التنمية الاقتصادية

Street_Child_Srimangal_Railway_Station

ماذا يدور في خيالك عندما تسمع مصطلح “تنمية اقتصادية” ؟ يدرك البعض انها توسع في الرقعة الزراعية أو زيادة الإنتاج الصناعي او زيادة الدخل القومي، ولكن هذا ما يُسمى بالنمو الاقتصادي «Economic growth» وليس التنمية الاقتصادية. النمو الاقتصادي هو زيادة في عدد السلع والخدمات المُنتَجة في الدولة، اي زيادة الناتج المحلي الإجمالي «GDP».
العديد من الدول النامية وصلت لأهداف النمو الاقتصادي في القرن الماضي، لكن مستوى معيشة الأفراد مازالت ثابتة، في إشارة الى ان تعريف النمو الاقتصادي هو أضيق من التنمية الاقتصادية.

هناك العديد من التعريفات للتنمية الاقتصادية حيث عرفها  مارتيا كومار سن «Amartya Sen»  – وهو عالم اقتصاد وفلسفة وحاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية-  بأنها نهج لتعظيم الحرية الحقيقية للشعوب. التنمية هي عملية تحسين جودة حياة البشر وقدراتهم من خلال رفع مستوى المعيشة واحترام الذات والحرية. يجب ان تُفهم التنمية على انها عملية متعددة الأبعاد تحتوي تغيرات جذرية في البناء الإجتماعي والسلوك العام للشعوب والمؤسسات القومية و ايضاً معدلات سريعة من النمو الاقتصادي، خفض عدم المساواة في الدخل ومحو الفقر.

وعلى ذلك نخلص إلى أن النمو  هو عملية زيادة تلقائية ثابتة مستمرة وتطور بطئ تدريجي يحدث في جانب معين من جوانب الحياة، أما التنمية فعبارة عن عملية تحقيق زيادة تراكمية متعمدة ودائمة تحدث عبر فترة من الزمن و تحتاج إلى دفعة قوية عن طريق جهود منظمة تخرج المجتمع من حالة الركود والتخلف إلى حالة التقدم والنمو. ويشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن مشكلة البلاد المتخلفة ليست في حاجتها إلى مجرد النمو، وإنما في حاجتها للتنمية سواء الاجتماعية أو الاقتصادية بالأسلوب الكيفي والكمي.

أهمية التنمية الاقتصادية

هل من الممكن ان نحدد مفهوم التنمية انها تطور مستمر للمجتمع ككل وللنظام الإجتماعي نحو الأفضل أو بمعنى آخر أكثر آدمية؟ ما الذي يخلق الحياة الأفضل؟ أسئلة فلسفية منذ نشأة الفلسفة والتي يجب بشكل دوري إجابتها طبقا لتغيرات البيئة في المجتمع العالمي.
لكن هناك ثلاثة مبادئ أساسية كأساسٍ نظري وتوجيه عملي لفهم المعنى الباطني لتنمية، نقدم لكم بسيطاً لتلك المبادئ فيما يلي:

  1. القوت: القدرة على موافاة الحاجات الأساسية.
    يحتاج كل الناس حاجات أساسية محددة والتي بدونها تستحيل الحياة، تلك الأساسيات مثل الطعام والمسكن والأمن.
  2. احترام-الذات
    هو شعور بالتقدير على مستوى المجتمع عندما يتحلى المجتمع بتعزيز قيم وحقوق الانسان على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، مثل العِزة والكرامة والنزاهة وحق تقرير المصير.
  3. الحرية
    هو الوضع الذي يكون فيه المجتمع يتصرف في مجموعة متنوعة من البدائل كي يرضي رغباته ويتمتع الأفراد باختيار حقيقي لتفضيلاتهم.

أهداف التنمية

في 1 يناير 2016، يبدأ رسميا نفاذ أهداف التنمية المستدامة الـ17 لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر 2015 في قمة أممية تاريخية.  وستعمل البلدان خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة واضعة نصب أعينها هذه الأهداف الجديدة التي تنطبق عالميا على الجميع.  وعلى الرغم من أن أهداف التنمية المستدامة ليست ملزمة قانونا، فإن من المتوقع أن تأخذ الحكومات زمام ملكيتها وتضع أطر وطنية لتحقيقها. ولذا فالدول هي التي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن متابعة التقدم المحرز واستعراضه. وعلى الصعيد العالمي، ستُرصد أهداف التنمية المستدامة الـ17 وغاياتها الـ169  من خلال استخدام مجموعة من المؤشرات العالمي التي تعتمدها اللجنة الإحصائية.

في أغسطس 2015 وافقت 193 دولة -من ضمنهم مصر- على الأهداف السبعة عشر التالية:
1) لا للفقر.
إنهاء الفقر بكل أشكاله في كل مكان.

2) لا للجوع.
إنهاء الجوع، تحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة.

(3صحة جيدة.
ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاه للجميع من جميع الأعمار.

(4تعليم ذو جودة.
ضمان تعليم ذا جودة شامل ومتساوي وتعزيز فرص تعلم طوال العمر للجميع.

5) المساواة بين الجنسين.
تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات.

6) مياه نظيفة وصحية.
ضمان الوفرة والإدارة المستدامة للمياه والصحة للكل.

(7 طاقة متجددة وبأسعار معقولة.
ضمان الحصول على الطاقة الحديثة بأسعار معقولة والتي يمكن الاعتماد عليها والمستدامة للجميع.

8) وظائف جيدة ونمو اقتصادي.
تعزيز النمو الاقتصادي النامي والشامل والمستدام والتوظيف الكامل والمنتج بالإضافة إلى عمل لائق للجميع.

( 9بنية تحتية مبتكرة وجيدة.
بناء بنية تحتية مرنة وتعزيز التصنيع الشامل والمستدام وتعزيز الابتكار.

10) تقليل عدم المساواة.
تقليل عدم المساواة في داخل الدول وما بين الدول وبعضها البعض.

11) المدن والمجتمعات المستدامة.
جعل المدن والمستوطنات الإنسانية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة.

12) الاستخدام المسئول للموارد.
ضمان الاستهلاك المستدام وأنماط الإنتاج.

13) التحرك بسبب المناخ.
التصرف العاجل لمكافحة التغير المناخي وتأثيراته.

14) المحيطات المستدامة.
الاستخدام المُحافظ والمستدام للمحيطات والبحار والموارد البحرية للتنمية المستدامة.

15 ) الاستخدام المستدام للأرض.
حماية واستعادة وتعزيز الاستخدام المستدام للنظم الإيكولوجية الأرضية، إدارة الغابات بصورة مستدامة ومكافحة التصحر ووقف تدهور الأراضي واستعادتها ووقف فقدان التنوع البيولوجي.

( 16السلام والعدالة
. تعزيز الجمعيات المُسالمة والشاملة للتنمية المستدامة، وتوفير الحصول على العدالة للجميع وبناء مؤسسات فعالة وقابلة للمحاسبة وشاملة على كافة المستويات.

17) الشراكة من أجل التنمية المستدامة.
تقوية وسائل تنفيذ وإعادة تنشيط الشراكة العالمية للتنمية.

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي