الدم الصناعيّ.. بين التجربة والتطبيق

different-blood-group-bags

الدم الصناعي.. بين التجربة والتطبيق

فصائل الدم الى زوال
هل فصائل الدم إلى زوال ؟

الدم الصناعي .. بين التجربة والتطبيق

هل سيأتي اليوم التي تصبح فيه فصائل الدم المختلفة دربًا من دروب الماضي؟ هل سنتمكن يومًا ما من شراء أكياس الدم من السوبر ماركت؟ هل بالفعل أصبحنا قادرين على تصنيع الدم بكامل خصائصه؟

مقدمة

لقد سمعنا من قبل عن زراعة الكبد والكلى وعن صمام القلب الصناعيّ وعن دراسات مبدئيّة عن كلية صناعيّة، ونسمع كل يوم عن اكتشافات واختراعات كبيرة في المجال الطبي، ولكن هل خطرَ ببالنا أنه سيأتي يوم يُصنع الدم الذي يسري بالعروق وبنسب وكفاءة كفيلة بتعويض الدم الطبيعي؟ إذ لا داعي للقلق من حالات النزيف بالعمليات الجراحية أوالحوادث إذا تم تصنيع الدم بنجاح، ولاداعي لوجود بنوك الدم واصطفاف المتبرعين في كل مستشفى، ولينعم كل فرد بدمه كاملًا دون تبرع.

إن العمليات الجراحية ستصبح بعد تصنيع الدم فاقدة لجزء كبير من المخاطر وسيزول شبح الفصائل النادرة إذا أصبح تصنيع جميع فصائل الدم ممكنًا بالنسبة للبشر كما حققت التجارب المجراة بالدم الصناعي على الأرانب نجاحًا باهرًا، فعندما اُختبِر الدم الصناعيّ على عشرة أرانب تعاني من فقدان الدم الشديد، نجا ستة منهم وهي نسبة مماثلة لتلك الموجودة بين الأرانب التي عولجت بالدم الحقيقي وفقًا للفريق وهي نتيجة مبشرة جدًا، حيث قال الباحثون إنه لم يُبلّغ عن أي آثار جانبية سلبية كتخثر الدم مثلًا.

فقد توصل باحثون يابانيون إلى تطوير دم اصطناعي يمكن نقله إلى المرضى بغض النظر عن فصيلة دمهم، ويحسن ذلك فرص نجاة المصابين بجروح خطيرة من الصدمات الناتجة عن فقدان الدم أو النزيف الشديد إلى حد كبير.

الدم الصناعيّ الذي صنعه فريق من العلماء من كلية الطب الوطنية للدفاع باليابان قد أثبت فعاليته في التجارب على الأرانب.

ويتغلب الدم الصناعيّ على مشاكل فصائل الدم المحددة في حالات الطوارئ؛ كما يتغلب على حدود تخزين الدم الحقيقي من المتبرعين، وعلى خطر خسارة الصفائح الدموية التي تتدفق حتى توقف النزيف، وكذلك خسارة الجسم لخلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين إلى خلاياه وهو من أسباب الوفاة في حالات النزيف الشديد. [1]

سلبيات نقل الدم الطبيعي

  •  لا يمكن تخزين الصفائح الدموية لأكثر من أربعة أيام وذلك لمنع تجلطها.
  •  لا يمكن حفظ خلايا الدم الحمراء لأكثر من عشرين يومًا ولابد أن تكون في درجات حرارة منخفضة.
  • يجب تأمين كمية كبيرة من الصفائح الدموية وخلايا الدم الحمراء من المتبرعين من جميع فصائل الدم وحفظها لحالات الطوارئ.
  • ويجب تأكيد توافق أنواع الدم مع المرضى قبل أن يتمكنوا من تلقي عمليات نقل الدم، لذلك يحظر على فنييّ الطوارئ الطبيين وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية نقل الدم في سيارات الإسعاف.

معلومات أكثرعن بدائل الدم الصناعية

يتكون الدم الصناعيّ الذي استخدمه هذا الفريق البحثي من بدائل الصفائح الدموية وخلايا الدم الحمراء مثل حويصلات الهيموجلوبين (HbVs) وثنائي فسفات الأدينوزين (ADP)؛ حيث وضِع كل عنصر في أكياس صغيرة تُعرف باسم الجسيمات الشحميّة الُمشتقة من غشاء الخلية لوقف النزيف ونقل الأكسجين، والأهم يمكن تخزين الدم الصناعي في درجات حرارة طبيعية لأكثر من عام.

وقال مانابو كينوشيتا (أستاذ علم المناعة بكلية طب الدفاع الوطنية وعضو في الفريق) :

«من الصعب تخزين كمية كافية من الدم لنقل الدم في مناطق مثل الجزر النائيّة»

وأضاف:

«سوف يكون الدم الصناعي قادراً على إنقاذ حياة الأشخاص الذين لم نكن قادرين على  إنقاذهم»

وبما أن فصيلة الدم ليست مشكلة في الدم الصناعي، يمكن علاج المرضى المصابين قبل وصولهم إلى المستشفيات مما يؤدي إلى ارتفاع معدل النجاة المحتمل وذلك على حد قول الفريق. [3]

وقد تم نشر نتائج الفريق في مجلة ( Transfusion ) بالولايات المتحدة، ويمكنكم الاطلاع على الورقة البحثيّة والنتائج والإحصائيات التي تُوصِل إليها من خلال الرابط التالي :

https://onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1111/trf.15427

مميزات بدائل الدم الصناعية

  • لا تحتاج إجراء اختبارات توافق فصائل الدم.
  • خالية من خطر انتقال العدوى المنقولة بالدم.
  • يمكن تخزينها لفترات أطول من الدم الطبيعي.
  • يمكن حفظها في درجات الحرارة العادية لفترات طويلة. [3]

ويعطي نجاح التجارب على نموذج الحيوان أملًا كبيرًا في إحراز تقدم في مجال بدائل الدم في البشر في المستقبل القريب.

المصادر:

المصدر الأول
المصدر الثاني
المصدر الثالث

إعداد: محمد زاهر
مراجعة علميّة: بسمة التهامي
دقيق لغويّ: مريم سمير
تحرير: نسمة محمود

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي