كانت الحكومة الأمريكيّة مشغولةً منذ أربعة شهور بإنكار أن رذاذ الفلفل مادةٌ كيميائيّةٌ؛ حيث كانوا يستعملونه لتفريق التظاهرات. لقد بذلوا قصارى جهدهم للإشارة إلى أنه ليس مثل الغاز المسيل للدموع، وهو على الأقل صحيح تقنيًّا، ولكن هل هو حقًّا ليس مادة كيميائيّة. وما هو الغاز المسيل للدموع (المتهم الرئيسيّ)؟ وهل هو فعلًا غاز، وما هو تأثيره والإجراءات التى يجب إتباعها عند التعرُّض له؟
ما هو الغاز المُسيّل للدموع؟
الغاز المسيل للدموع ليس غازًا -أو على الأقل- المادة الفعالة فيه ليست كذلك. ما نشير إليه باسم الغاز المسيل للدموع هو عادةً مركب يسمى e 2-chlorobenzalmalononitrile، أو CS للاختصار. في درجة حرارة الغرفة، تكون تلك المادة صلبة بيضاء، وعادةً ما تكون متناثرة كجزيئات مجهريّة أو مُذابة في محلول ليُستعمل كرذاذ.
يختلف رذاذ الفلفل عن الغاز المسيل للدموع، حيث يحتوي على capsaicinoids، وهى مادة كيميائيّة مُستخرجة من الفلفل الحار.
طرق انتشار الغاز المسيل للدموع
الطريقة الأكثر شيوعًا التي ينتشر بها الغاز المسيل للدموع هي تعبئته في أسطوانات حارقة. تحتوي هذه الأسطوانات على:
– خليط بادئ، الذي يشمل الفحم الذي يبدأ في الاحتراق عندما تشتعل العلبة. كما يساعد عامل مؤكسد مثل نترات البوتاسيوم، والفحم على الاحتراق أسرع.
– خليط الدخان، الذى يحتوى على الماده الفعالة CS. كما يحتوي أيضًا على السكروز (نوع من السكريات) كوقود، وكلورات البوتاسيوم كعامل مُؤكسِد للحفاظ على استمرار التفاعُل. تتحوَّل كلورات البوتاسيوم إلى كلوريد البوتاسيوم أثناء تفاعله، مما يُزيد من الدخان الناتج. هذا الدخان يُفَرّق CS كسحابة من الجسيمات الدقيقة في المنطقة المحيطة.
يمكن استخدام CS أيضًا كرذاذ حيث تتم إذابته في مذيب مثل ميثيل ايزوبيوتيل كيتون. كما لا يمكن إذابته في الماء لأنه يتحلَّل إلى مركبات أخرى.
الآثار الجانبيّة للغاز المُسيّل للدموع
يسبب تهيُّج الأغشية المخاطيّة، بما في ذلك العيون والأنف والفم والجلد والجهاز التنفسيّ مما يمكن أن يؤدي إلى التهابٍ وصعوبة في التنفُّس. تستمرُّ التأثيرات عادةً لمدة 15-30 دقيقة بعد التَّعرُّض.
عادةً، لا تُوجد آثارٌ طويلة الأجل للتعرُّض للغاز المسيل للدموع. ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من حالات موجودة مُسبقًا تُؤثِّر على الجهاز التنفسيّ مثل الربو، هم أكثر تأثُّرًا عند التعرُّض إلى CS. كما أن التعرض لـ CS ليس جيدًا عندما نكون في وسط جائحة أمراض الجهاز التنفسيّ. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون أعراضُ التَّعرُّض إلى CS أكثر حِدة إذا تمَّ إطلاقها في منطقة مُغلقة بدلًا من الخارج.
إجراءات الوقاية عند التعرُّض للغاز المُسيّل للدموع
على الرغم من وجود مجموعة من الاقتراحات المنزليّة لعلاج التعرض للغاز المسيل للدموع، إلا إنه لا يُوجد ترياقٌ معروف. يُعتبر الماء العاديّ أكثر فعاليّة من الاقتراحات الأخرى كالحليب أو محلول بيكربونات الصوديوم.
إذا كنتَ مُعرَّضًا للغاز المسيل للدموع، فإن الشيء الرئيسيّ الذي عليك فعله هو:
- إزالة نفسك من التعرُّض. وهذا يعني الابتعاد عن المنطقة المُلوَّثة والوصول إلى الهواء النقيّ في أقرب وقتٍ ممكن.
- إذا تصادَف أنك ترتدي عدساتٍ لاصقة، فيجب إزالتها في أسرع وقتٍ ممكن، لأن تركها قد يؤدي إلى تلف العينين.
- يُفضَّل إزالةُ الملابس المُلوَّثة بسرعة قدر الإمكان.
- نظرًا لأن الجزيئات من الغازات المُسيّلة للدموع يمكن أن تلتصق بالجلد، فمن الجيّد مسحُها في المقام الأول. ثم يجب غسلُ الجلد والعينين بكميّات وفيرة من الماء؛ في حالة العيون، يُوصّى بالري بمحلول ملحيّ أو ماء لمدة 10-20 دقيقة.
لتحميل الانفوجرافيك بدقة عالية من هنا