السيلان قد يصبح مقاوِمًا لكل المضادات الحيوية أسرع مما نتوقع

ResistanceOfGonorrhea

أظهرت مجموعة من الحالات في هاواي مقاوَمةً لنوعي العقاقير المستخدميْن في علاج السيلان

 

كان الخبراء قد أعربوا منذ فترة عن خوفهم من قُرب زوال فاعلية آخر علاج ناجح لشفاء عدوى السيلان. ومؤخرًا كشَفَ بعض الخبراء (يوم الأربعاء 21-9-2016) أنّ الوقت المتبقي قد يكون أقلّ مما كنّا نظنّ من قبل.

فقد أعلن العلماء في مراكز مكافحة الأمراض واتقائها وقسم الصحة في هاواي (ولاية أمريكية) عن مجموعة من حالات الإصابة بالسيلان في الولاية، التي أظهرت فيها بكتيريا النيسرية البنية (Neisseria gonorrhoeae) مستوىً عاليًا من المقاومة لأحد عقاقير العلاج، وهو عقار (azithromycin)، بالإضافة لضَعف الحساسية للعقار الثاني وهو (ceftriaxone).

ويُستخدم العقاران الآن معًا، وهي خطوة يأمل العلماء منها إبطاء زحف البكتيريا العنيد حتى في وجود المضادات الحيوية. وقد كان هناك بالفعل مؤشراتٌ على أنّ البكتيريا التي قهرت العديد من المضادات الحيوية، بدأت بالفعل في التملُّص وتجنُّب العقارين المذكورين أيضًا. فمنذ 2005 كان هناك أربع حالاتٍ مُسجّلة، حيث أَظهرت بكتيريا النيسرية البنية في كل حالةٍ حساسيةً ضعيفةً لكلٍ من العقارين؛ ولكنْ تُعد هذه المرة الأولى التي تظهر فيها مجموعةٌ كبيرة من مثل هذه الحالات في الولايات المتحدة.

ويقول الدكتور (Jonathan Mermin) مدير مركز مكافحة أمراض الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي والأمراض المنقولة جنسيًا والسُل والوقاية منها: «إنّ آخر خط دفاع لنا ضد السيلان يضعُف. وإذا استمرت المقاومة في الزيادة والانتشار، سيفشل العلاج الحالي في نهاية الأمر ويُصبح أكثر من 800,000 أمريكيٍّ مُعرّضين سنويًا لخطر السيلان الذي لا يُمكن علاجه».

السيلان غير المعالَج قد يُسبّب ألمًا مزمنًا في الحوض وعُقمًا وحدوث حمل خارج الرحم؛ الحمل الذي تبدأ فيه البويضة المُخصَّبة بالنمو في قناة فالوب وليس في الرحم نفسه، وهو ما يُهدد حياة الشخص المُصاب.

الحالات التي تم وصفها عن طريق الدكتور (Alan Katz) من مجلس الصحة بولاية هاواي تتضمن ستة رجال وامرأةً واحدة، ولكنّ العدد بدون شك أكثر من ذلك؛ لأنّ هؤلاء الستة لم يُمارسوا الجنس مع بعضهم البعض، وهذا معناه انتقال العدوى إليهم بواسطة أشخاص آخرين. يقول (Katz) أن هؤلاء السبعة بلّغوا عن ثمانية شركاء جنسيّين في الإجمال؛ أربعة فقط من هؤلاء الثمانية وافقوا على الخضوع للاختبارات، ولكنْ لم يكن أيٌّ منهم مُصابًا. يقول (Katz) أن تحليلات التسلسلات الجينية للفيروسات أَظهرت أنها كانت مترابطةً بشكلٍ كبير.

وقد تم علاج الأشخاص السبعة كلِّهم من العدوى، ولكن يبدو أنها فقط مسألة وقت حتى يحدث فشل العلاج. في وقت لاحق من هذا العام أعلن أطباء بريطانيون أنّ رجلًا مُصابًا بالسيلان لم يتم شفاؤه بواسطة (الكورس) الأول من المضادات الحيوية، رغم أنّ العلاج المُتابَع الذي استمر لثلاثة أشهر لاحقة قَمَع العدوى بالفعل.

إذا فشل هذا المزيج من العقارين؛ فإنه لا يوجد خيارُ علاجٍ آخر موجود حاليًا. العديد من المضادات الحيوية التجريبية ما زالت تحت التطوير وقد أظهر أحدُهم فاعليةً في المرحلة الثانية من التجارب، ولكنه يبدو بعيدًا جدًا بسنين عدة عن غزو الأسواق.

__________________________________________________

تم نشر هذا المقال بعد موافقة (STAT)

المصدر: https://goo.gl/24Xcja

ترجمة: أحمد شلبي

تصميم: Reham Hafez

مراجعة: عمر المختار

تحرير: ندى المليجي

 

 

 

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي