الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري

Untitled-1
الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري|الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري|الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري|الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري|الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري||الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري|الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري

اكتشف العلماءُ جُمجمةً بشريةً كاملةً إلى حدٍّ ما سُميت باسم (MRD)، حيث تنتمي إلى الأجداد القدماء للبشر الذين عاشوا منذ 3.8 مليون عامٍ تقريبًا في إثيوبيا.

الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري
جمجمة MRD عام 2016
المصدر: https://cnn.it/2kmaw9e

تكمن أهمية هذا الاكتشاف في أنه المرة الأولى التي نعثر فيها على جمجمةٍ تابعة لـجنس (Australopithecus anamensis)، الذي عاش قبل 3.9 إلى 4.2 مليون عام، ويعتبرون أقدم من أجداد البشر المعروفين باسم (Australopithecus afarensis)، الذي ينتمي إليه الهيكل العظمي الشهير (لوسي – lucy)، ويُعتقد أنه أدَّى إلى جنسنا الحالي الذي عاش ما بين 3 و3.8 مليون سنةٍ مضت. (1) (2)

الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري
جمجمة MRD
المصدر: https://bit.ly/324E9fc

يُعطي هذا الاكتشاف للعلماء أوَّلَ نظرةٍ جيدة على وجه جنس الـ(أصل الجنس البشري الحديث – Homo)، كما إنه يمكن أن يغير ما نعرفه عن أصول أحد أجداد البشرية الأكثر شهرةً (لوسي). ويشير هذا إلى أن شجرة التطور البشري المبكرة أكثر تعقيدًا مما كان يعتقد العلماء، لكن يقول باحثون آخرون إن الأدلة ليست قاطعةً بعد، كما على حد قول العلماء أيضًا، فإن هذه العينة هي التي كانوا ينتظرونها منذ فترةٍ طويلة. (1)

يعتقد العلماء أن (A. anamensis) تحوَّلت تدريجيًّا إلى (A. afarensis)، مما يعني ضمنيًّا أن النوعين لم يعيشا سويًّا أبدًا، وهذا ما سنعرفه في السطور القادمة. (1)

قصة العثور

يعمل الباحثون في مشروع أبحاث (Woranso-Mille Paleoanthropological) في مقاطعة «عَفَر» في إثيوبيا منذ 15 عامًا، حيث إنه في فبراير 2016، وعلى يد العالم (يوهان هايل سيلاسي – Yohannes Haile-Selassie)، اُكتشِفَ الفك العلوي للجمجمة، ومن ثم فتشوا المنطقة بحثًا عن المزيد من القطع على مدار 16 ساعة واستعادوا بقية الجمجمة، ونُشِرَ تحليلٌ مُفصَّل للجمجمة ومكان وجودها في أغسطس 2019. (2)

الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري
العالم يوهان هايل سيلاسي ممسكأ بجمجمة MRD عام 2016
المصدر: https://bit.ly/324E9fc

عُثِرَ على الجمجمة على بعد 34 ميلًا شمال المكان الذي عُثِرَ فيه على هيكل لوسي في عام 1974، حيث من المحتمل أن تكون الجمجمة لرجل، كما أنها نُقِلَت لمسافةٍ قصيرة أسفل النهر بعد موته، ودُفنت بواسطة الرواسب في الدلتا. (2)

قصة لوسي

عثر العالم (دونالد جوهانسون – Donald Johanson) في نوفمبر 1974 على حفرياتٍ يصل عمرها إلى 3.2 مليون عامٍ لبشريٍّ ذي جسمٍ صغيرٍ في منطقة عَفَر بشمال إثيوبيا، وربما على الأغلب تعتبر بداية ظهور (الإنسان العاقل – Homo sapiens)، ومن ثم أطلق عليه اسم (Australopithecus afarensis)، وأصبح الهيكل العظمي معروفًا للعالم باسم Lucy (لوسي). (3)

الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري
العالم دونالد جوهانسون مع الهيكل العظمي لوسي عام 1982
المصدر: https://go.nature.com/2lDsXpZ

ما قبل لوسي

قبل اكتشاف لوسي، كان يوجد عددٌ قليل نسبيًّا من الحفريات لم يتجاوز عمرها ثلاثة ملايين عام، حيث  كان يوجد جزءٌ من ذراع، وسنٌّ واحدة، وجزءٌ من الفك، وقليلٌ من الجمجمة، بالتالي لم يكن لدينا أي فكرة عن الشكل الذي كان يشبه البشر قديمًا. (3)

من هي لوسي؟

الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري
الهيكل العظمي لوسي
المصدر: https://cnn.it/2m2w0bx

اكتشف جوهانسون عظمَ ساقٍ وقليلًا من فكٍّ في البداية، لكن خلال الأسبوعين التاليين، استعاد معظم الهيكل العظمي. ولسوء الحظ، فإن الجمجمة قد تآكلت، ولكن ما وجده يكفي لمعرفة بعض المعلومات عن شكل البشر قديمًا. وأثناء الاحتفال بالاكتشاف في تلك الليلة على موسيقى فرقة البيتلز وتحديدًا أغنية (لوسي في السماء مع الماس) سُميت الحفرية تيمنًا بهذا الاسم. (3)

الجمجمة التي أعادت صياغة أصول الجنس البشري
رسم يوضح كيف ماتت لوسي وسقوطها من على الشجرة
المصدر: https://cnn.it/2m2w0bx

لماذا إثيوبيا تحديدًا؟

استكشف عالم الجيولوجيا الشاب (موريس طيب – Maurice Taieb) آنذاك منطقةَ عَفَر في أواخر الستينيات، واكتشف مساحاتٍ شاسعةٍ غنيةٍ بالحفريات، فاستعان بالعالم دونالد جوهانسون في عام 1972، وقضيا ستة أسابيع في هذا المكان منبهرين بالتركزات الكثيرة من الحفريات، والتسلسلات الرسوبية العميقة، مما سيساعد في تحديد إطارٍ جيولوجيٍّ ثابتٍ في المنطقة. (3)

سمات جمجمة MRD

وجد الباحثون أنفسهم ينظرون إلى وجهٍ لم يروه من قبل، وصُنِّفَت سمات الجمجمة بحيث يمكن مقارنتها مع جميع أنواع (Homo) الأخرى المعروفة من شرق وجنوب إفريقيا، وكشفت بعض جوانب الجمجمة أيضًا عن مدى ارتباطها بالأنواع الأخرى. (2)

كان (anamensis) يمتلك وجهًا بارزًا وعظامَ خدودٍ ممتدة إلى الأمام، التي تعتبر بدايةَ الوجه الضخم، والمُصمَّم للوجبات الغذائية القاسية ومضغ الطعام الصعب، حيث بُنيت عظامُ الوجه لتحمُّل الضغط. (2)

أهمية جمجمة MRD

اعتقد الباحثون سابقًا أن (anamensis)، الذي لم يكن معروفًا من قبل إلَّا من بقايا العظام، قد اختفى ثم ظهر نوع (afarensis)، أي إنه تحول تدريجيًا مع مرور الوقت، ولكن تكشف الجمجمة أن النوعين من المحتمل أن يكونا تعايشا سويًا  لمدة مئة ألف عامٍ على الأقل، وهذا يناقض فكرة أن أجداد البشر تطوروا بصورةٍ خطية. (2)

كانت لدى العلماء فجوةٌ كبيرة بين أسلاف الإنسان الأوائل المعروفين، الذين تواجدوا منذ ستة ملايين عام تقريبًا، وأنواعٍ مثل لوسي، التي تراوح وجودها بين مليونين وثلاثة ملايين عام، كما أن أحد أكثر الجوانب إثارةً في هذا الاكتشاف هو أنه يسد الفجوة الزمنية بين هاتين المجموعتين. (2)

إعداد: محمد خميس بركي
مراجعة علمية: أحمد فكري
تدقيق لغوي وتحرير: Mohamed Sayed Elgohary

المصادر:

1 – Barras C. Rare 3.8-million-year-old skull recasts origins of iconic ‘Lucy’ fossil. Nature [Internet]. 2019 Aug 28 [cited 2019 Sep 4]; Available from: http://www.nature.com/articles/d41586-019-02573-w

2 – Haile-Selassie Y, Melillo SM, Vazzana A, Benazzi S, Ryan TM. A 3.8-million-year-old hominin cranium from Woranso-Mille, Ethiopia. Nature [Internet]. 2019 Aug 28 [cited 2019 Sep 4];1–6. Available from: https://www.nature.com/articles/s41586-019-1513-8

3- Callaway E. Lucy discoverer on the ancestor people relate to. Nature News [Internet]. [cited 2019 Sep 4]; Available from: http://www.nature.com/news/lucy-discoverer-on-the-ancestor-people-relate-to-1.16379

 
شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي