الحروق.. أنواعها وكيفية التعامل معها

bbb

الحروق

يعرَّف الحرق طبيًّا على إنَّه نوعٌ من الإصابات التي تحدث نتيجةَ انتقالِ الطاقة إلى الأنسجة الحية، مسببةً تلفًا في الجلد أو في الأنسجة، نتيجة التلامس مع مصدر حرارة متطرف أو مواد كيميائية أو مصدر طاقة كهربائية أو مصدر إشعاع أو نتيجة الاحتكاك. (1)

 

أنواع الحروق وبعض مسبباتها

الحروق الحرارية (thermal burns)

ويسببها تلامس الجسم مع مواد أو أجسام لها درجة حرارة متطرفة، كأن تكون شديدة السخونة كاللهب أو الوقود المشتعل أو السوائل الساخنة أو المقلاة الساخنة، أو المواد شديدة البرودة كالنيتروجين السائل وثاني أكسيد الكربون السائل وما إلى ذلك.

الحروق الكيميائية (Chemical burns)

وتحدث نتيجة تلامس الجسم مع مواد كيمائية معينة، كالأحماض القوية والقلويات القوية ومواد التنظيف مثل حامض النتريك وهيدروكسيد الصوديوم.

الحروق الكهربائية (electrical burns)

تحدث نتيجة مرور تيار كهربائي في النسيج الحي، وتزداد درجتها كلما زادت شدة التيار.

الحروق الإشعاعية (radiation burns)

نتيجة تعرض الجسم للإشعاع، ومن أشهرها الحروق الشمسية التي تحدث نتيجة التعرض المطول لأشعة الشمس في الصيف خصوصًا، وكذلك يمكن حدوثها في الأماكن المحتوية على مصدر إشعاع ذي طاقة عالية كما في حالات علاج مرضى الأورام أو المفاعلات النووية عند وجود حالات تسريب إشعاعي.

الحروق الاحتكاكية (friction burns)

وتحصل نتيجة الاحتكاك مع جسم معين مؤديًا إلى توليد حرارة، كما هو الحال عند ملامسة الذراع لحزام نقل الحركة (السَيْر) في محركات السيارات عند دورانه. (2,3)

 

تصنيف الحروق

تصنف الحروق طبقًا لدرجتها إلى أربعة أنواع:

حروق الدرجة الأولى

تصيب حروق الدرجة الأولى الطبقة السطحية من الجلد (البشرة) ولا تمتد إلى أكثر من ذلك، ويكون موضع الحرق مؤلمًا جدًّا ومُحمَرًّا وجافًّا وبدون تكون فقاعات، ثم يُشفى الحرق غالبًا بدون آثارٍ واضحة.

حروق الدرجة الثانية

وتمتد لما بعد البشرة لتصل إلى الطبقة الثانية من الجلد (الأدمة)، ويكون الحرق مؤلمًا ومحمرًّا ويحتوي على فقاعات.

حروق الدرجة الثالثة

وتمتد للأنسجة الدهنية والضامَّة تحت الجلد، وعادةً يكون الجلد متفحمًا أو مُسوَدًّا، ويكون الألم فيها أقل من النوعين السابقين.

حروق الدرجة الرابعة

يمتد تأثير الحرق إلى مابعد الأنسجة تحت الجلدية ليصل إلى العضلات والعظام أحيانًا، وتظهر الأنسجة متفحمة ومُسوَدَّة مع عدم وجود ألم نتيجة تلف المستقبلات العصبية. (4)

 

ماذا أفعل إن تعرض شخص ما لحرق؟

من البديهي أن تأثير الحرق يعتمد على عدة أمور منها: نوعه، والعامل المسبب له، ومدة تأثير المسبب على النسيج الحي؛ لذا يجب التصرف بسرعة وحكمة عند إصابة شخصٍ ما بحرق للحفاظ على السلامة الشخصية للمسعف أوًلا ثم إنقاذ حياة المصاب أو تقليل الآثار المترتبة على إصابته ثانيًا.
جملةٌ من الأمور يجب العمل بها عند إصابة شخص ما بحرق أهمها:

  1. إيقاف عملية الاحتراق مباشرةً، وذلك بإبعاد المصاب عن مكان النار وإخمادها إذا كانت على جسمه أو ملابسه باستعمال الأغطية السميكة أو الملابس السميكة كمعطفٍ مثلًا ووضعه على المصاب بصورةٍ تعزل النار عن الهواء لإخمادها، أو دحرجة المصاب على الأرض، أو استعمال الماء إن توفر.
  2. الاتصال بالإسعاف والدفاع المدني من قبل أي شخص غير المسعف.
  3. في حال كون الحرق حدث نتيجة صعقٍ كهربائي فيجب قطع التيار أولًا إن أمكن من المصدر، وإن لم يمكن فإبعاد المصاب عن المصدر بواسطة جسمٍ غير موصل للكهرباء كقطعة خشبٍ أو أنبوبٍ بلاستيكيٍّ صلبٍ وما إلى ذلك، مع مراعاة عدم إبعاده باليدين المجردتين لكي لا يتعرض المسعف للصعق معه، ثم إجراء إنعاش القلب والرئتين في حال توقف النبض والتنفس.
  4. في حال كون الحرق بسبب الإشعاع فيجب إبعاد المصاب فورًا عن مصدر الإشعاع، كأخذه إلى الظل في حال تعرضه لأشعة الشمس.
  5. في حال كون الإصابة بسبب مواد كيميائية، فيجب إبعاد المصاب عنها، ثم غسل المنطقة بماء الحنفية بكميات كبيرة وبصورة مستمرة لإزالة المادة الكيميائية.
  6. نزع الملابس عن المصاب لكونها تحتفظ بالحرارة أو لإمكانية اشتعالها مرة أخرى، ثم نزع الأحزمة والحلي التي قد تتسبب في انقطاع وصول الدم في حال حصول تورم في المنطقة نتيجة الحرق، مع مراعاة عدم إزالة الملابس المنصهرة والملتصقة بالجسم كملابس البوليستر أو النايلون.
  7. التأكد من أن المصاب يتنفس، وفي حال انقطع نَفَسَهُ فنقوم بفحص الفم للتأكد من عدم وجود مواد غريبة فيه، ثم نُجري قبلة الحياة بعد أن نُميل الرأس للخلف قليلًا لفتح المجاري التنفسية.
  8. سكب الماء على الحروق لمدة عشرين دقيقة على أن يكون ماءً باردًا، ولكن ليس شديد البرودة لكي لا يتعرض المصاب لهبوط حرارة الجسم (hypothermia).
  9. تغطية الحروق والمصاب بقماش نظيف لتقليل العدوى التي يمكن انتقالها إلى الأنسجة المحترقة لحين وصول سيارة الإسعاف. (5,6)

 

إعداد: مرثد محمد

تدقيق: Mohamed Sayed Elgohary

المصادر:

  1. Herndon D. Total burn care. 4th ed. Edinburgh: Saunders; 2012. p 46
  2. Stanfordhealthcare.org. (2019). Types. [online] Available at: https://stanfordhealthcare.org/medical-conditions/skin-hair-and-nails/burns/types.html [Accessed 28 Feb. 2019].
  3. Alex B, William A, Dean E. Burns. ABC of wound healing. BMJ. 2006 Mar 18; 332(7542): 649–652.
  4. Classification of Burns – Health Encyclopedia – University of Rochester Medical Center [Internet]. Urmc.rochester.edu. 2019 [cited 28 February 2019]. Available from: https://www.urmc.rochester.edu/encyclopedia/content.aspx?ContentTypeID=90&ContentID=P09575
  5. Jackie H, Sukh R. First aid and managment of burns. ABC of burns. BMJ. 2004 Jun 19; 328(7454): 1487–1489
  6. First aid for burn injuries [Internet]. Fire and Rescue NSW. 2019 [cited 28 February 2019]. Available from: https://www.fire.nsw.gov.au/page.php?id=311
شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي