السرطان.. الصراع الأشهر بين العلم والمرض

السرطان.. الصراع الأشهر بين العلم والمرض

أصل تسمية السرطان

يعود أصل تسمية السرطان في الإنجليزيّة (Cancer) إلى الكلمة اليونانيّة كارسينوس (Carcinos)، أي سرطان البحر أو جراد البحر.[1] ويعود ذلك لقسوة سطح الورم حيث تكون العروق مشدودةً وممتدّةً في جميع الأطراف، فيما يشبه سرطان البحر.

تاريخ التشخيص

  • كان أبقراط (460 – 370 ق م) أوّل من وصف عدّة أنواعٍ من السّرطان.
  • كان سيلوس (25 ق م – 50 م) أوّل من ترجم السّرطان للّاتينيّة.
  • جالينوس أوّل من قسّم الأورام، حيث دعا الأورام الحميدة أونكوس (Oncos) والأورام الخبيثة كارسينوما (Carcinoma).
  • اكتُشف أقدم وصفٍ علاجيٍّ للسّرطان في مصر -160 ق م-، حيث اكتُشفت ورقة برديٍّ تصف 8 حالاتٍ من سرطان الثّدي عُولجت بالكيّ بأداة «حفر النّار»، وتضمّنت الورقة وصف السّرطان بأنّه «لا علاج له».[2]
  • اكتشف البروفيسور البريطانيّ برسيفال بوت (Percivall Pott) عام 1775 م أنّ سرطان كيس الصّفن أكثر شيوعًا بين منظّفي المداخن.

أسباب السرطان

إنّ أسباب الأورام السّرطانيّة ليست واضحةً. عمومًا، تحدث الإصابة بالسّرطان عندما تطوِّر أحد الخلايا طفراتٍ في حمضها النّوويّ (DNA). تسمح الطّفرات باستمرار الخليّة في النّموّ والانقسام بينما تموت الخلايا السّليمة بشكلٍ طبيعيٍّ.

تشكّل الخلايا المتراكمة ورمًا. يمكن أن تهاجم الخلايا السّرطانيّة الأنسجة السّليمة القريبة وتنتشر في أجزاءٍ أخرى من الجسم. لا يعرف الأطبّاء أسباب الطّفرات الّتي قد تؤدّي إلى الأورام السّرطانيّة. ولكن يعرفون أنّ الأورام السّرطانيّة تتطوّر إلى خلايا الأورام العصبيّة الصّمّاويّة.

تتواجد خلايا الأورام العصبيّة الصّمّاويّة في العديد من أعضاء الجسم في جميع أنحاء الجسم. تمثّل هذه الخلايا معظم وظائف الخلايا العصبيّة ومعظم وظائف خلايا الغدد الصّمّاء المنتجة للهرمونات. بعض الهرمونات الّتي تنتجها خلايا الأورام العصبيّة الصّمّاويّة هي الكورتيزول، والهيستامين، والإنسولين والسّيروتونين.

عوامل الخطر

تتضمّن العوامل الّتي تزيد من خطر الأورام السّرطاويّة:

  • كبر السّنّ: كبار السّنّ هم أكثر عرضةً من الشّباب أو الأطفال لتشخيص إصابتهم بورمٍ سرطاويٍّ.
  • الجنس: النّساء هنّ أكثر عرضةً من الرّجال للإصابة بأورام السّرطاويّة.
  • التّاريخ العائليّ: يزيد التّاريخ العائليّ من الإصابة بالأورام الصّمّاويّة المتعدّدة النّوع الأوّل (MEN I). تحدث لدى الأشخاص الّذين يعانون الأورام الصّمّاويّة المتعدّدة النّوع الأوّل أورامٌ متعدّدةٌ في غدد الجهاز الصّمّاويّ.[3]

آلية المرض

أشار البروفيسور الألمانيّ تيودور بوفري أنّ الكروسومات يمكن أن تولد خلايا مع إمكانات نموٍّ غير محدودةٍ، وخمّن بأنّ العوامل الفيزيائيّة -كبعض أنواع الإشعاعات-، أو الكيميائيّة، أو بعض الطفيليّات قد تسبّب السّرطان.[4]

المضاعفات

خلايا الأورام السّرطاويّة يمكنها إفراز هرموناتٍ وكيماويّاتٍ أخرى ممّا يتسبّب في مدًى من المضاعفات بما في ذلك:

  • المتلازمة السّرطاويّة: المتلازمة السّرطاويّة تسبّب احمرارًا أو شعورًا بالدّفء في وجهك والرّقبة (طفحٌ جلديٌّ)، وإسهالًا مزمنًا، وصعوبةً في التّنفّس من ضمن علاماتٍ وأعراضٍ أخرى.
  • أمراض القلب السّرطاويّة: الأورام السّرطاويّة قد تفرز هرموناتٍ يمكنها التّسبّب في زيادة سمك بطانة حجيرات القلب والصّمامات والأوعية الدّمويّة. يمكن أن يؤدّي هذا إلى تسريبٍ في صمامات القلب وفشلٍ في القلب قد يتطلّب جراحة استبدال صمامٍ. مرض القلب السّرطاويّ يمكن عادةً التّحكّم فيه بالأدوية.
  • متلازمة كوشينغ: ورم الرّئة السّرطاويّ يمكنه إنتاج هرموناتٍ زائدةٍ يمكنها التّسبّب في إنتاج جسدك للكثير من هرمون الكورتيزول.

خيارات علاج المرض

  • التّدخّل الجراحيّ: ويتضمّن إزالة الورم جراحيًّا بقدر المستطاع.
  • العلاج الكيميائيّ.
  • العلاج الإشعاعيّ: باستخدام إشعاعاتٍ عالية الطّاقة مثل الأشعّة السّينيّة (X-Rays)؛ لقتل الخلايا السّرطانيّة، يكون مصدر الأشعّة، إمّا مصدرًا خارجيًّا (External Beam Radiation) وإمّا أشعّةً داخليّةً (Brachytherapy).
  • زراعة النّخاع العظميّ: تُعرف أيضًا بزراعة الخلايا الجذعيّة (Stem Cell Transplant)، ويكون مصدر النّخاع إمّا من نفس الجسم أو من متبرّعٍ.
  • العلاج المناعيّ (Immunotherapy): يُعرف أيضًا بالعلاج البيولوجيّ (Biological Therapy) وفيه تُحفّز مناعة الجسم لمحاربة السّرطان. وتتمثّل أهمّيّة العلاج المناعيّ في تمكينه للجسم من رصد وقتل الخلايا السّرطانيّة، الّتي لايمكن رصدها بدون العلاج المناعيّ.
  • العلاج بالهرمونات: تتغذّى بعض أنواع السّرطانات، مثل سرطان الثّدي (Breast Cancer) وسرطان البروستاتا (Prostate Cancer) عن طريق بعض الهرمونات. يمكن علاج هذه السّرطانات بإيقاف تلك الهرمونات.
  • العلاج المُوجّه (Targeted Drug Therapy).
  • العلاج بالتّبريد (Cryoablation): تُدمّر فيه الأنسجة السّرطانيّة بالتّبريد، حيث تُغرز إبرة (Cryoprobe) عن طريق الجلد لتستقرّ في الورم السّرطانيّ، ثمّ يُضخّ غازٌ لتجميد النّسيج.
  • الاستئصال بالتّردّد الرّاديويّ (Radiofrequency Ablation): تُستخدم بعض التّردّدات الكهربيّة لقتل الأنسجة المصابة.
  • العلاج السّريريّ (Clinical Trials): يتمّ عمل ونشر العديد من الأبحاث سنويًّا؛ بهدف الوصول لحلٍّ جذريٍّ للأورام.[5]
شارك المقال:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي