العلاج الإشعاعي

Template-August-2017

منذ بِدء إستخدام علم الاشعة والطاقة النووية في الطب، بدأت  ثورة هائلة، وفتحت بابًا جديدًا في عالم الطب، يهدف إلي علاج أفضل، وتشخيصات أدق، والوقاية من الامراض. بَدأ استخدام الإشعاع في الطب منذ ما يَقرب من قرن، أما الطب النووي فقد بدأ منذ ما يقرب 50 عاماً، اليوم حوالى ثلث الإجراءات الطبية في المستشفيات تحتوي على مواد لها نشاط إشعاعي. العلاج الإشعاعي ثبت انه آمن ولا يسبب آلام ولا يتطلب تخدير، كما أنه اكثر فاعلية من العلاج التقليدي,.يدخل العلاج بالمواد الإشعاعية في كثير من نواحي الطب، بدايةً من طب الأطفال و أمراض القلب إلى الطب النفسي ومحاربة السرطان.

 

النظائر المشعة هي جزء أساسي من إجراءات التشخيص الطبي، بالإشتراك مع أجهزة التصوير التي تُسجل أشعة جاما المنبعثة من الداخل؛ بذلك يمكن أن تدرس العمليات الحيوية التي تجري في أجزاء مختلفة من الجسم. العناصر التى تُستخدم في العلاج الإشعاعي غالبًا ما تكون سريعة الانحلال، ومرتبطة بالمركبات الكيميائية التى تدخل في العمليات الفسيولوجية التى يتم فحصها. يتم أخذ هذه العقاقير الإشعاعية عن الطريق الفم أو الحقن او الاستنشاق.

في الطب النووى يقوم المتخصصون الطبيون بِحقن كمية صغيرة من النظائر المشعة في جسم المريض، ثم يقوم العضو المستهدف داخل المريض بامتصاص هذا النظير؛ مما يسمح لبعض الكاميرات المعينة أن تلتقط صوراً تحتوي على تفاصيل لكيفية عمل هذا، العضو هذة التقنية تسمي  التصوير الإشعاعي. وهي تعتمد على تصوير فوتونات منفردة من أشعة جاما عن طريق (كاميرا جاما – gamma camera)، تقوم الكاميرا بتكوين صورة من خلال النقاط (فوتونات أشعة جاما)، هذه الصورة المتكونة بالكاميرا يتم تعزيزها بالكمبيوتر ومن ثم عرضها على الشاشة لتحديد الجزء الغير طبيعي من العضو المصور. هذة التقنية لها كثير من الإستخدامات مثل :

1- تصوير عملية ضح الدم من عضلة القلب، ورسم خرائط عن تدفق الدم الى القلب؛ وهذا يتيج للطبيب معرفة هل المريض يعانى من أمراض القلب أو لا، ومن ثم تحديد افضل علاج.

2- فحص العظام باستخدام النظائر المشعة يتيح معرفة انتشار السرطان في العظام من 6 الى 18 شهرًا قبل الأشعة السينية.

3- فحص الكِلية بالنظائر المشعة أفضل من الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية في تحديد وظيفة الكِلية كاملة.

4- تصوير بنظير (التكنيتيوم-99- technetium-99) يتيح معرفة إلتهابات العظام في مراحله الأولى.

 

كل عضو في أجسادنا يعمل بشكل مختلف -عن وجهة نظر كيميائية، وقد حدد الأطباء والكيميائيون عددًا من المواد الكيميائية التي تمتصها أعضاء معينة. فعلى سبيل المثال، الغدة الدرقية تحتاج إلى اليود، أما الدماغ يحتاج الجلوكوز، وبفضل معرفة ذلك؛ يمكن للأخصائيين وضع نظائر مشعة داخل المركبات البيولوجية التي تدخل في العمليات الفسيولوجية. وعندما يدخل نظير مشع داخل الجسم فإنه يدخل في العمليات البيولوجية بصورة عادية، ثم يتم إفرازه كذلك بصورة طبيعية. النظائر التى يتم استخدامها في التشخيص يجب أن ينبعث منها أشعة جاما لها طاقة كافية للخروج من الجسم، كما يجب أن يكون لها انحلال قصير الأجل حتى تخرج من الجسم بعد إجراء التصوير مباشراً.

كمية العلاج الإشعاعي الذى يُعطَى للمريض يكون كافي فقط لأخذ المعلومات المطلوبة قبل أن ينحل، كما أن الجرعة الإشعاعية التى يتم أخذها غير مهمة طبيًا لأنها لا تؤثر على المريض أثناء الاختبار أو بعده . هذه المواد لها طبيعة غير منتشرة في الجسم (أى انها لا تَسري في الجسم)، بالإضافة إلى أنها تُراقَب بواسطة جهاز يعمل خارج الجسم؛ أدي ذلك إلى جعل هذة التقنية من أفضل التقنيات التى تستخدم  في التشخيص.

أكثر النظائر المشعة المستخدمة في الطب هو التكنيتيوم99، وهو نظير صناعي لعنصر التكشنتيوم، يتم استخدامه بنسبة تصل إلى 80 % في الفحصوصات الإشعاعية، لأن له خواص مثالية في إجراء الفحوصات الطبية. له فترة عمر نصف قصيرة (6 ساعات) تكفي لإجراء الفحوصات الطبية ومن ثَم يتحلل دون أى تأثير على المريض.

 

وقال الدكتور سينثيا ماكولوج، أستاذ الفيزياء الإشعاعية في مؤسسة (مايو الطبية والبحثية – Mayo Clinic)، «إن التصوير المقطعي  وغيره من إجراءات التصوير الطبي قد ألغت إلى حد كبير الحاجة إلى الجراحة الاستكشافية، مما أدى إلى انخفاض مخاطر المضاعفات المرتبطة بالجراحة وتقليل الإقامة في المستشفيات».

 

استخدام الإشعاع في العلاج من السرطان

لوحظ أن النمو السرطاني حساس للتلف عند التعرض للإشعاع؛ لهذا السبب يمكن السيطرة على بعض النمو السرطاني أو القضاء عليها عن طريق (تشعيع – Irradiance) المنطقة التي تحتوي على النمو السرطاني ولهذا التشعيع طريقتان:

  • التشعيع الخارجي ويطلق عليه أحيانا (العلاج عن بعد)، ويستخدم كمصدر لأشعة جاما أو أشعة X، ويطلق عليها جراحة سكين جاما الإشعاعية. يتم علاج أكثر من 30000 مريض سنويًا بهذة الطريقة.
  • التشعيع الداخلى: ويتم عن طريق زراعة مصدر صغير للإشعاع في المنطقة المصابة، غالبًا ما يكون باعث لجاما او بيتا، فمثلا يتم زرع نظير اليود-131 لعلاج سرطان الغدة الدرقية، وربما ذلك هو النوع الأكثر نجاحًا في علاج السرطان. ويستخدم (نظير الارديوم – Iridium 192) لعلاج سرطان الرأس والثدي حيث  يتم إنتاج النظير المشع في شكل اسلاك ويتم إدخالها من خلال القسطرة إلى المنطقة المستهدفة.

كيف تحسنت الصحة الشخصية مع إدخال الإشعاع إلى الطب؟

  1. القيام بتشخيصات طبية دقيقة وآمنه في مراحل مبكرة من المرض وأكثر دقة من التشخيصات الطبية.
  2. يمكن استخدام العلاج النووي لعلاج بعض الامراض.
  3. يعالج عشرات الملايين من المرضى بالطب النووي كل عام.
  4. أكثر من 10000 مستشفى في جميع أنحاء العالم تستخدم النظائر المشعة في الطب.
  5. تستخدم المستشفيات أيضا الإشعاع لتعقيم الموادP مما يساعد على منع انتشار الأمراض. مع العلم أن تعريض هذه المواد للإشعاع لا يجعلها مُشعة بذاتها.
  6. ومن المتوقع أن ينمو معدل توظيف تقنية الطب النووي بنسبة 20 في المائة من عام 2012 إلى عام 2022، وهو معدل أسرع من متوسط جميع المِهن.

 إعداد: عبد العزيز محمد

مراجعة: Amira Esmail

المصادر

https://goo.gl/kAXRcP

https://goo.gl/qxTJIR

https://goo.gl/TRWxzu

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي