تعتبر التوهجات الشمسية من العوامل التى تؤثر بدرجة كبيرة على مناخ المجموعة الشمسية وبخاصة الارض نظرا للطاقة الرهيبة الى تشعها الى فضاء المجموعة الشمسية وكذلك الاشعة والجسيمات المشحونة التى تنتج من هذه التوهجات.
والتوهجات الشمسية عبارة عن مجموعة من الانفجارت العظيمة التى تحدث على سطح الشمس حيث ان درجة حرارتها تصل إلى عدة ملايين في غضون دقائق وحسب ما ذكرته وكالة ناسا الفضائية فان كمية الطاقة الناتجة خلال دقائق تعادل 100 مليون ميجا طن من مادة التى ان تى شديدة الانفجار تم تفجيرها في نفس اللحظة. وتحدث هذه الانفجارات بالقرب من البقع الشمسية وغالبا بالقرب من خط الاستواء.
تنطلق هذه الطاقة الرهيبة الناجمة من هذه الانفجارات على صورة تدفقات من الموجات الكهرومغناطيسية (أشعة جاما وأشعة اكس) وجسيمات مشحونة (الإلكترونات والبروتونات) وكذلك تدفق من الكتلة.
وتتميز التوهجات الشمسية ببريقها في الأشعة اكس حيث يتم تقسيمها إلى عدة درجات الجزء الأكبر منها من الدرجة اكس ((X-class ومن ثم الدرجة أم (M-class) والدرجة سي (C-class) التي تعتبر الأقل.
وتعتبر دراسة شكل المجال المغناطيسي حول البقع الشمسية هى المفتاح لفهم التوهجات الشمسية . فعندما تتقاطع خطوط المجال المغناطيسي حول البقع الشمسية وتلتوي فانه يحدث أعادة أتصال مغناطيسي ببعضها مسببة الانفجارات المولدة للطاقة.
ويمكن مشاهدة التوهجات الشمسية باستخدام تلسكوبات من النوع (H-alpha) حيث انه يوجد بها نوع من الفلاتر يقوم بفصل الإشعاع الناتج عن ذرة الهيدروجين.
ويسمى الغلاف المحيط بالشمس بكورونا (the corona) وهو الغلاف الذي تنفث فيه الانفجارات الشمسية طاقتها مما يرفع درجة حرارة الغازات الموجودة بها لذلك تصل درجة حرارتها الى 10-20 مليون درجة حرارة على مقياس كيلفن.
وتعتبر الدرجة اكس هي أكثر الدرجات تأثيرا على مناخ الارض والمجموعة الشمسية حيث أنها تتسبب في عواصف شمسية طويلة الأمد في طبقات الغلاف الشمسي العليا. واما الدرجة ام فانها تسبب اشعة عند المناطق القطبية وعواصف قصيرة الأمد وأما الدرجة سي فلها تاثير ملحوظ بدرجة بسيطة.
وعندما تنطلق الاجسام المشحونة من الانفجارات الشمسية تتجه نحو الارض مباشرة لتصل الى الارض فى حوالى ثمانية دقائق ولكن الغلاف الجوى للارض ومجالها المغناطيسي يوفر الحماية الازمة منها للكائنات الحية الارضية . ولكن بالنسبة للرحلات الفضائية سواء للقمر او المريخ فيجب اخذ مخاطر هذه الجسيمات المشحونة فى الاعتبار حيث انها تمثل خطورة على رواد الفضاء وكذلك على الاجهزة الالكترونية الحساسة حيث تتسبب فى تلفها.
وتؤثر اشعة اكس على الغلاف الجوى للارض ايضا .حيث تؤدى الزيادة فى درجة الحرارة والطاقة فى تمدد طبقة الايونوسفير .وتسخدم طبقة الايونو سفير فى نقل اشعة الراديو الخاصة بالارسال الاذاعى لذلك تتأثر اشعة الراديو بالتمدد المفاجىء الغير متوقع لطبقة الايونوسفير. وكذلك الاقمار الصناعية تتأثر ايضا بهذا التمدد حيث يعمل التمدد على ابطاء سرعة دورانها خلال مدارها الجديد مما يعجل بعودتها سريعا الى الارض بعكس ما هو مخطط لها.
وبالرغم من الحجم الكبير والطاقة الرهيبة لتوهجات الشمسية الا انها تقع فى منطقة الطيف الغير منظور . والسبب فى ذلك ان ضوء الشمس المتوهج المحيط بالشمس يطغى على التفجيرات فلا يمكن رؤيتها. واما بالنسبة لاشعة الراديو والاشعاع الضوئى يمكن ملاحظتها من على سطح الارض وذلك عكس اشعة اكس واشعة جاما تفشل فى اختراق الغلاف الجوى حيث يمكن لتلسكوبات الفضائية فقط تسجيلها.
ترجمة: Mohamed A Abd El Aziz
مراجعة علمية: Ahmaad M. Hanafi
تصميم: Ahmaad M. Hanafi
__________________________________________________________________________________________
المصادر: