الباحثون يكتشفون أنواع مختلفة من السرطان داخل مقبرة لقدماء المصريين

fig-10-07-2018_13-51-32

السرطان||

كشف علماء الآثار عن ست حالات سرطان أثناء دراستهم لجثث المصريين القدماء الذين دُفنوا منذ فترة طويلة في واحة الداخلة، وتشمل الاكتشافات طفلًا يعاني من سرطان الدم، ورجل محنط في الخمسينات من العمر مصاب بسرطان المستقيم وأشخاص مصابين بسرطان ربما يكون ناجمًا عن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

 

سرطان المستقيم
مومياء رجل مصري قديم في الخمسينيَّات من عمره أصيب بسرطان المستقيم.
سرطان الدم
مومياء طفل مصاب بسرطان الدم

تُظهر هذه الصورة طفلًا مصريًا قديمًا من واحة الداخلة وكان عمره ما بين 3 و 5 أعوام عند الموت. هذا الطفل مات بسبب اللوكيميا، وكانت عظامه مليئة بالثغرات.

ووجد الباحثون حالات الإصابة بالسرطان أثناء فحص بقايا 1087 من المصريين القدماء دفنوا بين 3000 و 1500 سنة ق.م، وبالاستنتاج من هذه الحالات؛ قدر الباحثون أن خطر الإصابة بالسرطان على مدى العمر في واحة الداخلة القديمة كان حوالي 5 من أصل 1000 مقارنة بـ 50٪ في المجتمعات الغربية الحديثة، كما كتب (El Molto) والدكتور (Peter Sheldrick) في ورقة نشرت في المجلة الدولية لل (Paleopathology) في قضية خاصة بالسرطان. (وهكذا فإن مخاطر الإصابة بالسرطان في المجتمعات الغربية اليوم تزيد 100 مرة عما كانت عليه في الداخلة القديمة).

وحذر مولتو، وهو أستاذ متقاعد في علم الأنثروبولوجيا في جامعة ويسترن في أونتاريو بكندا، من أن بعض الأشخاص الذين يعيشون في الداخلة ربما ماتوا بسبب السرطان دون أن يتركوا أي آثار في بقاياهم وأن الناس في العالم القديم يزهدون في حياة أطول من الناس اليوم، ومع ذلك؛ حتى الباحثين عن هذه العوامل يعتقدون أن خطر الإصابة بالسرطان كان أقل بكثير في مصر القديمة.

كيف تم تشخيص مرض السرطان

شخص العلماء  خمسة من الحالات الست أنهم مصابون بالسرطان من خلال دراسة الآفات (الثقوب وتلف العظام) على هياكلهم العظمية، وظهرت هذه الثقوب عندما انتشر السرطان في جميع أنحاء أجسامهم على سبيل المثال، كان لدى امرأة في الأربعينيَّات والخمسينيَّات من العمر ثقب في عظم الفخذ الأيمن يبلغ حجمه حوالي 2.4 بوصة (6.2 سم) ويعتقد الباحثون أنه ناجم عن ورم. وفي حالة أخرى (الرجل في الخمسينيّات من عمره مع سرطان المستقيم)، تم الحفاظ على ورم حقيقي. ولكن لا يمكن للباحثين التأكد من مكان الإصابة بالسرطان في العديد من الحالات.

أما بالنسبة للشباب فقد قال الباحثون أن ثلاث من الحالات الست (اثنتان من الإناث وواحد من الذكور) كانوا من الأشخاص في العشرينيّات أو الثلاثينيّات من عمرهم وهو عمر نادر الحدوث الإصابة فيه بالسرطان.

وعندما عُرضت قضية شباب الداخلة المصابون بالسرطان لأول مرة في الاجتماعات الطبية المختصة، كان التعليق الشائع هو رفض قبول تشخيص هذا الورم بأنه  السرطان نسبة إلى صغر سنهم، ومع ذلك، فقد كشفت الأبحاث الحديثة أن فيروس الورم الحليمي البشري هو سبب رئيسي لعدة أشكال من السرطان، بما في ذلك تلك التي تؤثر في كثير من الأحيان على الشباب، وكتبت (مولتو) و(شيلدريك) في صحيفتيهما: «فيروس الورم الحليمي البشري هو أحد الأسباب المؤكدة لسرطان عنق الرحم والخصيتين، وقد تطور في أفريقيا قبل ظهورالإنسان العاقل بوقت طويل».

وبالنسبة للعلاج؛ فحتى الآن لم تكشف الأبحاث في النصوص الطبية المصرية أو البقايا البشرية عن أي مؤشر على أن المصريين القدماء كان لديهم علاج محدد للسرطان.

«علموا أنه شيئًا سيئًا يحدث» -هكذا قال مولتو لمجلة (livescience)- «ومع ذلك ليس لدينا أي مؤشر على علاجات محددة للسرطان، لأنهم لم يفهموا ما كان السرطان وما هو؟»، وقال مولتو مضيفًا: «أن المصريين القدماء قد حاولوا علاج بعض الأعراض مثل تقرحات الجلد».

وقال الباحثون إنهم يأملون في أن يتم جمع البيانات في المستقبل حول السرطان وأمراض أخرى في واحة الداخلة المعاصرة، ويمكن بعد ذلك مقارنة هذه البيانات بالمعدل القديم لتوفير المزيد من الأدلة حول كيفية تغير خطر السرطان مع مرور الوقت.

 

اعداد وترجمة: زياد العربي
مراجعة: عمر بكر
تدقيق: إسراء عادل
تحرير: زياد الشامي

مصدر:
https://www.livescience.com/62908-ancient-egypt-cancer.html?utm_source=lsa-newsletter&utm_medium=email&utm_campaign=20180625-lsa

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي