بالرغم من أن نظرية الإنجراف القارّي لـ «ألفريد فينغر – Alfred Wegener» قد فشلت في إعطاء التفسير المُقنع للأسباب التي أدت إلى حدوث حركة القارات، إلاّ أن نظرية «الصفائح أو الألواح التكتونية – Plate Tectonic» قدمت تفسيرًا مقبولًا لحركة القارات وذلك من خلال فرضيتين هما:-
– وجود «الوشاح الأرضي – Mantle».
– وجود الغلاف الصخري الذي يرتكز على غلاف «الأثينوسيفر- Asthenosphere » وهو الجزء العلوي من «الوشاح الأرضي – Mantle»، بحيث يمكن للغلاف الصخري التحرك عليه ببطء شديد.
وينقسم الغلاف الصخري إلى عدة ألواح، ويمكن تمييز 6 ألواح كُبرى كالتالي:-
1- اللّوح الأمريكي: يشمل القارتين الأمريكتين مع جزء من قشرة المحيط الأطلنطي حتى حوافه الوسطى.
2- اللّوح الإفريقي: ويشمل كل القارة الأفريقية حتى الحافة الوسطى للمحيط الأطلسي، ونحو نصف المحيط الهندي الغربي.
3- اللّوح الأوارسي: ويمتد بين الحافة الوسطى للمحيط الأطلسي غربًا، والبحر المتوسط وسلسلة الجبال الإلتوائية الحديثة جنوبًا؛ لتنتهي في المحيط الهادي.
4- القارة الجنوبية أنتاركاتيكا: وتشتمل على كتلة صخور القارة القطبية الجنوبية، وتضم القارة مع الأطراف الجنوبية لكلٍ من المحيط الهادي والأطلسي والهندي.
- اللّوح الهندي: يشمل الهند وجزء من المحيط الهندي.
- اللّوح الهادي: ويقبع فوقه المحيط الهادي.
* أسباب حركة الصفائح التكتونية:-
يرى علماء الجيولوجيا أن تيارات الحِمْل الدورانية؛ هي المصدر التي تعتمد عليه نظرية الصفائح التكتونية في تفسير حركة القارات ونموها، وتكوين الجبال وأحواض الترسيب.
فتنشأ تيارات الحمل في منطقة «الأثينوسفير» المرنة نتيجة حدوث تغيُّر في درجة الحرارة في باطن الأرض؛ مما يؤدي ذلك إلى وجود تلك التيارات في هيئة خلايا دائرية تعمل على دفع المادة المنصهرة إلى السطح مُكونة جزرًا بركانية مثل «جُزر هاواي» التي تقع في وسط المحيط الهادي.
* حركة الألواح التكتونية:-
تتحرك القارات حركات متعددة، متسببة في وقوع وإنشاء العديد من التضاريس على سطح الأرض، وتلك الأنواع هي:-
الحركة التقاربية – Convergent :
الحدود المتقاربة المدمرة أو الحدود النشطة، وتحدث عندما تنزلق صفيحتان تجاه بعضهما البعض، وتشكلان «منطقة إندساس- Subduction Zone» إذا تحركت صفيحة لتنزلق تحت الأخرى، أو تُشكّل تصادم قارّي.
في بعض مناطق الإندساس ما بين القارات مثل مناطق غرب أمريكا الجنوبية، إنزلق الغلاف الصخري المحيطي الأكثر كثافة أسفل أطراف القارة الأقل كثافة، فتكوّنت مناطق زلزالية في مناطق الإندساس، وذابت الصفيحة المنزلقة جزئيًا؛ مُكوّنة صهارة تصعد إلى السطح في صورة براكين قارّية.
وفي بعض مناطق الإندساس الأخرى مثل جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية؛ إنزلقت القشرة الأرضية الأقدم والأبرد والأكثر كثافة؛ أسفل القشرة الأرضية الأقل كثافة، مما تسبب ذلك في تكوّن زلازل وخنادق قَوْسية الشكل وعميقة.
ثم بعد ذلك؛ ارتفعت حرارة السطح العلوي للصفيحة المندسة، وصعدت صهارة إلى السطح مكونة سلاسل لجُزر بركانية تسمى «قوس الجُزر» مثل اليابان، وأندونيسا، والفيلبين. أما الخنادق البحرية العميقة؛ فتكونت عادةً مصحوبة بمناطق إندساس.
تحتوي الألواح المنزلقة على العديد من المعادن المائية، والتي تفقد عنصر الماء فيها بالتسخين؛ مما يتسبب ذلك في حدوث براكين. أيضًا قد تنغلق تلك الأحواض المحيطية في المناطق الحدودية بين القارات مثل «جبال الهيمالايا، وجبال الألب» التي تكوّنت من تصادم الأغلفة الصخرية القارية الجرانيتية التي لا يمكنها الإندساس تحت بعضها البعض، مما تسبب ذلك في انضغاط أطراف الصفائح وانطوائها لتتكون تلك الجبال.
الحركة التباعديةDivergent – :
الحدود المتباعدة أو البنّاءة تحدث في قيعان المحيطات. وعند انفصال القارات؛ تصعد الماجما (الصهارة) من الوشاح الأرضي إلى السطح دافعة بذلك صفيحتين أو أكثر عن بعضهما البعض، مكوّنة بذلك الجبال والبراكين في نفس الوقت.
ومن أشهر سلسلة الجبال التي تكوّنت نتيجة حركة تباعدية في المحيط؛ هي سلسلة الجبال في وسط المحيط (Mid-ocean ridge) الذي يربط محيطات العالم كافة، مما يجعلها أطول سلسة جبال في العالم. أما على السطح؛ فتوجد الأحواض العملاقة مثل «الوادي المُتصدع الكبير» في أفريقيا.
الحركة الإنزلاقية – Transform :
الحركة الإنزلاقية أو الإحتكاكية: أي أن الألواح تُغيّر أماكنها بالنسبة لبعضها البعض عن طريق إحتكاك حوافها. وأهم التضاريس التي نتجت عن الحركة الإنزلاقية هو «صدع سان أندرياس» في ولاية كاليفورنيا.
مصدر:-
http://science.nationalgeographic.com/science/earth/the-dynamic-earth/plate-tectonics-article/
https://en.wikipedia.org/wiki/Plate_tectonics
إعداد وترجمة: Zahraa Abo Eleneen
مراجعة علمية ولُــغوية: Mai Elsayed
تصميم: Mohamed Qamar-eddine
#الباحثون_المصريون