الرباط الإلهي بين فيتامين (د)، والكالسيوم!
عندما تُصاب بنقصِ الكالسيوم وتذهب إلى الطبيب ليصفه لكَ كمُكمِّلٍ غذائيّ، فإنَّه ينصحك بتناولِ التركيباتِ التي تحتوي عليه بالإضافة لفيتامين (د)، حيث يساعد فيتامين (د) الجسمَ في امتصاصِ الكالسيوم بنسبةٍ تتراوح بين 30 إلى 80%.
ولكنّ؛ ما هو فيتامين (د)، وما هي أهميته؟
إن فيتامين (د) عبارةٌ عن فيتامين يذوب في الدهون، ويُصنَّع بواسطة الجلد عند تعرضه لفترة مناسبة من ضوء الشمس، ولذا لُقِّبَ بفيتامين أشعة الشمس، ووجوده في الجسم بكميةٍ كافية شيءٌ ضروري لصحةٍ جيدة. وله عدة وظائف تنظيمية أهمها: تنظيم معدَّلاتِ الكالسيوم والفوسفات في الجسم، وهما من العناصرِ الأساسية لحماية اﻷسنان والعظام.
ولذا فنقصه يؤدي إلى لين العظام، وقد يُسبِّب تشوهها في بعض الأحيان، وكذلك ألم العظام المزمن، وتسوُّس الأسنان إن لم يُعالج.
وهو مرتبطٌ أيضًا بزيادة خطر الإصابة بمرض السُكِّري، وأمراض القلب، والاكتئاب، وضعف الجهاز المناعي وعدم قدرته على مواجهة العدوى، بالإضافة إلى خطر تطور العدوى كما في مرض السل.
فعند نقص فيتامين (د) تنشط الغدد جارات الدرقية، وهم عبارةٌ عن أربع غدد صغيرة في منطقة الرقبة، تتحكم في مستوى الكالسيوم في الدم. وفي الوضع الطبيعي فإنَّ جارات الدرقية تكون متوقفة عن العمل مُعظم الوقت؛ ولكن نقص فيتامين (د) لفترة طويلة يؤدي إلى تنشيطها مدى الحياة، مما يؤدِّى إلى صعوباتٍ مَرَضَيِّةٍ كثيرة. [1]
وهُناك ثلاثة مصادر لفيتامين (د):
1-المصدر الرئيسي له هو: ضوء الشمس.
2- المصادر الثانوية وهي: الطعام والمشروبات.
3- المصادر البديلة وهي: المكملات الغذائية الغنية بفيتامين (د). [1]
كم يحتاج الجسم يوميًا من فيتامين (د)؟
تقُولُ المصادرُ الحالية أنَّ الشخصَ البالغَ يحتاج على الأقل 400 وحدة دولية والتي تعادل 10 ميكروجرام يوميًا، ولذا فإن المُكمِّلات الغذائية الغنية بفيتامين (د) لابد أن تحتوى أقلَّها تركيزًا على هذه الكمية. ويوجد نوعان من فيتامين (د) كمُكمِّلٍ غذائي: فيتامين (د2) وهو فيتامين صناعي يُستخرج من الكوليسترول النباتي(ergosterol) ، و(د3) وهو النوع الطبيعي، حيث يوصي الأطباء به. [1]
من الأكثر عُرضةً لنقص فيتامين (د)؟ [1]
يجب علينا أن نحصل على كميةٍ كافية من فيتامين (د) من خلال الطعام الصحي المتوازن، وكذلك التعرُّض لفتراتٍ من ضوء الشمس؛ وعلى الرغم من ذلك إلّا أنَّ هناك الكثير منَّا يقع في خطرِ الإصابةِ بنقص فيتامين (د)، ويجب عليهم أنَّ يتناولوا يوميًا على الأقل جرعة مقدارها 400 وحدة دولية من فيتامين (د3) وهم:
● ذوي الأصول الإفريقية والآسيوية؛ وذلك يرجع لعدم قدرة بشرتهم على تصنيع فيتامين (د) من التعرض للشمس إلَّا لفتراتٍ طويلة.
● السيدات الحوامل وخاصةً المُراهقات منهن؛ حيث ما زالت عظامهن قيد التكوين.
● كبار السن الذين يتعدي عمرهم الـ65 عامًا.
● الذين يغطون جميع أجزاء جسدهم ولا يخرجون في وضح النهار، وهم الأكثر عرضةً للإصابة بنقص فيتامين (د).
● المصابون بالاضطرابات الهضمية أو مرض كرون.
● المصابون بمرض الكبد الوبائي أو أمراض الكُلي.
● النباتيون.
أشهر الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (د): [1]
لسوء الحظ، لا يوجد الكثير من الأطعمة الطبيعية الغنية بفيتامين (د)، لكنَّ هناك بعضها؛ لذا يُنصح عند شراء تلك الأطعمة قراءة قائمة محتوياتها للتأكد من أنها غنية بفيتامين (د). وفيما يلي قائمة بالأطعمة الغنية به:
● زيت السمك الطازج والمُعلَّب والمُملَّح مثل السلمون والسردين وسمك الرنجة والسلمون المُرقَّط وكذلك سمك الأسقمري البحري.
● زيت كبد الأسماك مثل زيت كبد سمك القد.
● بعض البدائل الغنية به كلبن الصويا.
● صفار البيض.
● الكبد.
● شراب الشعير الغني به.
وإن كنتِ حامِلًا أو تخططين للحمل فلا يُنصح بتناول الكبد أو زيت كبد القد لأنها غنية جدا بفيتامين (أ)؛ والذي قد يُسبِّب أضرارًا للطفل الذي لم يُولد بعد. [1]
العلاقة بين فيتامين (د) وبعض الحالات المرضية والصحية:
لقد أثبتت دراستان-تم تقييمهم بتقدير جيد- أنه يوجد علاقة وثيقة بين وزن الطفل عند الولادة وبين حصول الأم على قدرٍ مُعيَّنٍ من فيتامين (د)، حيث أثبتت زيادة ملحوظة في وزن المولود بحصوله على ما يقارب مليون و200 وحدة دولية من فيتامين (د) من الأم. [2]
كما أكدت الدراسات التي أُجريت على الخلايا المناعية التائيّة وجودَ مستقبلاتٍ خاصة بفيتامين (د3) عليها؛ مما يُوضِّح وجود دورٍ فعَّال لفيتامين (د3) في العملية المناعية. [3]
ومن بين أربع دراسات أُجريت على العلاقة بين فيتامين (د) وأمراض القلب، أكَّدت اثنتان منهم زيادةَ خطرِ الإصابة بأمراض القلب عند نقص فيتامين (د) تحت مُعدِّلٍ معين؛ بينما لم تجد الدراستان الأُخرتان أي علاقة. [2]
وكذلك لم يجد الاختبار المسحي الوطني للصحة والتغذية الثالث (NHANES III) أيَّ علاقةٍ بين نسبة فيتامين (د) في الدم وبين النسبة الكلية للموت بالسرطان. [2]
وفي دراسةٍ أثبتت أن ارتفاع أو انخفاض نسبة فيتامين (د) في الدم يصاحبها خطورة الإصابة بسرطان البروستاتا مقارنةً بالنسب الطبيعية. وكذلك أثبتت ثلاث دراسات تم متابعتها لتسع سنوات أنَّه يُقلِّل من معدلات الوفاة بمرض سرطان الثدي. [2]
ومع ذلك تَكمُن الأهمية الكبري لفيتامين (د) في تنظيمه لمعدلات الكالسيوم في الدم؛ وبالتالي الوقاية من هشاشة العظام والأسنان والحالات المُصاحبة لهم وما يماثلها، وفيما يلي آلية تأثير فيتامين (د) على امتصاص الكالسيوم: [4]
كما هو مُوضَّح بالصورة، يعتمد امتصاص الكالسيوم في الجسم على الكمية المتوفرة منه في الأمعاء، فالكمية الكبيرة من الكالسيوم يتم امتصاصها عبر جدارن الخلايا دون الاحتياج لأي مُحفِّزاتٍ أخرى؛ ولكن الكميات القليلة من الكالسيوم تنتقل بخاصية تُسمَّى (النقل النَشِط)، أي وجود محفزاتٍ أخرى وطاقةٍ كافية لتُجبرها على الانتقال من تركيزٍ أقل إلى تركيزٍ أعلى، وهذه العملية يتم تحفيزها وتنشيطها عن طريق الصورة النشطة من فيتامين (د) والتي تُسمَّى (1,25 dihydroxyvitamin D )، والذي لا بُدَّ من توافرهِ بكميةٍ طبيعية في الجسم.[4]
وفيما يلي سنستعرض أهميةَ الكالسيوم للجسم وكيفية الحصول عليه، وأشهر الحالات التي تنتج من نقصه، وكيفية علاجه.
ما هو الكالسيوم؟ وما هي أهميته للجسم؟
إنَّ عنصر الكالسيوم من المعادن التي يحتاجها الإنسان بشدة في حياته اليومية، ﻷنه العنصر اﻷساسي لبناء العظام والأسنان.
فعندما تقل نسبة الكالسيوم التي يحصل عليها الشخص، يقع هذا الشخص في خطرِ الإصابةِ بمرضِ لين أو هشاشة العظام، حيث تُصبح العظام هشَّة وضعيفة وسهلة الكسر بسبب أي مؤثرٍ، ولو كان ضعيفًا كالسقوط.
ولا يتوقف اﻷمر في حالة نقص الكالسيوم في الجسم عند الإصابة بلينِ العظام؛ بل يتجلَّى أيضًا في آلامٍ شديدةٍ بالعضلات، وبعض التشنجات، والتنميل، وفقدان الحس في الأيدي والأرجل.[5]
ولكن؛ كيف يمكن لجسدنا الحصول على عنصرٍ بتلك الأهمية؟!
لحسن الحظ، يُعتبر الكالسيوم من العناصر المتوفرة حولنا بوفرة، حيث يُمكنك الحصول على احتياجك اليومي من الكالسيوم من الطعام مثل:
– منتجات الألبان مثل: الجبن ولبن الزبادي والقشدة.
– أوراق الخضروات مثل: السبانخ والكرنب.
– الأسماك مثل: سمك السردين.
لذا؛ يجب أنَّ تحصل على معظم احتياجك من الكالسيوم من الطعام. وفي حالة نقصه، أو عدم القدرة على تناول الطعام الغني به؛ يمكنك الحصول عليه كمكمل غذائي في صورة حبوب ومعه بعض المكملات الأخرى التي تُنشِّط امتصاصه وتنظيمه وأشهرها: فيتامين (د). [5]
إعداد وتصميم: أمل البنا
مراجعة: Mohamed Sayed Elgohary
المصادر العلمية:
1- PI15/1349/02 Authors: Rachel Watson, Kaveh Manavi and Rajinder Pabla
Date: October 2015 Review date: October 2017
2- Chung M, Balk EM, Brendel M, Ip S, Lau J, Lee J, Lichtenstein A, Patel K, Raman G, Tatsioni
A, Terasawa T, Trikalinos TA. Vitamin D and Calcium: Systematic Review of Health Outcomes.
Evidence Report/Technology Assessment No. 183. (Prepared by Tufts Evidence-based Practice
Center under Contract No. 290-2007-10055-I). AHRQ Publication No. 09-E015, Rockville, MD:
Agency for Healthcare Research and Quality. August 2009.
3- Deluca, H. F. (2001). Vitamin D: Its role and uses in immunology. The FASEB Journal, 15(14), 2579-2585. doi:10.1096/fj.01-0433rev
4- (n.d.). Retrieved September 18, 2016, from http://sc.egyres.com/LmXCE.
5- Nadaffi, A., R., B., M., & A. (2016, January). Calcium, Vitamin D and Bone Health – UHN. Retrieved September 18, 2016, from http://www.uhn.ca/PatientsFamilies/Health_Information/Health_Topics/Documents/Calcium_Vitamin_D_and_Bone_Health.pdf .