الجلوس لفتراتٍ طويلة قاتل!

الجلوس-لفترات-طويلة-قاتل

كم من الوقت تجلس يوميًا؟

إذا كنت تعمل بوظيفة مكتبية أو تجلس بفصولك الدراسية أغلب اليوم، فإنَّ الإجابة ستكون غالبًا؛ أجل أجلس كثيرًا، وخاصةً إذا كنت تشاهد التلفاز عند عودتك للمنزل كل ليلة، ولكن هل هذا الفعل يعتبر صحيًّا؟

الإجابة ستكون صادمة!

فبمجرد جلوسك فإنَّ النشاط الكهربي بعضلات جسمك ينقص كثيرًا، ومعدَّل حرق السعرات الحرارية يتناقص بمقدار واحد سُعر حراري كل دقيقة، وبعد ثلاث ساعات من الجلوس فإنَّ الشرايين تنقبض للنصف، ونتيجةً لهذا فإنَّ كمية الدم تنقص بمقدار كبير.

كل ما عليك فعله هو الجلوس لمدة 24 ساعة وستجد أنَّ الأنسولين بجسدك سيفقد حوالي(40%) من قدرته على امتصاص الجلوكوز، مما يزيد من احتمالية الإصابة بداء السُكري النوع  الثاني (type 2)، ومن هنا تبدأ الأمور السيئة بالحدوث.

*ملحوظة: داءالسُكري نوعان؛ نوع وراثي، وهو النوع الأول، أمَّا النوع الثاني فهو نوع ناتج لنقص الأنسولين في الجسم لأي سببٍ كان.

بعد أسبوعين من الجلوس لمدة تزيد عن ست ساعات يوميًا، فإنَّ الدُهن قليل الكثافة (LDL) والكوليسترول، أو مايُسمى بالكوليسترول السيء يزداد،كما تبدأ جزيئات دهنية هي الأخرى في الازدياد،كل هذا يجعل منك هدفًا سهلًا لمرض السمنة. فوق كل هذا، الإنزيمات المسؤولة عن تكسير الدهون ستنهار، وبسبب عدم فعاليتها لفترة طويلة تبدأ العضلات هي الأخرى في التكسر والضعف، وتدريجيًا تصبح انقباضاتها غايةً في الضعف، مما يُعيق عودة الدم إلى القلب، السبب أنَّ العضلات الهيكيلة تعمل كمحركات لرفع الدم بفضل انقباضاتها وتسمى أيضًا القلب الطرف، وحتى لو كنت تتدرب بانتظام فإنَّ في الوقت الذي تتوقف فيه عن الحركة، التدهور في الحالة الصحية سيعود من جديد بالتناسب مع مُدة جلوسك.

هذا هو الجزء المخيف، الأبحاث أوضحت أنَّ التمارين بمفردها ليست بالضرورة تُبطل الآثار السلبية لعادات مثل التدخين، فهي أيضًا لا تُبطل الآثار السلبية للجلوس لفترات طويلة. وبعد عام من تلك العادة ستبدأ الآثار بالتعقد، وبعض الدراسات على النساء أوضحت نقصًا في كتلة العظام يصل إلى نسبة (1%) سنويًا. إن كنت تظن أنَّ المخ أهم من جسدك، فإنَّ الحركة البدنية لا تساعد فقط في ضخ الدم والأكسجين للمخ، ولكنها أيضًا تساعد على تحسين المزاج العقلي بواسطة الهرمونات، ومن هنا تبدأ وظائف المخ في التدهور هي الأخرى أو على الأقل في النقصان.

ربما أكثر الآثار صدمة هو بعد مرور من عشر إلى عشرين عامًا من الجلوس لمدة تزيد عن ست ساعات فى اليوم، فإنَّك ستخسر ما يقارب سبع سنوات من الحياة الصحية؛ والتي من المفترض أنَّك كنت ستعيشها بدون اللجوء لأي مساعدة طبية أو الموت، فعلى سبيل المثال:

– احتمال الوفاة بأمراض القلب يزداد بمعدل(64%).

– احتمال الإصابة بسرطان الثديأو البروستات يزداد بمعدل(30%).

لو استطعت أن تقلل عدد ساعات جلوسك إلى أقل من ثلاث ساعات يوميًا، فمن المتوقع أن يزداد متوسط عمرك بمقدار عامين. ببساطة أجسامنا غير مهيأة للجلوس لأوقات طويلة، والجلوس لحوالي ثمانِ ساعات بالعمل فهو بنفس سوء من يذهب لبيته ليقضي باقي اليوم في مشاهدة التلفاز، فتلك قد تكون عادة مميتة حرفيًا.

إذًا ما هو الحل للتخلص من تلك الآثار السلبية؟

سأُعطي بعض النصائح السريعة المبنيَّة على الأبحاث العلمية وبعض الخدع الماهرة للقضاء على تلك الآثار أو على أقل تقدير التخفيف من وطأتها.

  • فقط قف! اكتشف العلماء أنَّ الوقوف لخمس دقائق بين كل ساعة جلوس للتمشي قليلًا سيلاشي الآثار السلبية للجلوس لفترة طويلة.
  • اشرب الكثير من المياه، ليس فقط لأنَّ المياه ستجعلك منتعشًا وحيويًا، ولكنَّك ستذهب كثيرًا لقضاء حاجتك.
  • لا تستعمل الكراسي ذات العجلات، إذا احتجت شيئًا تحرَّك لتأتي به.
  • اركن سيارتك في آخر الممر، ستحتاج للمشي كثيرًا.

 

ترجمة: مهند مصطفى

تدقيق لُغوي: أمنية أحمد عبد العليم

المصدر: http://askascientist.co.uk/health/are-you-sitting-too-much/

* المقال هو ترجمة للsubtitle في الفيديو المرفق في المصدر.

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي