/adhd-symptoms
http://www.nimh.nih.gov/health/publications/attention-deficit-hyperactivity-disorder-easy-to-read/index.shtml
http://www.cdc.gov/ncbddd/adhd/diagnosis.html
http://www.webmd.com/add-adhd/childhood-adhd/adhd-teens
http://www.webmd.com/add-adhd/adhd-adults
http://www.chadd.org/Understanding-ADHD/About-ADHD/Myths-and-Misunderstandings.aspx
#الباحثون_المصرين