علي الرغم من أن المجتمع المصري كان يرى ضرورة التحفظ في العلاقة بين الفتى والفتاة إلا أن ذلك لم يمنع وجود عواطف متبادلة بينهم، هذا ما تؤكده لنا العديد من القطع الأدبية التي تصف هذه العواطف، مثل ما تعانيه الفتاة من لوعة الحب في غياب محبوبها وفقدانها الشعور بالسعادة ومن ذلك:
لقد حضرت ونصبت الفخ، وأمسكت الفخ بيدي،… كل طيور(بنت) .. التي تخفق بجناحها فوق مصر، معطرة بالمر، … ومن يصل منها أولا يأخذ الدودة مني رائحته بنت… ومخالبه مملوءة بالراتنج … قلبي يهفو إليك لنفتح الفخ سويا … أنا وأنت بمفردنا .. ما أجمل ان تكون معي هناك عندما انصب الفخ …
ومثال آخر:
أفتكر قلبي هواك … وأنا بسرح نص شعري
جيت أشوفك وعد بدري .. ونسيت أنا نص شعري
لو تسيبني أروح لحالي .. أعمل ضفايري وأعود إليك ….
هذا ويلاحظ في الأغاني الغرامية مناداة الفتي لمحبوبته (يا أختي)، وكذلك تنادي الفتاة محبوبها (يا أخي)، لكن ذلك لا يعني أنهم أخوه؛ فقد كان يعيش كل منهم في منزل بعيد عن الآخر، كما أن أهل الفتي هم غير أهل الفتاة، ويجدر الذكر هنا أنه حتى يبعد الزواج يستمر الرجل ينادي زوجته (سونيت-(Sonit بمعني أخت وليس (هيميت–(Himit بمعني زوجه، كما كان للزوجة العديد من الألقاب مثل (حمه) أي حرمه، و(مره) أي حبيبه، و(نبت بر) بمعني ست البيت. اما الزوج فيطلق عليه (سن-Son) اي اخ، و(هي اوهاي-Hay) اي البعل او الزوج، و(نب) اي ولي الأمر.
يزعم كتاب الإغريق القدامى وبعض المؤرخين المحدثين أن الزواج بين الأخوة كان شائعا بين قدماء المصريين، إلا أن ذلك غير صحيح، ويستثني من ذلك بعض الملوك والآلهة، ومما يؤكد ذلك أن الملك (قمبيزComyse-) سأل القضاة الملكيين إذا ما كان القانون يسمح لمن يشاء أن يتزوج من أخته فأجابوه بالنفي، ومن ناحية أخري لا يوجد حتى الآن مثالا علي حالة واحدة علي مثل هذا الزواج بين عامة الشعب، والحالة الوحيدة التي يذكرها البعض تعود لشقيقين من أصل ليبي مهجن في عصر الأسرة الثانية والعشرين.
كان الزواج في مصر القديمة يتم في مرحلة مبكرة، حيث الفتي في سن الخامسة عشرة والفتاة في سن الثانية عشرة، وإن وجدنا بعض الحالات الفردية حيث الفتي عشرين عاما والفتاة في الرابعة عشرة. كما كانت هناك فترة تصل إلي العام بمثابة مرحلة تجريبيه يتم الزواج بعدها أو يلغي مقابل مبلغ تعويضي، وكان الاتفاق أو الاختلاف بين العائلتين هو العامل المرجح لإتمام الزواج او إلغائه.
كانت مراسيم عقد الزواج تتم في المعبد بحضور اقرباء الزوجين، وبالنسبة للعقود المكتوبة فهي لم تظهر إلا في العصور المتأخرة، فأقدم عقد زواج يرجع إلي عام 590 ق.م. كان ولي أمر العروس ينوب عنها في كتابة العقد حتي القرن السابع ق.م حيث أباح لها المجتمع وبخاصة الثيب ان تحضر كتابة العقد بنفسها، وكان الزوج يقسم خلال العقد علي تعهداته بأسماء أربابه واسم فرعونه وينص كتابه علي قيمة الصداق، وأوزان الفضة، ومكاييل الغلال، بالإضافة إلي ما نسميه اليوم بمؤخر الصداق، ولكن نود الإشارة هنا أنه في عقد متأخر تعهد الزوج بتقديم نصيبا من الحنطة كل صباح، ومقدارا من الزيت وراتبا لنفقاتها الشخصية شهريا، هذا بالإضافة إلي راتبا لتكاليف زينتها سنويا.
كان المصريون القدماء يحتفلون بليلة الزفاف بنحر الذبائح وتحضير الولائم وعزف الموسيقي والرقص. لم تكن لفوارق الطبقات أثر كبير في التفرقة بين مستوي الرجل وزوجته، كما عرف المصريون القدماء تعدد الزوجات، إلا أنه لم يكن منتشرا انتشارا واسعا ويستثني من ذلك الملوك والاثرياء.
كانت الأسرة المصرية متماسكة تربط بينها الحب والمودة: فنجد الرسامون والنحاتون يصورون الوالد والوالدة يتماسكان في حب بالأيدي او بالخصر ويلتف حولهم اطفالهم، ومن اجمل النماذج المعبرة عن ذلك تلك التي تصور الملك اخناتون مع زوجته نفرتيتي وهي تجلس علي ركبتيه ويغمران أولادهما بالقبلات. وأخري تصور التصاق الملكة به تماما وهي جالسة بجواره. وكمثال آخر نجد تصوير للملك توت عنخ آمون جالسا والملكة مائلة أمامه وفي يديها إناء عطر تأخذ منه باليد الأخرى وتلمس به كتف زوجها بلطف.
عرف المصريون القدماء الطلاق، وكان من حق الزوج وحده، وكانت صيغة الطلاق كالآتي : لقد هجرتك كزوجة لي، وأنني أفارقك وليس لي مطلب علي الإطلاق، كما أبلغك أنه يحل لك أن تتخذي لنفسك زوجا اخر متي شئت.
– .