الفكر السويسري يخترق جبال الألب: نظرة عن كثب لنفق جوتهارد (الجزء الثاني

النفق_الجزء_التاني

|||

نستكمل في هذا المقال ما بدأناه من حديث عن السياسة السويسرية الجديدة للنقل و هل سيظل (جوتهارد) متربعًا كأطول نفق في العالم؟!

سويسرا تستثمر لمصلحة القارة:

سيتقلص زمن الرحلة بين (زيورخ) و(لوجانو) بنحو 45 دقيقة. قطارات شحن بضائع أكثر ستتمكن من اجتياز جبال الألب بسرعة أكبر وبعدد أقل من عربات النقل. ستزداد كفاءة النقل عن طريق السكك الحديدية وستتحسن الثقة بإمكانياتها، مما يجعل النقل أكثر تنافسية. بالتالي، هذا سيقوي السوق الأوروبي الموحد. هكذا، يتم تحقيق التوازن والتوفيق بين كلٍّ من زيادة الفوائد الاقتصادية وحماية البيئة المتعلقة بجبال (الألب).

كما أن زمن الرحلة القصير سيجعل الوصول سهلًا وممكنًا إلى بعض المناطق، في سويسرا وكذلك ألمانيا وإيطاليا. يُضاف إلى ذلك أن أكثر من 20 مليون فرد هم سكان المنطقة الواقعة بين جنوب ألمانيا وشمال إيطاليا، سيستفيدون من قاعدة نفق جوتهارد. ولا يخفى على أحد، أن نفق جوتهارد يُعتبر مساهمة سويسرية واضحة ومميزة لسياسة النقل الأوروبية. كما أنه يساعد على تقارب دول القارة الأوروبية من بعضها البعض، بشكل كبير.

بالإضافة، سيكون (جوتهارد) أقصر بنحو 30 كيلومتر عن الطُرُق الجبلية. وستزداد الطاقة الاستيعابية بفضل النفق الجديد، لتصل إلى 250 قطار بضائع و65 قطار ركاب في اليوم الواحد، مستقبلًا. فأقصى ما يستوعبه النفق حاليًا هو 180 قطار بضائع. كما سيتمكن  المسافرون من السفر بسرعة تصل إلى 200 كم/ساعة، وقد تصل إلى 250 كم/ساعة في المدى الطويل.

تعاون مشترك:

على الرغم من ميلاد فكرة نفق (جوتهارد) في (سويسرا) التي مولت أيضا المشروع بنفسها، يوجد تعاون دولي مشترك في المشروع. وقد ظهر في اشتراك شركات وعمال من حوالي 15 دولة. فعلى سبيل المثال، آلات حفر الأنفاق من ألمانيا، ومتخصصي البناء من جنوب إفريقيا، والعديد من المهندسين المتخصصين من إيطاليا,النمسا وجزر البلقان.

المنافسة كانت ولازالت:

كانت الخطة الأولى هي لإنشاء قاعدة نفق يربط بين أمستج (Amsteg) وبوديو (Bodio)، في عام 1947. في أقل من 70 عام وبعد عمل استمر قُرابة 17 عاماً من البناء، تم إنشاء قاعدة نفق (جوتهارد) بطول 57.1 كم، ليحتل المرتبة الأولى بديلاً عن نفق سيكان (Seikan) باليابان بطول 53.9 كم، والذي كان قبل ذاك هو أطول أنفاق السكك الحديدية.

 

يُضاف إلى ذلك أن نفق (جوتهارد) تكلف نحو 12.5 مليار فرنك سويسري (حوالي 11.5 مليار يورو) حيث يربط (بوديو-Bodio ) من ناحية إقليم (تشينو- Ticino) مع (إرستفيلد- Erstfeld) من ناحية إقليم (اوري- Uri).

من ناحية أخرى، نجد أن بلدانًا أخرى تسعى لكسر هذا الرقم لأطول نفق بالعالم. فقد أعلنت الحكومة الصينية، أنها بصدد التخطيط لإنشاء نفق عبر مضيق (بوهاى –Bohai-). هذا النفق سيمتد تحت سطح الماء بطول حوالي 123 كيلومتر –أي أطول بأكثر من مرتين من نظيره جوتهارد، وبتكلفة يتصل إلى (42.4 مليار دولار). وسيربط بين الموانئ الشمالية لمدينتي (داليان –Dalian-) و(يانتاي –Yantai-).

إفتتاحية على مستوى الحدث:

بميزانية قدرها 12 مليون فرنك سويسري تم تدشين احتفالية ضخمة لهذا الحدث الكبير. تم الاحتفال في الفترة من2 إلى 5 يونيو 2016، وتم دعوة 1200 شخصية من قبل الحكومة السويسرية، بينهم برلمانيون ورؤساء دول وممثلي هيئات دولية. وقد ساهم في تمويل هذه الاحتفالية، كلًا من هيئة السكك الحديدية الفدرالية مع عدد من الشركات الراعية.

اخيرا نلخص هذا المشروع العظيم فى أرقام:

 

 

ترجمة وإعداد : محمد يونس

مراجعة: إسلام سامي

تصميم: ريما رباح

تحرير: ندى المليجي

المصدر: http://sc.egyres.com/C7r8h

http://sc.egyres.com/7Begr

http://sc.egyres.com/ZcSd8

http://sc.egyres.com/loPvf

http://sc.egyres.com/Ga85L

http://sc.egyres.com/IYWrU

http://sc.egyres.com/qozSt

http://sc.egyres.com/lVJlc

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي