الجميع يحب الإجازات؛ ووقت الاسترخاء، والبُعد عن أيام العمل المُرهِقة، فيها تحلو الخُلوة بالنفس، وإطالة النظر من شُرُفاتِ الماضِي، وترديد ترانيم الطفولة، وتذكُّر أوقاتٍ غالية قضيناها مع أحبابنا الذين ولّوا، ووجبات ساخنة أعدَّتها أمهاتنا وأكلناها بشراهة، هذا الشعور بالحنين إلى الماضي يعرف بـ(النوستالجيا-nostalgia).
مؤخرًا، توصَّل العلماء لنتائجَ نافعةٍ ترافقُ هذا الشعور؛ فالنوستالجيا لا تتركنا عالقينَ في الماضي وحسب، بل ترفع من روحنا المعنوية، وتحسن من حالتنا المزاجية، وتعزز من سلامتنا العقلية، كما ذُكِرَ في ورقةٍ بحثية جديدة توصل إليها (قسطنطين سيديكيس-Constantine Sedikides) من جامعة (south ampton, England )، وأصدرت في مجلة (Emotions) في (2015).
ليس ذلك كل شيء، فالنوستالجيا تعزز من ثقتنا بأنفسنا، وتعيد لمَّ شملنا بالأشخاص الذين انطوت عليهم ذكرياتنا، فنعيد الاتصال بهم مرةً أخرى، هذا ما تم ملاحظته في عدة تجارب أقيمت على متطوعين من أمريكا، وبريطانيا والصين، عندما طُلِبَ منهم الاستماع إلى أغانٍ قديمة، والتحدث عن ذكرياتهم المقربة.
عند سؤال المتطوعين بعدها عن مشاعرهم، أجاب أغلبهم: «أشعر أني على تواصلٍ مع الماضي، وأني احتفظت بعدة جوانب من شخصيتي رغم مرور كل هذه السنين».
وجد (تيم وايلدشيت-Tim Wildschit) الذي ساعد في كتابة الورقة البحثية أن هنالك العديد من الطرق للوصول لنشوة النوستالجيا؛ فالنظر للصور القديمة، أو إعداد وجبة طعام مميزة، أو مشاركة قصصنا المميزة أو حتى ترديد أغاني الطفولة، كل ذلك يساعدنا على استرداد ما سرقه الزمن منا، وقد سَمَّى وايلدشيت الشعورَ الذي يتكرر لدينا عدةَ مرَّاتٍ أسبوعيًا: (ردة فعل معززة نفسية-psychological immune response).
لذا في إجازتك القادمة، إذا ما شعرت بضيقٍ وتخبطٍ في حياتك، فاسحب صورةً من ألبوماتك القديمة، واقضِ بعد الوقت في زيارة الماضي.
ترجمة: أمنية يوسف فرج يوسف
مراجعة علمية: Ahmed Shalaby
مراجعة لُغويَّة: Israa Adel
المصدر: goo.gl/jGppt7