الإيبولا
فيروس يُسبب مرضًا مميتًا، لتسببه في (حمى نزيفية – hemorrhagic Fever)، يتفشى بصورةِ عرضية من حين لآخر، ويتفشى بصورة رئيسية في القارة الإفريقية، فيصيب الإنسان والحيوان (الرئيسيات – Primate) غير البشرية كالقرود، والغوريلا، والشمبانزي بصورة شائعة، ويحدث نتيجة الإصابة بإحدى سلالات فيروس الإيبولا، وعددهم ست سلالات، أربع منهم يُسببون المرض في الإنسان، وهم: إيبولا زائير، وإيبولا السودان، وإيبولا بونديبوجيو (Bundibugyo ebolavirus)(مدينة أوغندية)، وإيبولا غابة تاي، بينما يُسبب إيبولا ريستون (Reston ebolavirus) المرض في الرئيسيات والخنازير فقط، وغير معروف إذا كان يُسبب إيبولا بومبالي (Bombali ebolavirus) المرض في الإنسان أم الحيوان، والذي اكتُشِفَ مؤخرًا في الخفافيش(1).
الإيبولا تاريخيًا
اُكتشِف فيروس الإيبولا لأول مرة عام 1976، عندما تفشى في بلدين، الأولى جنوب السودان، وأصاب أكثر من 284 شخصًا بمعدل وفيات 54%، أما الثانية على بعد 850 كم من البلد الأولى، في جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا) في قرية بالقرب من نهر إيبولا، ومنها حصل الفيروس على اسمه، وأصاب 318 شخصًا بمعدل وفيات 88% وهو أعلى معدل قام بتسجيله الفيروس، اعتقد مسؤولو الصحة العالمية أن التفشيين حدثا من مصدر واحد، نتيجة سفر شخص مصاب بين البلدين، ولكن اُكتشِف لاحقًا أنهما حدثا نتيجة فيروسين مختلفين جينيًا، وهما فيروس إيبولا السودان وإيبولا زائير، وأشارت التقارير الفيروسية إلى وجود فيروس إيبولا قبل هذا التاريخ، إلا أن ظهوره بهذا الشكل الواضح حدث نتيجة النمو السكاني، والتعدي على الغابات، والتفاعل المباشر مع الحيوانات البرية، وعلى الرغم من جهود الباحثين، إلا أن الحاضن الأساسي للإيبولا لا يزال مجهولًا. وفي عام 1989، تم التعرف على السلالة الثالثة للإيبولا، وهي إيبولا ريستون، عندما تم نقل مجموعة من القرود المصابة بهذة السلالة من الفلبين إلى رستون فرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وأصاب قلة من الناس، ولحسن الحظ لم يتطور الفيروس في أجسامهم ليُسبب حمى نزيفية. أما آخر سلالة وهي فيروس إيبولا غابة تاي، اُكتشِف عام 1994 في كوتديفوار، إثر قيام باحثة سلوك حيواني بتشريح جثة شمبانزي من غابة تاي، وأُصيبت أثناء عملية التشريح(2).
طريقة العدوى
يُعتقَد أن الفيروس مصدره حيواني، وأن العائل الطبيعي له هو (خفاش الفاكهة – fruit bat)، وينتقل الفيروس من حيوان إلى آخر، وينتقل إلى الإنسان عن طريق الاتصال المباشر مع دماء، أو سوائل جسم، أو أنسجة الحيوان المصاب، ثم ينتقل الإيبولا من إنسان لآخر عن طريق ملامسة سوائل الجسم وتتضمن (البول واللُعاب والعرق والبراز والقيء وحليب الثدي والمنd) لشخص مصاب سواء كان حيًا أم ميتًا، أو أجسام ملوثة -تتضمن الملابس والفراش والإبر والمعدات الطبية- بسوائل الجسم. ويدخل الفيروس إلى الجسم من خلال جروح الجلد والأغشية المخاطية للعين والأنف والفم، وينتقل الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي، وحتى بعد الشفاء من الفيروس يمكن أن يوجد الفيروس في بعض سوائل الجسم مثل السائل المنوي، ويتعرض بعض العاملين في رعاية الصحة في كثير من الأحيان للعدوى أثناء معالجة المصابين بالفيروس نتيجة عدم اتباع احتياطات مكافحة العدوى، ويمكن لمراسم الدفن المتضمنة على احتكاك مباشر بجسد المتوفى أن تُسهم أيضًا في انتقال فيروس إيبولا، وقد تستمر النساء الحوامل اللواتي يُصبن بالإيبولا الحاد ويتعافين من المرض في حمل الفيروس في لبن الأم، أو في السوائل والأنسجة المرتبطة بالحمل؛ مما يشكل خطر انتقال العدوى إلى الطفل الذي يحملونه، إذا رغبت المرأة المُرضعة المتعافية من الإيبولا في مواصلة الرضاعة الطبيعية، فيجب إجراء الاختبارات على لبن ثديها أولًا للتأكد من خلوه من الفيروس(2).
أعراض المرض
فترة الحضانة، أي الفترة الزمنية من بدء الإصابة بالفيروس حتى ظهور أعراض الإصابة، وهي من 2 إلى 21 يومًا، ولا يمكن للشخص المصاب بفيروس الإيبولا أن ينشر المرض حتى تظهر عليه الأعراض أولًا.
تكون أعراض مرض الإيبولا مفاجئة وتشمل: حمى وإعياء وألم عضلي وصداع بالرأس والتهاب بالحلق، ويلي تلك الأعراض التقيؤ والإسهال والطفح الجلدي وأعراض تدل على ضعف وظائف الكلى والكبد وفي بعض الحالات قد تتضمن الأعراض نزيف داخلي وخارجي كنزيف اللثة وخروج دم في البراز.
وتتضمن النتائج المخبرية للمصاب بالإيبولا انخفاضًا ملحوظًا في عدد خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية وارتفاع إنزيمات الكبد(3).
كيفية تشخيص الإصابة بالمرض
إنه من الصعب التشخيص المبكر للإصابة بفيروس الإيبولا؛ لأن الأعراض المبكرة للإصابة بفيروس الإيبولا مثل الحمى والصداع والضعف هي أعراض شائعة للكثير من الأمراض الأخرى مثل الملاريا وحمى التيفوئيد. ولتحديد ما إذا كانت تلك الأعراض نتيجة الإصابة بالفيروس أم لا، يجب أن يكون هناك مزيج من الأعراض التي تشير إلى الإصابة بفيروس الإيبولا مع احتمالية الاحتكاك مع أحد مسببات المرض في غضون 21 يومًا قبل ظهور الأعراض، والتي تشمل الاتصال بـ: دم أو سوائل جسم شخص مريض أو متوفي بسبب مرض الإيبولا، أو أشياء ملوثة بالدم أو سوائل الجسم لشخص مريض أو متوفي بسبب فيروس الإيبولا، أو خفافيش الفاكهة المصابة والرئيسيات غير البشرية كالقرود، أو السائل المنوي من رجل تعافى من مرض فيروس الإيبولا.
إذ اجتمع في شخص ما أعراض الإصابة بمرض فيروس الإيبولا مع الاحتكاك بأحد مسببات الإصابة بالفيروس، فيجب عزله وإخطار سلطات الصحة العامة، والحصول على عينات دم من المريض واختبارها للتأكد من الإصابة، يمكن الكشف عن فيروس الإيبولا في الدم بعد ثلاثة أيام من ظهور الأعراض؛ حتى يصل الفيروس إلى مستويات يمكن اكتشافها في الدم.
(تفاعل البلمرة المتسلسل – Polymerase chain reaction) هو أحد أكثر طرق التشخيص شيوعًا نظرًا لقدرته على اكتشاف المستويات المنخفضة من فيروس الإيبولا، حيث يُكتشف وجود عدد قليل من جزيئات الفيروس بكميات صغيرة من الدم، وتزداد القدرة على اكتشاف الفيروس مع زيادة كمية الفيروس، عندما لا يوجد الفيروس بأعداد كبيرة في دم المريض، لا يكون تفاعل البلمرة المتسلسل فعال في اكتشاف وجود الفيروس، يمكن استخدام طرق أخرى لتتبع وجود الفيروس، عن طريق الكشف عن وجود الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم في حالة الإصابة بمرض فيروس الإيبولا، لتأكيد الإصابة بفيروس الإيبولا.
العلاج
وينقسم إلى:
-
معالجة الأعراض عند ظهورها
- تساعد التدخلات المبكرة في تحسين فرص النجاة، وتتضمن تلك التدخلات: إمداد الجسم بالسوائل والأملاح عن طريق الحقن في الوريد، توفير العلاج بالأوكسجين للمحافظة على حالة الأوكسجين في الجسم، توفير الأدوية اللازمة للمحافظة على ضغط الدم طبيعيًا وتقليل القيء والإسهال والسيطرة على الحمى وتخفيف الألم.
-
الأدوية المضادة للفيروسات
- لا يوجد حاليًا عقار مضاد للفيروسات مرخص من (إدارة الغذاء والدواء الأمريكية – U.S. Food and Drug Administration) لعلاج مرض الإيبولا.
خلال تفشي الإيبولا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2018، تم اختبار أربع أدوية لعلاج مرضى الإيبولا، من ضمنهم اثنين يسميان (regeneron (REGN-EB3 و(mAb114)، والذين عملا على رفع نسب الشفاء بشكل ملحوظ، وهما قيد الاستخدام حاليًا لمرضى إيبولا. ويتركز عمل الأدوية التي يتم تطويرها لعلاج فيروس الإيبولا على منع الفيروس من التكاثر والتضاعف في جسد المريض.
اللقاحات
أظهر لقاح rVSV-ZEBOV فاعلية كبيرة وحماية عالية ضد الإصابة بفيروس الإيبولا، عندما تم اختباره في غينيا عام 2015، فتم دراسة عينة من 11841 شخص، حصل 5837 على اللقاح والباقي لا، فلم يُصَب أي ممن حصلوا على اللقاح بالإيبولا بعد عشرة أيام من الحصول على اللقاح، بينما أصيب 23 شخصًا ممن لم يحصلوا على اللقاح بالإيبولا في نفس الفترة.
الحد من العدوى
الحد من خطر انتقال الفيروس من الحيوانات البرية إلى الإنسان
عن طريق: عدم التلامس مع خفافيش الفاكهة المصابة أو القرود وغيرهم وعدم استهلاك لحومها النيئة، يجب التعامل مع الحيوانات بقفازات وملابس واقية مناسبة، ويجب طهي المنتجات الحيوانية جيدًا قبل الاستهلاك.
الحد من مخاطر انتقال الفيروس من شخص لآخر
عن طريق: منع الاتصال المباشر مع الأشخاص الذين يعانون من أعراض الإيبولا، ويجب ارتداء القفازات ومعدات الوقاية الشخصية المناسبة عند رعاية المرضى، ويلزم غسل اليدين بانتظام بعد زيارة المرضى في المستشفى، وكذلك بعد رعاية المرضى في المنزل.
التسلسل الزمني لتفشي مرض فيروس إيبولا
السنة | البلد | السلالة | عدد الحالات | عدد الوفيات | معدل الوفيات |
2018-2019 | الكونغو الديمقراطية | زائير | مازالت جارية | ||
2018 | الكونغو الديمقراطية | زائير | 54 | 33 | 61% |
2017 | الكونغو الديمقراطية | زائير | 8 | 4 | 50% |
2015 | إيطاليا | زائير | 1 | 0 | 0% |
2014 | إسبانيا | زائير | 1 | 0 | 0% |
2014 | بريطانيا | زائير | 1 | 0 | 0% |
2014 | الولايات المتحدة | زائير | 4 | 1 | 25% |
2014 | السنغال | زائير | 1 | 0 | 0% |
2014 | مالي | زائير | 8 | 6 | 75% |
2014 | نيجيريا | زائير | 20 | 8 | 40% |
2014-2016 | سيراليون | زائير | 14124 | 3956 | 28% |
2014-2016 | ليبريا | زائير | 10675 | 4809 | 45% |
2014-2016 | غينيا | زائير | 3811 | 2543 | 67% |
2014 | الكونغو الديمقراطية | لا معلومات | لا معلومات | لا معلومات | لا معلومات |
2012 | الكونغو الديمقراطية | بونديبوجيو | 56 | 29 | 51% |
2012 | أوغندا | سودان | 7 | 4 | 57% |
2012 | أوغندا | سودان | 24 | 17 | 71% |
2011 | أوغندا | سودان | 1 | 1 | 100% |
2008 | الكونغو الديمقراطية | زائير | 32 | 14 | 44% |
2007 | أوغندا | بونديبوجيو | 149 | 37 | 25% |
2007 | الكونغو الديمقراطية | زائير | 264 | 187 | 71% |
2005 | الكونغو | زائير | 12 | 0 | 0% |
2004 | السودان | سودان | 17 | 7 | 41% |
2003(نوفمبر-ديسمبر) | الكونغو | زائير | 35 | 29 | 83% |
2003(يناير-إبريل) | الكونغو | زائير | 143 | 128 | 90% |
2001-2002 | الكونغو | زائير | 59 | 44 | 75% |
2001-2002 | الجابون | زائير | 65 | 53 | 82% |
2000 | أوغندا | سودان | 425 | 224 | 53% |
1996 | جنوب أفريقيا | زائير | 1 | 1 | 100% |
1996(يوليو-ديسمبر) | الجابون | زائير | 60 | 45 | 75% |
1996(يناير-إبريل) | الجابون | زائير | 31 | 21 | 68% |
1995 | الكونغو الديمقراطية | زائير | 315 | 254 | 81% |
1994 | ساحل العاج | غابة تاي | 1 | 0 | 0% |
1994 | الجابون | زائير | 52 | 31 | 60% |
1979 | السودان | سودان | 34 | 22 | 65% |
1977 | الكونغو الديموقراطية | زائير | 1 | 1 | 100% |
1976 | السودان | سودان | 284 | 151 | 53% |
1976 | الكونغو الديمقراطية | زائير | 318 | 280 | 88% |
المصادر:
- Ebola (Ebola Virus Disease) | CDC [Internet]. 2020 [cited 2020 Mar 14]. Available from: https://www.cdc.gov/vhf/ebola/index.html
- Brief Ebola General History [Internet]. [cited 2020 Mar 14]. Available from: https://virus.stanford.edu/filo/history.html
3. Ebola virus disease [Internet]. [cited 2020 Mar 14]. Available from: https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/ebola-virus-disease