1.مقدمة:
العلاج بالإشعاع من أشهر العلاجات المستخدمة في علاج السرطان؛حيث يستخدم جسيمات أو موجات عالية الطاقة على سبيل المثال الأشعة السينية ,أشعة جاما,حزم الألكترون أو البروتون ؛حيث أن تلك الجسيمات أو الموجات تدمر الخلايا السرطانية.
قد يُعطى العلاج بالإشعاع منفردًا أو مع علاجات أخرى على سبيل المثال الجراحة أو العلاج بالكيماوي.فبعض العلاجات تعمل كمستشعرات للإشعاع أي تجعل الخلايا السرطانية أكثر حساسية للإشعاع وبالتالي يحدث تدمير للخلايا السرطانية بمجرد ضربها بالإشعاع.
2.كيف يعمل العلاج بالإشعاع:
يستخدم العلاج بالإشعاع أجهزة لضرب الخلايا بالإشعاع.فالأساس العلمي أو آلية عمل الإشعاع هي قتل الخلايا السرطانية.
فمعظم الخلايا الطبيعية في الجسم تنمو، وتنقسم لتكون خلايا جديدة,لكن الخلايا السرطانية تنمو، وتنقسم بسرعة أكبر من الخلايا الطبيعية.
فالإشعاع دوره هو إحداث كسور في الحمض النووي DNA) ) الخاص بالخلايا السرطانية فيمنعها من الانقسام، والنمو؛ وبالتالي يسبب موت الخلايا السرطانية. حيث يقوم الإشعاع بتحويل الماء الموجود في الخلايا إلى (شقوق حرة-free radicals),تلك الشقوق تتفاعل مع الحمض النووي فيحٌدث به كسور فيمنع الخلايا من النمو، والانقسام، على عكس العلاج الكيميائي، الذي يعرض الجسم كله للعقاقير المضادة للسرطان، على الجانب الآخر، العلاج الإشعاعي هو علاج محلي. فإنه يستهدف ويؤثر فقط على جزء من الجسم المراد علاجه. الهدف من العلاج الإشعاعي هو:تدمير خلايا السرطان، مع أقل قدر ممكن من الضرر للخلايا السليمةا لمجاورة.
3.أنواع الإشعاع المستخدم لعلاج السرطان:
الإشعاع المستخدم لعلاج السرطان يٌسمى بالإشعاع المؤيّن وسٌمي بالإشعاع المؤيّن لأنه؛ يكون أيونات داخل خلايا الأنسجة التي يمر بها الإشعاع. فالأيونات(جسيمات مشحونة بشحنة كهربية) ويتم تكوينها داخل الخلايا عن طريق نزع الإلكترونات من الذرات، والجزيئات,وبالتالي يمكن لهذه الأيونات قتل الخلايا أو تغيير الجينات، وبالتالي تتوقف الخلايا عن النمو، والانقسام,هناك أشعة غير مؤيّنة مثل موجات الراديو، والموجات الدقيقة، والضوء المرئي,فتلك الموجات ليست لديها الطاقة الكافية لتكوين أيونات؛وبالتالي الإشعاع المستخدم لعلاج السرطان هو الإشعاع المؤيّن.
الإشعاع المؤيّن ينقسم إلى نوعيين رئيسيين:
1-إشعاع الفوتون(مثل الأشعة السينية وأشعة جاما).
الفوتون هو شعاع عالي الطاقة من أكثر أنواع الإشعاع المستخدمةلعلاج السرطان.يُستخدَم في أجهزة مثل الأشعة السينية ,وأيضا يأتي من مصادر أخرى مثل العناصر المٌشعة مثل الكوبلت، والسيزيوم المٌشعيين أو من آلة تسمى بالمعجلات أو المٌسرعات الخطّية.
2-إشعاع الجسيم(مثل الإلكترون، والبروتون، والنيوترون، وأيونات الكربون، وجسيمات ألفا وجسيمات بيتا).
إشعاع الجسيم ذو طاقة أقل من إشعاع الفوتون، ولايستطيع الاختراق بعمق في الجسم ,لذا يٌستخدم لمعالجة سرطان الجلد بالإضافة إلى سرطان العقد أو الغدد اللمفاوية القريبة من السطح الخارجي للجسم.
حزم البروتون: تُستخدم لسرطانات معينة، وتستلزم أجهزة معينة، ولكنها ليست واسعة الاستخدام.
حزم النيوترون: تٌستخدم لسرطان الرقبة، والرأس، والبروستاتا,تساعد أيضًا مع أنواع الإشعاع الأخري التي لم تعمل بشكل جيد على الخلايا السرطانية.ولأن إشعاع النيوترون وهو: جزىء عديم الشحنة أشدٌ تدميرًا للخلايا السرطانية من إشعاع الفوتون فإن آثاره أشدٌ على الخلايا الطبيعية المحيطة بالخلايا السرطانية.
