سنأتي في هذه المقالة على شرحٍ لمفهوم الطراز والمدرسة في الفن؛ لنناقش الفرق بين هذه المفاهيم، وعادةً ما يكون لدى الكُتاب والمؤرخين تعريفٌ مختلفٌ لكل منها، إضافةً لكونها قابلة للتبدّل، ومن الممكن أن تستخدم بطرقٍ متنوّعة.
لهذا سنوضح الفروق البسيطة التي تحدث التباس في المفهوم بين الطراز والمدارس الفنية، وهي تمهيد لسلسلة المدارس الفنية التي سنعرضها لاحقا.
الطراز:
الطراز هو مصطلحٌ شاملٌ يشير إلى العديد من الجوانب الفنية، كما يمكن أن تعني التقنيات المستخدمة لإنشاء العمل الفني.
الفن التنقيطي (Pointillism) ،على سبيل المثال، هو: طريقةٌ لخلق لوحة فنية باستخدام نقاط صغيرة من اللون لتظهر على هيئة صورةٍ متكاملةٍ متمازجة الألوان لعين النّاظر. يمكن لمفهوم النمط أيضًا أن يشير إلى الفلسفة الأساسية وراء العمل الفني، مثل فلسفة “الفن للشعب” التي تقف خلف حركة الفنون والحرف، وقد يكون أيضًا شكلًا من أشكال التعبير التي استخدمها الفنان أو المظهر المميز الذي تتمتّع به الأعمال الفنية.
من جهة أخرى، يمكن للرسم الميتافيزيقيّ كمثال أن يشير إلى العمارة الكلاسيكية بمنظورٍ محورٍ، بحيث توضع عناصرٌ مختلفةٌ في محيط اللوحة، ويغيب العنصر البشريّ في هذا النوع من الرسم.
يُعرف فنّ العمارة الغربيّة بسلسلة من الحلول الجديدة للمشاكل الهيكلية، فخلال الفترة الممتدة من بداية الحضارة خلال الثقافة اليونانية القديمة، تطوّرت أساليب البناء الخاصّة بالأسقف البدائيّة والأعمدة والدعامات الأفقية.
في الوقت ذاته نجد أن الحضارة اليونانية قد شكّلت العديد من العناصر الهيكلية والزخرفية وقسّمتها لثلاثة أقسام، ألا وهي: الدوركي، والأيوني، والكورنثي، والتي أثرت على العمارة بشكل عامٍ منذ ذلك الوقت سواءً كان التأثير كبيراً أم ضئيلًا.
أمّا عن الرومان، فقد وسّعوا مجال استخدام القناطر، والقبب، والجدار الحامل، وفي أواخر العصور الوسطى، بدأت أنظمة المسننات ،والمضلعات، والأرصفة بالظهور تدريجياً.
في هذه المرحلة، كانت كلّ مشاكل أحجار البناء قد حُلَّت، ومن وراء فن التزيين، تحقق القليل من الإبداع إلى أن قامت الثورة الصناعية.
لم تبدأ العمارة الحديثة بالظهور قبل القرن التاسع عشر؛ وذلك مع تطوّر استخدام المواد الصلبة والفولاذ بالبناء، ومع هذا التطور أصبح تشييد الأبنية شيئًا ممكن الحدوث.
مع دخول تقنيات القرن العشرين الجديدة، بدأت الطرق الجديدة بالبناء مثل التدعيم (cantilevering) بالانتشار. وبحلول القرن الحادي والعشرين، أصبح للحواسيب إمكانية التدخل في المجال المعماري؛ لخلق أشكال ونماذج أكثر حداثة.
العلاقة بين العمارة والفنّ:
منذ ذلك الوقت،تداخل فنّ العمارة، والتصميم، والبناء إلى حدّ كبير بتاريخ الفن عموماً، وكان ذلك لثلاثة أسباب: الأول، تمّ تصميم العديد من الأبنية العمومية وأغلبها من الأبنية الدينية قائمةٌ على الإستيطيقيا (علم الجمال) في شكلها وآليّتها.
تمّ بناء هذه المنشآت؛ لتكون مصدرًا للإلهام، ولتخدم العامّة بالوقت ذاته. وكنتيجةٍ لذلك؛ اشتملت على شريحةٍ واسعةٍ من العمّال والفنّانين والحرفيين لإنجاز هذه المهام.
ثانياً، في العديد من هذه المباني، نجد أن التصميمات الداخلية والخارجية قد عُرِضت تماماً كلوحاتٍ فنيّة (مثل كنيسة سيستينا Sistine Chapel)، وهناك أيضاً الكورنيش والتماثيل ذات التفاصيل النافرة، مثل البارثينون، وكنيسة شارتر، وأعمال أخرى تتضمن الموزاييك والمعدن.
ثالثاً، هناك الأنظمة البنائية العامة التي عملت يدًا بيد مع تطوّر الفنون البصرية، وأكبر حركاتٍ فنيّة شُهدت هي: النهضة والباروك والروكوكو والحركة الكلاسيكية الجديدة، والتي أثرت جميعها على الهندسة المعمارية والفنون الجميلة على حدٍّ سواء.
المدرسة الفنية:
هي مجموعة من الفنانين الذين يتبعون نفس النمط، وتتلمذوا على أيادي المدرسين أنفسهم، أو لهم نفس الأهداف. وعادة ما تكون المدرسة مرتبطة بمكان واحد.
وعادة ما تتم تسمية المدارس الفنية من العصور الوسطى حتى القرن الثامن عشر نسبة للمنطقة أو المدينة التي تقع فيها.
نظام التدريب الذي من خلاله يتمكن الفنانون الجدد تعلّم الحرفة، أكد على استمرارية وانتقال الأنماط من المعلّمين إلى طلّابهم.
إعداد: Ala’a Mahmoud
Rand Youssif
Mohamed S. El-Barbary :مراجعة علمية:
مراجعة لغوية :Sara Hassan
#الباحثون_المصريون
مصادر:: http://sc.egyres.com/ySA8J
http://sc.egyres.com/LCGHB
: http://sc.egyres.com/n5eA9