إن الأفراد العصابيين، السلبيين هُم أشخاص أخطر خلف عجلة القيادة.
هكذا يرى (لارى ديفيد- Larry David ) أو (جورج كوستانزا – George Costanza)طبقًا لبحث جديد من الأكاديمية الصينية للعلوم فى بكين
هذا البحث المذكور وجد ارتباطًا بين الشخصيات الغاضبة أو العصابية، والأفعال العدوانية وبين زيادة وقوع حوادث تصادُم السيارات.
ولكن القليل من البحث حَقق لمعرفة لماذا تحدث هذه الحالة تحديدًا ؟ للإجابة على هذا السؤال قام عالم النفس (جينج شاي – Jing Chai) وزملائه بفحص أدمغة وتصرفات مجموعة من السائقين الخطيرين لهم سوابق في المخالفات المرورية وحوادث التصادم.
وقال الباحثون: «وُجِدَ أن السائقين الخطيرين يملكون سِمات وطبائع من الغضب والتوتر بنسبة أعلى، ولكن لا يوجد دراسة اكتشفت اذا ما كان السائقون الخطيرون يختلفون عن السائقين العاديين فى التعاطي مع المعلومات أو التأثيرات الانفعالية» وأكَّدوا ايضًا: «أن اكتشاف العلاقة بين القيادة الخطرة و التعامُل مع التأثيرات العاطفية سيساعدنا على فَهم العمليات الإدراكية لدى هؤلاء السائقون»
تفسيرنا لكَون الأشخاص العصابيين أخطر من غيرهم كسائقين يمكن أن يكون بسبب امتلاكهم نَزعة إدراكية قوية فى الطريقة التي يتعاطون بها مع المعلومات أو التأثيرات العاطفية، فالأشخاص الذين يمتلكون نَزعة سلبية قوية يتفاعلون مع المواقف أو ردود الافعال السلبية بشكل أكثر حِدة، هذه النَزعَة توثِّر أيضًا على طريقة تفسير الناس للأحداث و التفاعلات الاجتماعية
و كما ظهر في دراسة أجراها (ماركوس مونافو- Marcus Munafò ) و (إيان بينتوت – Ian Penton-Voak) عام 2013 فى جامعة بريستول، أن الاشخاص الذين يملكون نَزعَة سلبية قوية يميلون إلى ترجمة تعابير الوجه الغامضة و المُبهمة على أنها عدائية أو غاضبة.
جينج شاي و زُملائه افترضوا أن النَزعَة السلبية القوية يمكنها أن تؤثِّر على تصرفات الناس أثناء القيادة؛ ففي الوقت الذي لا يُعير فيه شخصٌ عادى أى إهتمام لسيارة أخرى غيَّرت مسارها بشكل مُفاجىء فى طريق ضيّق، فإن شخصًا آخر يميل إلى الإدراك السلبي قد يفترض أن السائق الآخر فى تلك السيارة فعل ذلك لقطع طريقه عمدًا.
لإختبار نظريتهم، قام فريق البحث بتطويع مجموعتين من السائقين منهم 15 سائق سيء، لديهم على الأقل 6 انتهاكات مرورية فى سجلاتهم، ومجموعة أخرى من 23 سائق مُطيع للقانون، ليس لديهم تاريخ طويل في المُخالفات المرورية .
قام السائقون من كلا المجموعتين بالدخول إلى المعمل والإجابة على أسئلة فى دراسة استقصائية حول تصرفاتهم أثناء القيادة، عدد الأميال التى يقودونها اسبوعيًا، نِقاط الجزاء والغرامات التي حصلوا عليها العام الفائت، و أى حوادث تصادُم خلال السنوات الثلاثة الأخيرة.
لباقي التجربة تم تزويد المشتركين بقبعات خاصة لقياس التخطيط الكهربي للدماغ(EEG caps) ، ليتمكَّن الباحثون من مراقبة ردود أفعالهم على المستوى العصبي، ثم عُرِض على المشتركين سلسلة من الصور بعضها سلبي وبعضها مُحايد، مُحددة بحافة لونها أحمر أو أزرق.
الصور المُحايدة كانت تحتوي على أشياء مثل كراسي أو مكاتب، والصور التي تتضمَّن مُحتوى انفعالي سلبي كانت تعرض مشاهد مثل ثعبان مُهاجم أو طفل جريح.
طُلِبَ من المشتركين أن يتجاهلوا محتوى تلك الصور، وأن تعتمد تاستجاباتهم فقط على لون الحواف لكل صورة عن طريق الضغط على أحد أزرار لوحة المفاتيح الذي يُمثِّل اللون الأحمر، وزر آخر يُمثِّل اللون الأزرق.
أظهرت النتائج فروقًا بارِزة بين المجموعتين على المستوى السلوكي والعصبي:
السائقون الخطيرون استغرقوا وقتاً أطول في تصنيف الصورة مُقارنةً بمجموعة السائقين العاديين، مما يدل على أن السائقين الخطيرين أكثر حساسية في عملية معالجة المعلومات السلبية .
و قد قدَّمت نتائج التخطيط الكهربي للدماغ المزيد من الأدلة على وجود اختلافات في المُعالجة الانفعالية بين المجموعتين.
هذا التبايُن يوحي بأن السائقين الخطيرين هم أكثر صعوبة في الانضباط أمام المُثيرات السلبية مُقارنةً بالسائقين العاديين .
و ختم الباحثون : «من المثير للاهتمام أن علاقة قوية بين النَزعَة السلبية و عدد حوادث التصادم خلال الثلاث سنوات الماضية قد وُجِدَت أيضًا. فالأشخاص الذين يملكون نَزعة قوية قد تورَّطوا في عدد أكبر من حوادث التصادم مُقارنةً بالأشخاص أصحاب النزعَة الضعيفة».
ترجمة وتصميم: Yomna Akram
مراجعة: FaTma IsmAil
المصدرhttp://sc.egyres.com/jQ6Ix
#الباحثون_المصريون