أيون الكربون:يقوم بدور المساعد في حالة عدم استجابة الخلايا السرطانية للأنواع الأخرى من الإشعاع حيث يٌسمى ب(مقاوم الإشعاع _Radioresistant).
يُسمى إشعاع أيون الكربون بالإشعاع الأيوني الثقيل؛لأنه يَستخدم جسيمات أثقل من البروتون، والنيوترون,الميزة في هذا الإشعاع أنه يمكن التعديل عليه ليكون أكثر تدميرًا للخلايا السرطانية,هذا النوع من الإشعاع متاحٌ فقط في مراكز قليلة في العالم.
جسيمات ألفا وبيتا: هي جسيمات تُنتَج عن طريق المواد أو العناصر المشعة، والتي من الممكن أن تٌحقن أو تٌؤخد عن طريق الفم أو توضع داخل الجسم, غالبًا تُستخدم في اختبارات التصوير، والمسح للكشف عن الأورام السرطانية.
4.أهداف العلاج بالإشعاع:
1-معالجة، وتقليص السرطان كمرحلةٍ مبكرة:
الإشعاع وحده كفيل بالقضاء على الأورام السرطانية تمامًا في تلك المرحلة المبكرة, وقد يُستخدم الإشعاع قبل الجراحة ويُسمى ب
(العلاج قبل الجراحة-Neoadjuvant therapy) لتقليص الورم السرطاني ,أو بعد إجراء جراحة الأورام السرطانية لمنع السرطان من الرجوع مرة ً ثانية ويسمى ب(العلاج المساعد-Adjuvant therapy).
2.لمنع السرطان من العودة لمكان آخر:
هناك أنواع من السرطان تنتشر إلى أماكن أخرى حتى وإن أظهرت أجهزة المسح مثل (التصوير المقطعي المحوسب –Ctscans)
و(تصوير الرنين المغناطيسي-MRI) أنه لايوجد سرطان,على سبيل المثال الأشخاص المصابون بسرطان الرئة,يجب أن يأخذوا
(إشعاع وقائي-preventive radiation) في الرأس لأن سرطان الرئة ينتشر إلى المخ,أحيانًا الإشعاع الوقائي من سرطان محتمل يُعطى في نفس الوقت مع الإشعاع الذي يعالج ورم موجود في الأساس, خاصًة المنطقة المراد حمايتها قريبة من الورم نفسه.
3-معالجة الأمراض التي سببها سرطان متطور:
أحيانًا يمكن أن ينتشر السرطان بعيدًا جدًا بحيث لايمكن الشفاء منه,ولكن بعض من تلك الأورام يمكن معالجتها بتقليص حجمها فقط،حتى يشعر الشخص بتحسن، فالإشعاع في هذه المرحلة يخفف فقط من الأعراض، ولا يعالجها مثل الآلام، ومشاكل البلع، والتنفس، وانسداد الأمعاء،والتي يسببها السرطان المتقدم.حيث هذا الإشعاع في هذه المرحلة (إشعاع مٌسكّن-Palliative radiation).
5.الأشخاص الذين يقومون بإعطاء العلاجات والجٌرع الإشعاعية :
1-(طبيب معالجة الأورام بالإشعاع-Radiation oncologist): هو طبيبٌ يعالج الأورام بالإشعاع، ويقرر إعطاء الجرعات الإشعاعية من عدمه.
2-(فيزيائي الإشعاع-Radiation physicist):يقوم بالتأكد أن أجهزة الإشعاع تعمل جيدًا,وتوصيل جرعة الإشعاع للمكان الصحيح كما حددها الطبيب.
3- (متخصص الجرعات_Dosimetrist): يقوم بحساب كمية الجرعات المطلوبة للعلاج,ويخضع تحت إشراف فيزيائي الإشعاع.
4-(فني الإشعاع_Radiation therapy technologist):يقوم بتشغيل أجهزة الإشعاع، ويقوم بتعديل موضع المريض لتلقي العلاج، ويخضع تحت إشراف أيضًا فيزيائي الإشعاع.
5- (ممرضة العلاج بالإشعاع-Radiation therapy nurse):تقوم بإعطائك معلومات عن العلاج، وتقوم بإرشادك إلى كيفية التعامل مع الآثار الجانبية.
إعداد: Mustafa Ibrahim
مراجعة علمية : Esraa Adel
مراجعة لغوية:Sara Hassan
تصميم:Sara Hassan
المصادر:
http://sc.egyres.com/Wiwgo
#الباحثون_المصريون
