الكيمياء وارتباطها الوثيق بروائح الجسم المختلفة

The-Chemistry-of-Body-Odours-2015

توجد وراء الروائح التي نشمُّها من أجسامنا كرائحة الفم والانتفاخ والعرق والأقدام الكثير من المركبات الكيميائية، لذا سنتعرف في هذا المقال على بعض من تلك المركبات وكيف تساهم في وجود تلك الروائح.

انفوجرافيك يوضح المركبات الكيميائية المسؤولة عن الروائح المختلفة فى جسم الإنسان. (المصدر:www.compoundchem.com)

رائحة الفم الكريهة

في معظم الحالات، سبب رائحة الفم الكريهة هو نتاج البكتيريا في الفم. حيث تُنتِج هذه البكتيريا منتجات من بقايا الطعام، وتعتبر المركبات الكيميائية لهذة النواتج هي التي تساهم في رائحة الفم الكريهة.

الجُناة الرئيسيون هم مركبات الكبريت المتطايرة؛ حيث يعطى كبريتيد الهيدروجين (H2S) رائحة البيض المتعفن، والميثانثيول (CH3SH) له رائحة الملفوف المتعفن، وكبريتيد ثنائي الميثيل [CH3)2S)] يشبه بشكل لطيف الملفوف المتعفن أو الثوم. لا يكتشف أنف الإنسان هذه المركبات عند المستويات المنخفضة منها، لكن الأمر لا يتطلب الكثير ليصبح ملحوظًا؛ فعلى سبيل المثال فإن 0.00047 جزء في المليون هو عتبة أنف الإنسان  لإكتشاف كبريتيد الهيدروجين.

بالإضافة إلى هذه المركبات الرئيسية، فإنّ هناك أيضاً بعض المركبات الأقل التي يمكن أن تساهم فى إفراز الروائح المختلفة، وبعضها يزداد بسبب بعض المشروبات أو المواد الغذائية، فمثلاً:

  • تم ربط ظاهرة “تنفس القهوة” من قِبَل مجلة أبحاث التنفس بالمركب 3-ميركابتو-3-ميثيل بوتيل فورمات.
  • يُنسب نفَس الثوم إلى كبريتيد ميثيل الأليل، وهو نتاج تحلل الثوم، والذي يحتوي بشكل غير مفاجئ على رائحة توصف بأنها تشبه الثوم.
  • تناول اللحوم والأسماك يمكن أن يضفي على أنفاسك رائحة صعبة. حيث تعيش البكتيريا التي تنتج المركبات العضوية المتطايرة على البروتينات، ويمكنها أيضًا إنتاج مركبات أخرى، مثل الكادافيرين والبوتريسكين، المرتبطة برائحة الجثث المتعفنة والأسماك المتعفنة على التوالي.

الانتفاخ

تعتبر المركبات العضوية المحتوية على الكبريت هي المسؤولة مرة أخرى عن مجموعة متنوعة من الروائح التي تنتج في الجهاز الهضمي. المركب الرئيسي المحتوي على الكبريت هنا هو كبريتيد الهيدروجين، يليه الميثانثيول وكبريتيد ثنائي الميثيل، قد تسأل عن الطريقة العلمية المعقدة بشكل خاص التي تم استخدامها لتحديد وجود هذة المركبات. فى الحقيقة تم استخدام طريقة بدائية إلى حد ما في دراسة واحدة.

كجزء من هذة الدراسة، تغذَّى 16 شخصاً بـ 200 غرام من حبوب البينتو، ثم جُمعت عيناتهم عن طريق استخدام أنبوب المستقيم (rectal tube). ثم سُلِّمت هذه الأنابيب الشرجية إلى اثنين من الخبراء، سبق لهما إثبات قدرتهما على تحديد الغازات المختلفة المحتوية على الكبريت. تُوضِّح الدراسة كيف أن هؤلاء الخبراء على بعد 3 سم من أنوفهم، أخرجوا الغاز ببطء، وأخذوا عدة شَّمَّاءُ. ثم قاموا بتصنيف الرائحة على مقياس من 1 (بدون رائحة) إلى 8 (نفاذ جدًا).

كانت الملاحظة المثيرة للاهتمام لهذه الدراسة هي الفرق بين الغازات المنبعثة من الرجال والنساء. على الرغم من أن حجم العينة الصغير يعني أنه لا يمكن استخلاص استنتاجات محددة، فقد لاحظوا أن النساء في الدراسة تنبعث منهن روائح ذات تركيز عالى من كبريتيد الهيدروجين، ونسبوا إليهم  الرائحة الأسوأ، بينما أشاروا إلى أن الرجال يميلون إلى توليد حجم أكبر من الغاز.

رائحة الإبط

يعد تحت الإبطين موطنًا لما يقدر بنحو مليون بكتيريا لكل سنتيمتر مربع ؛ حيث تقوم هذه البكتريا يتحويل العَرَق عديم الرائحة إلى مجموعة متنوعة من الروائح الكريهة.

يدخل فى رائحة الإبط بالفعل مركبين عضويين لا يحتويان على الكبريت في تركيبهما؛ حيث يعتبر 3-ميثيل-2-ين حمض هكسانويك واحدًا من المساهمين الرئيسيين في الرائحة البشرية “المتعرقة”، التي لها رائحة موصوفة أنها “تشبه رائحة الماعز”، بينما يساهم 3-هيدروكسى-3ميثيل حمض هكسانويك برائحة تشبه رائحة الكمون. من ناحية أخرى يوفر 3-ميركابتو-3-ميثيل-1-هكسانول (مع المركبات الأخرى المحتوية على الكبريت) تذكيراً برائحة البصل.

رائحة القدم

مرة أخرى، العرق هو لاعب رئيسي في رائحة القدم كما هو الحال مع رائحة الإبط، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه يوفر بيئة مفيدة لتنمو فيه البكتيريا، وبالتالى فإن المركبات التي تنتجها هذه البكتيريا هي التي تسبب الرائحة المعروفة.

يوجد اثنان من المركبات الرئيسية التي تساهم في رائحة القدم الجبنية وهما حمض البروبانويك وحمض الإيزوفاليريك. يوصف حمض البروبانويك بأنه لاذع وحامض ونتن، بينما يجتذب حمض ايزوفاليريك احساساً مشابهاً: جبني، نتن ومهيج. إن وجود حمض ايزوفاليريك هو في الواقع نتيجة للبكتيريا الموجودة أيضًا في بعض الأجبان القوية.

 

المصدر

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي