السيليكا جيل

silica-gel1

هل لفت نظرك من قبل المغلفات البيضاء الصغيرة الموجودة في الأحذية والحقائب الجديدة؟ حسنًا. هل تعرف ما هي؟ هل سألت نفسك ما بداخلها؟ أو لماذا توجد في هذه الأشياء الجديدة من الأساس؟

 

حسنًا فلنفتح هذه العبوة الصغيرة لنعرف ما بالداخل، إنها حبيبات صغيرة كروية مسامية شفافة عديمة الرائحة، وهي شكل من أشكال ثاني أكسيد السيليكون، الصيغة الكيميائية لها SiO2، صُنًّعت من سيليكات الصوديوم، تُسمى بالسيليكا جيل؛ السليكا جيل أكثر صلابة من صور السيليكا الهلامية المنزلية المعروفة كالجيلاتين، هو معدن طبيعي يتم تنقيته ومعالجته وتحويله إلى حبيبات أو خرز، متوسط حجم المسام لديه 2.4 نانومتر.

 

حسنًا. الآن تعرفنا على هوية هذه الحبيبات الصغيرة الموجودة بالداخل، حسنًا هل ترى شيئًا مكتوبًا على الكيس من الخارج؟ نعم. «لا ترميها-don’t throw these away»، لماذا يجب علينا الإحتفاظ بهذا الشيء؟ أي أن السؤال الذي سيظهر حالما تراها في حقيبتك أو في صندوق حذائك الجديد، لماذا توجد هذه الأشياء هنا أو ما الفائدة منها؟ وفي أي المنتجات نجدها؟

 

السيليكا جيل مادة مُجَفِّفة – تعمل على امتصاص بخار الماء – توجد في المنتجات الجلدية وبعض الأطعمة لأنها تعمل على منع الرطوبة وتحد من وجود العفن ولا سيما التلف، توجد في الأجهزة الإلكترونية لأنها تمنع التكثيف، الذي يؤدي إلى تلف الجهاز؛ توجد السيليكا جيل في أي شيء يتأثر بالرطوبة.

 

قلنا أن السيليكا جيل توجد في الأطعمة! حسنًا لابد من التعرف على خصائص هذه المادة لكي نطمئن ما إن كانت مؤذية أم لا؟ السيليكا جيل صورة من الصور الطبيعية لمركب ثاني أكسيد السيليكون، المعروف بالشكل الحُبَيْبي كالرمل أو الكريستالي كالكوارتز، و تتميز بنفاذية عالية مما يجعلها تمتص ما يصل إلى 40% من وزنها ماء (رطوبة)، وبمجرد ما تتشبع بالرطوبة يمكنك تفريغها بالتسخين إلى درجة 150 درجة مئوية ثم تعيد استخدامها ثانيًة، وعلى هذا فالسؤال الهام هنا، ماذا يحدث إذا أكلت السيليكا جيل؟ لا شيء.

 

يتم تحضير السيليكا جيل عن طريق تحميض محلول مائي من سيليكات الصوديوم لإنتاج راسب هلامي ثم يتم غسله، ثم يتم تجفيفه لإنتاج السيليكا جيل عديمة اللون.

 

السيليكا جيل ثلاثة أنواع، النوع الأول الكريات فيه واضحة حيث أن قطر المسام حوالي 2.5 نانومتر تقريبًا، النوع الثاني فيه الكريات بيضاء شفافة وقطر المسام فيه يتراوح بين 4.5 – 7 نانومتر، أما النوع الثالث فهي كريات شفافة، بنية مسامية دقيقة.

 

كان بداية استخدام السيليكا جيل في عام1640 م، حيث تم استخدامها في الحرب العالمية الأولى من أجل امتصاص الأبخرة والغازات في أقنعة الغازات، كان ذلك بعد براءة اختراع التوجيه الإصطناعي لصناعة السيليكا جيل التي كتبها أستاذ الكيمياء  «والتر باتريك» في جامعة هوبكنز في عام 1918؛ في الحرب العالمية الثانية، كانت السيليكا جيل لا غنى عنها في المجهود الحربي للحفاظ على تكسير كيميائي حفاز لإنتاج أوكتان عالي الجازولين، وكحافز لتصنيع البوتادين من الإيثانول.

 

هل لاحظت شيئًا آخر مكتوبًا على الكيس غير « لا ترميها»؟ نعم، هناك تحذير آخر وهو «لا تأكلها»!؛ تحذير غريب وبالأخص لأننا ذكرنا أنها مادة غير سامة، بالإضافة إلى أنه هل هناك من يريد أكلها؟

 

نعم. هذا لأن هناك عدد مهول من الناس – وخصوصًا الأطفال – الذين اعتقدوا أنها للأكل، في عام 2009، تم الإعلان من قِبَل الجمعية الأمريكية لمراكز مكافحة السموم أن هناك حوالي 38000 شخص قد أكلوا هذه المجففات، 34000 منهم كانوا تحت سن السادسة؛ على أي حال، هي ليست مؤذية ولكن إذا تم تناولها بكم كبير سوف تسبب مشاكل خصوصًا للأطفال ولكبار السن، لذا وجب التحذير.

 

المصادر:

 

إعداد: Amira Esmail

مراجعة:Esraa Adel

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي