التنمر على مجتمع الميم

desperate-2293377_1920

|

اعتُبرت السلوكيات التنمرية لفترة طويلة «جزءًا من فترة المراهقة»، إلا أن النظرة تغيرت حديثًا، فبدأ التعامل مع التنمّر كمشكلة اجتماعية خطيرة، وخلل في الصحة العامة.

يُشكل الاختلاف في الشكل والتصرفات عاملًا رئيسًا في معاناة اليافعين من التنمّر. قد يُستهدف أي شخص بسبب وزنه، مقاسه، لون بشرته، عرقه، اللباس الذي يختاره، أو انتمائه لمجموعة اجتماعية معينة، سواء كان هذا الانتماء حقيقيًا أو مفترضًا.
يكون المنتمي لمجتمع الميم (LGBTQ) أكثر عرضة للتنمر وأن يكون ضحيةً لأقرانه، (مجتمع الميم هم المثليون، والمتحولون، ومزدوجو الجنس، وأُطلِقَ عليهم مجتمع الميم لأن جميع الكلمات السابقة تبدأ بحرف الميم). بالإضافة إلى ذلك، فقد يظل استخدام تسميات مرتبطة بمجتمع الميم كوسيلة للتنمر، حتى حينما لا يكون من يتعرض لهذا السلوك يعتبر نفسه فردًا من مجتمع الميم.
للأسف، لا توجد إلا القليل من الدراسات التي تركّز على استخدام مصطلحات متعلقة بالأقليات الجنسية كوسيلة للتنمر.

من الدراسات التي ذكرت هذا النوع من التنمّر، نذكر الإحصائية التي قامت بها الباحثتان كارولين إيفانز وميمي تشبمن، وأدرجتاها في مقالتهما التي نُشرت في المجلة الأمريكية للطب النفسي التقويمي (The American Journal of Orthopsychiatry) بعنوان «اليافعون ضحايا التنمّر: أثر التنمّر عبر مصطلحات مجتمع الميم»، حيث ركزتا فيها على السؤالين التاليين:

  1. كيف يتلاءم استخدام تصنيفات الأقليات الجنسية مع السلوك التنمّري؟
  2. ما السلوكيات التي يعتبرها الشباب تنمرًا؟

خضعت لهذا الإحصائية -المتضمنة 36 بندًا متعلقًا بالتنمّر- عينة واسعة مؤلفة من 3379 شخصًا من طلاب 16 مدرسة ريفية، من المرحلة التعليمية الممتدة بين الصف الثالث والعاشر.
كانت هذه البنود موزّعة بعدة مجموعات لتقييم الإيذاء البدني، والإلكتروني، والاجتماعي، بالإضافة إلى استخدام أي تصنيف ضمن مجتمع الميم لنفس الغرض. أُضيف بندٌ آخر لتقييم ما إذا كان من خضع للدراسة يعتبر التجربة التي تعرض لها تنمُّرًا.

كانت المجموعات على الشكل التالي:

  • مجموعة من لا يتعرض لمضايقات (56%).
  • مجموعة ضحايا الإيذاء الاجتماعي (مثل التعرض للمضايقة الاجتماعية والتجاهل والإهمال، 37%).
  • مجموعة كل الضحايا / أنواع المضايقات (7%).

النتائج كانت على الوجه المبيّن بالصورة:

بيّنت النتائج وجود علاقة بين التعرّض لمضايقات عبر مصطلحات مجتمع الميم (والتي تكون الضحايا منتمين لمجتمع الميم حقًا أو لا) والمجموعة الأخيرة التي تشمل التجارب الأكثر شمولًا (كالإيذاء الجسدي، والإلكتروني، والاجتماعي).

بناءً على ذلك، يوجد تفسيران:

الأول: يمكن أن تكون مجموعة كل الضحايا مؤلفة من الأشخاص المُعرضين لأنواع معينة من التنمّر أو من يتعرض لكل الأنواع.
وفي هذه الحالة لا يؤثّر التوجه الجنسي للضحية، حقيقيًّا كان أم مُفترضًا، على سلوك التنمّر.

الثاني: أن مجموعة كل الضحايا تُعرف نفسها بشكل غير مباشر أنها مؤلفة من أفراد مجتمع الميم، أو الذين يُصنّفون كذلك من قبل آخرين. بالتالي فهؤلاء يتعرضون للتنمّر بواسطة المصطلحات المتعلّق بمجتمع الميم بسبب ميولهم الجنسية الحقيقة أو المفترضة.

كانت نسب توصيف التجربة السبية على كونها تنمًّرًا شبه متساوية بين مجموعة ضحايا الإيذاء الاجتماعي (87%) وبين مجموعة كل الضحايا (90%).
مما يشير إلى أن معظم اليافعين الذين شاركوا في الإحصائية يُصنفون تلك السلوكيات على أنها تنمّر.

على الرغم من أن هذه الدراسة تسلّط الضوء على تجارب من يتعرّض للتنمّر عبر تسميات مجتمع الميم، إلا أن البرامج الهادفة للحد من التنمّر نادرًا ما تتناوله أو الإحصائيات ذات الصلة.
لذلك، يجب على الباحثين والمهتمين بظاهرة التنمّر العمل على فهم تأثير رهاب المثلية على التنمّر القائم على استخدام تسميات مجتمع الميم، والتصرف على أساس ذلك في سبيل ضمان سلامة الشباب.

قائمة مفردات مستخدمة في المقال

  • التنمّر الإلكتروني: هو التنمّر غير المباشر، والذي يكون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل مشابهة.
  • مجتمع الميم (LGBTQ+ community) = مثلي/ة الميول الجنسية، ثنائي/ة الميول الجنسية، العابر/ة جنسيًا، اللاجنسي/ة، متحرر/ة جنسيًا(Queer)، وكل من ينتمي إلى الأقليات الجنسية بشكل عام.
  • مجموعة كل الضحايا: All Victims group.
  • مجموعة ضحايا الإيذاء الاجتماعي: Social Victims group.
  • مجموعة من لا يتعرض لمضايقات: Non-Victims Group.

 

ترجمة: مادلين أوكيان

مراجعة علمية: ماريا عبد المسيح

مراجعة لُغوية: إسراء عادل

المصدر:

http://www.apa.org/pubs/highlights/spotlight/issue-31.aspx

 

 

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي