التحدث إلى الأطفال وإنقاذهم من المشكلات النفسية

silhouette-1082129_1920

يشكّل الآباء والمعلّمون مصدر الدّعم الأوّل للأطفال والمراهقين، لذلك من المهمّ أن يكونوا على تواصل جيّد معهم ويعزّزوا شعور الثّقة فيما بينهم. فعلى الوالدين أو المدرّس أن يجعلوا الطّفل أو المراهق يشعر بالرّاحة في التحدّث إليهم إذا ما قابلته مشكلة أو وقع في المتاعب.

من المهمّ أيضاً أن يعرف الوالدان أو المدرّس متى يعاني الطّفل أو المراهق عاطفيّاً؛ فهو يميل عادةً إلى إخفاء مشاعره. وربّما لا يتحدّث الطّفل أو المراهق أو يطلب المساعدة عند تعرّضه للمشاكل؛ إذْ لا يعتقد أحياناً أنّ المساعدة متاحة له. لذلك من الضّروريّ أن يمتلك الآباء والمعلّمون القدرة على معرفة متى لا تكون الأمور على ما يرام وكيفيّة التقرّب من الطّفل أو المراهق في هذه الحالة.

قد يبدو أنّ تحدّث الطفل إليك أو البوح لك عمّا بداخله أمر صعب، فإليك بهذه النّصائح التي ربّما تساعدك على أن تبدأ حديثاً معه وتفهم ماذا يجري في حياته.

اجعل الطّفل أو المراهق يشعر بالأمان

عليك أن تُشعر الطّفل أو المراهق بالهدوء وأنّ كل شيءٍ على ما يرام كي يجد راحة في التّحدّث إليك. من الضّروريّ أيضاً أن تكون واضحاً بشأن الغرض من حديثك؛ إذ يكون الأطفال خاصّةً متخوّفين من الوقوع في المتاعب أو نيل العقاب عندما تعلن عن رغبتك بالتّحدّث إليهم على انفراد. طمئنهم بأنّ حديثك هذا هو مجرّد حديث عاديّ وليس بغرض المساعدة. هناك آباء يرون أنّ تخصيص وقت للتّحدّث على انفراد مع طفلهم أو ابنهم المراهق هو شيء أساسيّ، مثل تناول الغداء معه كلّ أسبوع أو كلّ نصف أسبوع.

استمع إليه

خصّص وقتاً لكي تستمع إلى الطّفل أو المراهق؛ إذْ يحتاج الأطفال والمراهقون في كثير من الأحيان إلى من يستمع إليهم. حاول أن تفهم وجهة نظره قبل أن تعرض عليه اقتراحاتك. قد يدفعك قلقك أحياناً إلى التّسرّع في إصلاح كل شيء، لكنّ أفضل شيء تفعله في معظم هذه الحالات هو أن تصغي إليه بانتباه.

أكّد له بأنّه يحتاج المساعدة وقدّم له الدعم

عندما يخبرك الطّفل أو المراهق بأنّه يشعر بالحزن أو الإحباط أخبرْه بأنّك فخور به لأنه شارك مشاعره معك. اجعله يلمس تقديرك لشجاعته في اتّخاذ قرار التحدّث إليك والوثوق بك لمساعدته. وإذا كان الطّفل أو المراهق يطلب مساعدة فوق إمكانيّاتك فمن الممكن أن تتوجّه إلى الطّبيب النّفسيّ في المدرسة.

كن صادقاً معه

تحدّث إلى الطّفل أو المراهق حديثاً صادقاً خالياً من الكلمات أو الجمل الزّائفة؛ فالمراهقون يستطيعون اكتشاف عدم صدقك أو اصطناعك التحدّث إليهم. عندما تكون واضحاً وحقيقيّاً وهادئاً معهم فسوف يساعدهم ذلك على أن يكونوا صادقين وهادئين معك.

لا تخف أن تقول: لا أعرف

إنّه لأمر عاديّ -بالنّسبة لك كأب أو معلم- أن تقرّ بأنك لا تعرف جميع الإجابات، ولكن إذا قام الطّفل أو المراهق بسؤالك فيجب عليك أن تبذل قصارى جهدك في إجابته أو البحث عن شخص يستطيع مساعدته.

مؤشّرات للتّحذير من الانتحار: الانتحار يمكن الوقاية منه

إنّ أهم خطوتين في منع الانتحار: التّعرف على مؤشّراته، وطلب المساعدة. ربما تتضمّن مؤشّرات الانتحار تعاطي الكحول أو المخدّرات، أو هبوطاً مفاجئاً في المستوى الدّراسيّ، أو الحديث عن الموت، أو إيذاء النّفس. عندما تعتقد أنّ طفلك أو تلميذك في خطر اتصل برقم الطّوارئ في الحال وابق معه بينما تأتي المساعدة.

 

ترجمة: عبد السلام حمروش

مراجعة علمية: ماريا عبد المسيح

تدقيق لغوي: رؤى زيّات

المصادر

http://www.apa.org/helpcenter/help-kids.aspx

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي