بالرغم من إصدار قرار في فبراير الماضي يمنع بشكل دائم تجارة الحيوانات البريّة واستهلاكها في التغذية؛ إلّا أن الحكومة الصينيّة رشّحت علاج تان ري قينج (Tan Re Qing) لعلاج الحالات الحرجة المصابة بفيروس كورونا المُستجد أو المعروف علميًّا بكوفيد- 19 (COVID-19). هذا العلاج عبارة عن حقن تحتوي على العصارة الصفراوية للدب. ويُعَدّ واحدًا من ضمن قائمة العلاجات المُقترحة لعلاج فيروس كورونا المٌستجد، التي نُشِرت بتاريخ 4 مارس من قِبَل اللجنة الوطنية للصحة في الصين. لاقى هذا الاقتراح جدلًا كبيرًا وسط المدافعين عن الحياة البرية، كما وصفوه بالتناقض؛ حيث اتُّخِذ قرار بمنع تجارة الحيوانات البريّة لأجل الغذاء من ناحية، ثم السماح بتجارة أعضائها من ناحية أخرى.
العلاج باستخدام العصارة الصفراويّة للدببة
العصارة الصفراوية هو سائل يفرزه الكبد ثم يُخزّن في المرارة. استُخدمت العصارة الصفراوية للدببة بما في ذلك الدببة السوداء الآسيوية والدببة البنية، منذ القرن الثامن على الأقل، كعلاج تقليدي في الصين. حيث إنها تحتوي على كميات عالية من حمض الأورسو ديوكسي كوليك (Ursodeoxycholic acid)، الذي أُثبتت فاعليته في المساعدة على إذابة حصوات المرارة، وعلاج أمراض الكبد. كما أنه متاح منذ عقود كدواء اصطناعي على مستوى العالم.
العصارة الصفراويّة للدببة وفيروس كورونا المُستجد
أقرّت منظمة الصحة العالميّة بأنه لا يوجد علاج مباشر لفيروس كورونا المُستجد حتى الآن. إلّا أن بعض الأدوية تُستَخدم لعلاج الأعراض المصاحبة للمرض، مثل: مسكنات الألم وشراب السعال.
يستخدم الطب الصيني التقليدي عادةً دواء تان ري قينج لعلاج التهاب الشعب الهوائية، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي. درس كليفورد ستير (Clifford Steer) -الأستاذ بجامعة منيسوتا بمينيابولس- الفوائد الطبية لحمض الأورسو ديوكسي كوليك. وقال أنه لا يعرف دليلًا مؤكدًا لقدرة الحمض على علاج فيروس كورونا المُستجد، لكن أشار إلى قدرته على إبقاء الخلايا حية كما يمكن أن يخفف من أعراض المرض؛ لما له من خصائص مضادة للالتهابات والقدرة على تحسين الاستجابة المناعيّة.
أثر تفعيل العلاج على الحياة البريّة
يُعدّ قانون الحياة البرية للصين، الذي وضِع عام 1989، الحيوانات البريّة مورد يمكن استخدامه من قِبَل البشر لأجل مصالحهم. وقد عُدِل القانون عام 2016؛ ليعطي صلاحيات أكبر بشأن تجارة الحيوانات البريّة، واستخدامها في الطب الصيني التقليدي. وفقًا لهذا القانون، فإن استخلاص العصارة الصفراوية من الدببة يُعدّ شرعي بالنسبة إلى الدببة الأسيرة في الصين فقط. بينما هو محظور بالنسبة إلى الدببة البرية، وكذلك هو الحال مع استيراد العصارة الصفراء للدببة من دول أخرى.
أعرَب المهتمون بالحياة البرية عن قلقهم بشأن هذا العلاج المُقترح؛ حيث يرون أنه قد يزيد من حجم التجارة غير القانونية في منتجات الحياة البرية، ويبرر إساءة معاملة الحيوانات. كما أنه وفقًا للمؤسسة الآسيوية لرعاية الحيوان، فإن جميع الطرق لاستخلاص الصفراء من الدببة مؤذية، وتسبب ألمًا شديدًا، وعدوى.
تأثير العلاج بالعصارة الصفراويّة للدببة على الإنسان
تتسم المزارع الخاصة باستخلاص العصارة الصفراوية من الدببة بالإهمال، وانتشار الأمراض. ومن الممكن أن يتعرض المستهلكون لخطر تناول الصفراء من الدببة المريضة، التي قد تكون ملوّثة بالدم، والبراز، والصديد، والبول، والبكتيريا.
يقول أرون وايت (Aron White)، أحد أعضاء وكالة التحقيقات البيئيّة:
«بشكلٍ عام، تتعرض جميع مزارع الحياة البرية لمخاطر صحيّة، أيًا كانت غاية استخدام الحيوانات لأجل اللحوم أو الطب التقليدي. وتكمُن المخاطر في كيفية ذبح الحيوانات، وجمعها، وتخزينها، ومعالجتها، واستهلاكها»
أما عن البروفيسور كليفورد ستير فقد قال:
«عندما يكون الأمر متعلّقًا بفيروس كورونا، فإن شغل العالم الشاغل هو تصنيع لقاح للقضاء على الفيروس وحماية الناس»
المصدر:
