إن الإنسان الذي لا يقوى خياله أن يتسع حتى يمكنه من تجسيد جواد يعدو فوق سطح حبةٍ من الطماطم؛ هو شخصٌ ضيق الأُفق.
عِبارة جنونيَّة، كتبَها «آندريه بريتون- André Breton»: كاتب، وروائيّ، وشاعر، وفيلسوف فرنسيّ، صاحب مدرسة المعاني المُرتبطة بالأحلام الغربية.. عالم اللا شعور والتمرُّد، عالم مزج الخيال بالواقع، والحقيقة بالسّراب، عالم تميَّز باللا منطقيَّة، ووحده الجنون فيه هو سيّد الموقف: المدرسة السرياليَّة.
تعريف السرياليَّة
يُمكن تعريف السرياليّة في الأدب بأنها محاولة فنيَّة لمزج الواقع والخيال معًا فيما يُعرَف بالفوق واقعيَّة.
يسعى السرياليّون إلى التغلب على التناقُض بين العقول الواعية واللاواعية؛ عن طريق تجسيد حالات خيالية أو غريبة مليئة بالمفارقات.
نشأة السرياليَّة
أسَّسها «أندريه بريتون -André Breton ١٨٩٦ : ١٩٦٦ »، بدأت السريالية كحركة فنيّة في باريس في العشرينيات واستمرت حتى الأربعينيّات.قام الكاتب والفيلسوف (بريتون) باستيلادِ هذه الحركة بنشره «بيان السورياليّة»، كوسيلة لمحاربة الطريقة التي تمَّ بها فهم وتناول الفن في ذلك الوقت.
تاريخ السرياليَّة
مع أهوال الحرب العالميّة الأولى في أوروبا، أصبحت الفنون خاضعة للسيطرة السياسية؛ حيثُ أصبحت تستخدم كطريقة للحفاظ على النظام والحفاظ على الثورة، ومع ذلك.. أراد السرياليّون أن يتحرروا من القيود المفروضة على الفن وأن يفعلوا ذلك بطريقة متطرِّفة، ولكن إيجابية!
على الرغم من أنهم عارضوا السيطرة السياسيّة، إلا أن هدف الحركة لم يكن ذا طابع سياسي، فقد سعت السرياليّة لتحرير الناس روحيًا ونفسيًا.
هؤلاء الفنانين والكُتَّاب أرادوا إصلاح الأذى النفسي الناجم عن الحرب العالميّة الأولى، ولسوء الحظ كانت مشارف الحرب العالميّة الثانية قد آذنت.
خلال صعود النازيّة والفاشيّة، اضطَّر العديد من السورياليّين إلى البحث عن ملاذ في أمريكا.. ولحسن الحظ -بالنسبة للثقافة الأمريكية- بدأت أفكارهم تساهم في التغيير في الولايات أيضًا.
في حين أن الحركة نفسها ربما تكون قد انتهت، إلا أن السرياليّة ما زالت موجودة في الكثير من أدبيَّات اليوم؛ كاستخدام الصور السرياليّة، والأفكار، والتقنيات الشعرية، حيثُ يحاول الكُتَّاب توسيع الحدود، وتحرير العقول، وجعل القُرَّاء يفكّرون. (1)
السرياليّة البريطانيَّة
ظهرت كثورة في بريطانيا العظمى، وهي حركة أوروبيّة في الفنون البصريّة والأدبيّة التي ازدهرت بين الحربين العالميّتين الأولى والثانية ومُحاولة جادة لتوحيد ما يعتمل داخل الوعي واللاوعي في تجسيدِ الفن.
كانت السرياليّة البريطانيّة في شكلها المُنظَّم والمجتمعيّ ظاهرة محليّة قصيرة العمر إلى حد ما في ثلاثينيّات وأربعينيّات القرن العشرين، حيثُ كانت مُقتصرة في الغالب على مجموعات في مُدن لندن وبرمنجهام، ولكن كان لها تأثير عميق على الثقافة البريطانيّة. (2)
وقد أكد «ديفيد چاسكوين – David Gascoyne» الشاعر الأول للحركة، على المنابع الأصليّة للسرياليّة البريطانيّة مستشهدًا بـ «جوناثان سويفت- Jonathan Swift»، «إدوارد يونغ»، «ماثيو غريغوري- Edward Young»، «مونك لويس- Matthew Gregory (“Monk”) Lewis»، «وليام بليك-William Blake»، و«لويس كارول-Lewis Carroll». إلا أنه صاغَ البيان السرياليّ الإنجليزي الأول (١٩٣٥) بالفرنسيّة في باريس، وتم نشره في النشرة الفرنسية «Cahiers d’art».
كان «چاسكوين» قد جُذِب إلى باريس بعد أن قرأ الشعر الفرنسيّ السريالي والرمزي. وفي أوائل الثلاثينيّات من القرن العشرين، كان يهدف إلى التواصل بين الفنانين المستقرين في لندن والسرياليّين الفرنسيين الناشئين حديثًا، والالتقاء بالعديد منهم فيما أصبح يُعرف باسم: «أتيلييه ١٧» وهو الاستوديو الباريسي للرسّام الإنجليزي «ستانلي ويليام هايتر- Stanley William Hayter».
قرر «چاسكوين» إنشاء فرع للحركة في إنجلترا عندما التقى مصادفةً بـ أحد أبرز حاملي العَلَم السيريالي المستقبلي من البريطانيّين، وهو «رولاند بنروز-Roland Penrose»، في شوارع باريس بصُحبة الشاعر الفرنسيّ «بول إيلوار- Paul Éluard».
في يونيو ١٩٣٦ اُفتُتحت ستوديوهات «New Burlington» بـ لندن في المعرض السرياليّ الدوليّ الأول ، كما عقدت مؤتمرات من قِبل «إيلوارد-Éluard»، «أندريه بريتون – André Breton»، الشاعر والناقد الإنجليزي: «هيربرت ريد- Herbert Read»، والفنان الإسباني المستقر في باريس آنذاك: «سلفادور دالي- Salvador Dalí».
وقد اشتمل هذا المؤتمر أيضًا على مساهمة الشاعر «ديلان توماس-Dylan Thomas » في هذا الحدث السرياليّ حيث كان يتجول في صالات العرض كمُضيف، ويقدم للمشاهدين المشروبات، ويسألهم بـ كياسةٍ مسرحية عن طريقة تفضيلهم لمشروبهم.»
في حين لم يكن توماس ينتسب رسميًا للاتجاه السيريالي البريطاني، فقد كان عمله -كما هو الحال مع كثيرٍ من الشعراء الغير منتسبين للسيريالية- يتضمن توسيع نطاق شعبيتهم؛ حيثُ أن توالي غرائب توماس ومجازاته الخياليّة المُفاجئة، بالإضافة إلى تناوله الفرويدي- نسبةً إلى سيجموند فرويد- للجنس، والغرابة، والأحلام، والطفولة كلها عوامل حققت له السَبْق بين اتجاهات ومبادئ الحركة السريالية. (2)
بينما احتفظت الحركة البريطانية بـ تمسُّكٍ صارم بالمبادئ السريالية البريتونية -نسبةً إلى مؤسسها آندريه بريتون- من البداية إلى النهاية، فقد واجهت توتُّرات داخليّة سببها رفض الأعضاء السرياليّين في فرنسا مثل: «لويس أراغون-Louis Aragon»، وخاصة «إيلوارد-Éluard»، بناءًا على أُسُس أيديولوجيّة والظواهر الجماليّة، كما أدَّى الولاء لبعض الفنّانين الفرنسيّين في نهاية المطاف إلى الانشقاق بين مجموعة لندن، وقد كان بيانها الأخير الذي نُشر في عام ١٩٤٧ من قبل «جالري ميج-Galerie Maeght» في باريس مثار بعض الانشقاقات الداخليّة.
نهاية السرياليَّة بـ لندن
بعد أربع سنوات، تمَّ حلَّ المجموعة رسميًا كوحدة كبيرة مُتماسكة عندما أُغلق معرض لندن -الذي كان بمثابة المقر الرئيسي لمجموعة لندن-؛ بينما استمرَّت مجموعة السرياليين في برمنغهام كمجموعة سريالية غير رسميّة حتى خمسينيّات القرن العشرين، والذين كانوا متشكِّكين منذ البداية بشأن ما رأوه بوصفهم علاقة هشّة بين مجموعة لندن والسرياليّة الفرنسيّة. (2)
من أبرز الفنانين بين زمرة السرياليين في برمنغهام هم: «كونروي مادوكس-Conroy Maddox»، و«جون ميلفيل-John Melville»، و«إيمي بريجواتر-Emmy Bridgwater»، و«أوسكار ميلور-Oscar Mellor»، و«ديزموند موريس-Desmond Morris» وهو أيضًا عالم أنثروبولوجيا. بعد أن انتشرت مجموعة برمنغهام في ثلاثينيّات القرن العشرين، ازدهرت بشكل مُستقل عن مجموعة لندن؛ حتى أن أعضائها رفضوا عرض أعمالهم في المعرض السرياليّ الدولي لعام ١٩٣٦؛ زاعمين أن أسلوب ونمط عدد من الفنانين المشاركين من مجموعة لندن متعارض مع السريالية.
ومع ذلك، حضر بعض أعضاء برمنغهام السرياليون المعرض، لإجراء بعض الاتصالات مع المشاركين الفرنسيين مثل (بريتون-Breton)
يمكن القول أن أحد أبرز قصائد بريتون وهي قصيدة «الاتحاد الحُرّ-1931 union libre»، كانت ذات تأثير كبير على الشعر السرياليّ البريطانيّ من حيث استخدام التناظر المتنوّع وأيضًا في التضمينات والإيحاءات الجنسيّة للعنوان.
جدير بالذكر أن «النقابات الحرة – Unions Libres» كان هو العنوان لصحيفة حررها «سيمون واتسون تايلور-Simon Watson Taylor»، حيثُ تناول إصدارها الأول والأوحد قصائد ونصوص ورسومات لسرياليّين فرنسيّين وبريطانيّين كمحاولة لتعزيز الاهتمام بالسرياليّة في أعقاب الحرب العالميّة الثانيّة. (2)
على الرغم من أن الحركة السرياليّة البريطانيّة لم تكن مُشتقة بشكل ركيك من النماذج الباريسية التي اعتمدتها، إلا أنه قد تم الإشارة إلى فرنسا والفن الفرنسيّ بشكل متكرر في فنّها وشِعرها، خاصةً في أعمال الفنانين السرياليين الأوائل في برمنجهام.
كما كانت كتابات السرياليين في لندن أيضًا تشتمل على الكثير من الإشارات الضمنية والتنكيل بـ الثقافة الإنجليزيّة والأمريكيّة والأساطير الكلاسيكية لأوروبا وأفريقيا، في حين تبنى الكُتَّاب والفنّانون البصريّون في إنجلترا كل التقنيّات والتلاعبات الفنية البارعة التي تم ابتكارها في باريس تحت مظلة السرياليّة الأوروبية.
السرياليَّة والفنون
-
الفن السرياليّ
قام الفنان والرسام البريطانيّ من أصل هندي «إيثيل كولكوهون-Ithell Colquhoun» بـ ابتكار عدد من التقنيّات السريالية، بما في ذلك ما يمسى بـ «الشغف الكتابي النابع من العين- entoptic graphomania» – ويتضمن رسم نقاط محددة فوق مساحة من التداخلات الغير واضحة؛ يليها اتصال تلك النقاط ببعض الخطوط مكونةً شكل معين.
كما أضاف تكنيك الـ «parsemage»: وهو تكنيك عفوي يتم فيها نثر بعض الغبار من الفحم أو الطباشير على سطح الماء ثم يتم قشطه عن طريق تمرير الورقة أو الكرتون تحت سطح الماء؛ فـ يتكون شكل ما على سطح الورقة. (2)
هذا وقد اتسعت آفاق تأثير السريالية البريطانية وصولًا لأقصى مداها في المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وكان هذا التأثير مرتكزًا على التداخلات المستمرة مع السلف السريالي الفرنسي، كما سعى عدد من الرسَّامين السرياليّين البريطانيّين إلى إجراء تواصلات مُثمرة مع فنّانين في المكسيك، والولايات المتحدة، وفرنسا خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ويُمكن القول أيضًا أن الرسم السرياليّ كان له تأثير على الفنّانين الإنجليز أمثال: «ستانلي سبنسر-Stanley Spencer »، و«باولا ريغو- Paula Rego»، رغم أن هؤلاء الرسامين لم يتم اعتبارهم كـ سرياليّين. (2)
قام «أنتوني إيرنشاو- Anthony Earnshaw» في أوائل الثمانينيّات من القرن العشرين بـ إعادة تجسيد تصويري لشخصية (Ubu)، الشخصية الرئيسيّة في مسرحيّة «Ubu roi »، وواحدة من الأيقونات السرياليّة الفرنسيّة؛ فيما يدل على استمرار التداخل الإنجليزي السريالي مع أصول الحركة الباريسيّة. (2)
-
الشِعر السرياليّ
أصبحت الأساليب الشعريّة السرياليّة واضحة في عمل العديد من الشعراء البريطانيين في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين؛ أمثال «بيتر بورتر- Peter Porter»، و«بيتر ريدجروف- Peter Redgrove»، و«بينيلوب شاتل-Penelope Shuttle».
وقد تم تأسيس ما يُسمَّى بالمدرسة الشعريّة المريخيّة أيضًا والقائمة على صور مثيرة وغريبة الأطوار من قبل السرياليّين في الثلاثينيّات. (2)
وبلا شك يجب أن نضع في اعتبارنا أن «بريتون» كان متمردًا محطمًا للثوابت؛ حيث كان يشتق من أفكاره اللحظيّة أحيانًا تعريفات تمثل منظوره الشخصي للأشياء، ولكنّها ليست بالضرورة فارقة في تعريف العمل أو النشاط السرياليّ بـ شكل عام؛ مثالٌ على ذلك : في وقتٍ ما، ادّعى بريتون أن السورياليّة كانت مرادفًا للشيوعيّة. (3)
-
الكتابة السيرياليَّة
المُمارسات والتقنيّات المُستخدمة في الكتابة السرياليّة -مهما كانت مميزة للطابع السريالي- فـ إنها ليست بالضرورة مقتصرة على السرياليّة، حيث أنه على الرغم من أن العديد من الكُتَّاب السرياليّين قد استخدموا بشكل مُكثَّف الكتابة التلقائيّة، فإنه لا يعني بالضرورة أن كل الكتابة التلقائية هي سريالية أو أن كل الكتابة السريالية تلقائية.
إلى جانب ذلك، إذا كان التعبير التلقائيّ العفوي شرطًا سرياليًا، ففي هذه الحالة سيتوجب تصنيف العديد من اللوحات السرياليّة الكلاسيكية كشيء آخر. (3)
وهناك -بطبيعة الحال- تقنيّات مُحدَّدة للسرياليّة، بالإضافة إلى أساليب مُرتبط بالفن السرياليّ والكتابة السريالية بغض النظر عن أصولها، مثل تكنيك “Exquisite corpse” الذي يتضمن تجميع مجموعة من الكلمات أو الصور في عمل فني واحد، لذا فـ إن هذه السمات لها صلة بالسرياليّة كحركة أكثر من كونها جزء من أسلوب هذه الحركة. (3)
نقد السرياليَّة
-
الحركة النسويَّة ضد السرياليَّة
انتقد النسويون في الماضي الحركة السريالية، زاعمين أنها حركة ذكورية في الأساس، على الرغم من بعض الرسّامات والشاعرات السرياليات من النساء، حيث اعتقدوا أنها تتبنى مواقف ذكورية نموذجية تجاه المرأة، مثل استعبادها ويتجلى ذلك من خلال النماذج النمطية لمعاملة المرأة وبعض الأعراف الجنسية التي يتم تجسيدها في الأعمال السريالية..
كانت «Xavière Gauthier» أحد أبرز الناقدات في النقد النسوي للسريالية، ألهم كتابها ( Surréalisme et sexualité» (1971 – السرياليَّة والجنس» المزيد من الفروع المعرفية المهتمة بقضية تهميش المرأة ضمن «الحركات الطليعية – avant-garde».
وهي الحركات الرائدة والناشئة في فروع العلوم والأدب.
-
النقد الفرويدي للسرياليَّة (الجانب النفسي)
بدأ فرويد نقده التحليلي النفسي للسريالية بـ تصريحه أن أكثر ما لفت نظره للسرياليين -على عكس المتعارف عليه- هو دراسة عقلهم الواعي، وليس اللاواعي، حيث كان يرى أن مظاهر وتجارب التلقائية الروحية المتحررة التي أبرزها السورياليون باعتبارها وسيلة لتحرير اللاوعي كانت مُنظَّمة للغاية وخاضعة لرقابة الـ «أنا-Ego» على غرار رقابة الأحلام الخاضعة لنشاط الأنا؛ ومن ثمَّ إنه من الخطأ من حيث المبدأ اعتبار الأعمال والكتابات والرسومات السريالية كـ تعبير عن ما يعتمل داخل اللاوعي، لأنها في الواقع مُحددة ومُنفَّذة من قِبَل الـ «أنا – ego»، فربما كان السرياليون ينتجون أعمالًا عظيمة، لكنها كانت نتاج العقل الواعي وليس العقل اللاواعي، وخدعوا أنفسهم فيما يتعلق بما كانوا يفعلونه مع اللاوعي.
وفي أصول التحليل النفسي، لا يعبر اللاوعي عن نفسه تلقائيًا، بل يمكن اكتشافه فقط من خلال تحليل مظاهر المقاومة والتغيرات المُتضمنة في عملية التحليل النفسي. (4)
لطالما كانت السرياليَّة دعوة لمغامرات نفسيَّة وفنيَّة ومحاولات لاكتشاف ظُلمات النفس؛ وروَّادُها ممن يعتقدون أنه لا يكفي أن يقتصر الإنسان على الواقع الذي يُدركه المنطق فقط؛ وإنما يرون في النفس الإنسانيَّة أغوارًا لا يُفسِّرها المنطق أو القواعد العقليَّة.. وإذا كان العقل البشريّ قد فهم الطِّب، وأقام الهندسة، واكتشف قوانين الطبيعة، وفسَّر كيمياء الكون، فما بالك بتعقيدات خلجاتِ النفس البشريَّة التي عجزت أدهى العقول عن فهمِها إلى يومنا هذا!
إعداد: هبة خميس.
مُراجعة علميّة: آلاء مرزوق.
تحرير: زياد الشامي.
المصادر:-
[1]: What is Surrealism in Literature? – Definition, Characteristics & Examples – Video Lesson Transcript | Study.com [Internet]. [cited 2018 Jun 9]. Available from:
https://bit.ly/2sJtojo
[2]: British Surrealism | British art and literature | Britannica.com [Internet]. [cited 2018 Jun 9]. Available from:
https://bit.ly/2JqLRLR
[3]: Surrealism in English and American Literature | Headphone Reviews and Discussion – Head-Fi.org [Internet]. [cited 2018 Jun 9]. Available from:
https://bit.ly/2HzvrLv
[4]: Criticism of Surrealism – The Art and Popular Culture Encyclopedia [Internet]. [cited 2018 Jun 28]. Available from:
https://bit.ly/2yOZC2d