المسبار (InSight): استكشاف القشرة الداخلية للمريخ

Capture

أرسلت ناسا صباح يوم الخامس من مايو 2018 المسبار الفضائي (InSight) تجاه المريخ حيث ستكون هذه المهمة ثابتة على عكس مهمات ناسا الشهيرة الأخرى مثل (Opportunity) و((Spirit) و (Curiosity rover)، ويعتبر بقاء المسبار في مكانه أمرًا ضروريًا لأهدافه العلمية الرئيسية والتي تشمل معرفة المزيد عن كوكب المريخ وكيف يكون النشاط التكتونى له (أى معرفة نشاط الصفائح التكتونية)  وستكون هذه المهمة مراقبة ومتتبعة حيث يحتوي المسبار على أقمار صناعية صغيرة (CubeSat) وستكون هذه أول مرة يطير فيها مسبار فضائى صغير خارج كوكب الأرض.

تمَّ إطلاق (InSight)  من قاعدة فايندنبرج الجوية بواسطة صاروخ الإطلاق (Atlas V) تحت إشراف إئتلاف الإطلاق المتحد (ULA)، وبعد نجاح المهمة فإن المسبار سوف يهبط في 26 نوفمبر 2018 على سطح كوكب المريخ عند منطقة (Elysium Planitia) وهي منطقة إستوائية توجد جنوب منطقة بركانية قديمة وسوف يقوم هذا المسبار بإرسال البيانات التي سوف يتم تجميعها من القشرة الداخلية لكوكب المريخ إلى الأرض لمدة سنة مريخية أي حوالي 728 يوم أرضي (حوالي ما يقارب سنتان على الأرض).

نبذة مختصرة لتاريخ تطوير (InSight)

يعتبر (InSight) واحدًا من بين 28 مشاركة لبعثات الاستكشاف في وكالة ناسا في عام 2015 ويكون هذا النوع من المهام مخصصًا لاستكشاف النظام الشمسي ويكون أيضًا منخفض التكلفة حيث أنه خلال جولة اختيار (InSight) لم يتم السماح للمقترحات الفردية بتجاوز 425 مليون دولار بإستثناء تكلفة مركبة الإطلاق، وقد وصل كلًا من (InSight) المعروف بمحطة المراقبة الجيوفيزيائية (GEMS) واثنين آخرين من المركبات المتأهلة هما (Titan Mare Explorer) و (Comet Hopper) للمرحلة النهائية وحصلوا على 3 مليون دولار فى مايو 2011 لإجراء دراسات مبدأية، وبدأ بناء (InSight) في مايو 2014 والشركة المصنعة هي لوكهيد مارتن لأنظمة الفضاء.

في ديسمبر 2015 أعلنت ناسا أنها لن تتمكن من الإطلاق كما كان مخططًا فى مارس 2016 بسبب حدوث تسرب في إحدى  المعدات وهى المُعَدّة المسئولة عن التجربة الزلزالية للهيكل الداخلي (SEIS) في ذلك الوقت قال مسئولو الوكالة أنه قد يتم إلغاء المهمة بالكامل من سجل الإطلاق، وذكرت الوكالة أنَّ أحد القيود هي القلق بشأن تجاوز التكلفة المقررة للمهمة التي بلغت 675 مليون دولار (في ذلك الوقت أنفقوا 525 مليون دولار).

وبحلول الخريف التالي سبتمبر 2016 أعلنت وكالة ناسا عن موعد الإطلاق المعدّل، لم يكن التأخير لربيع 2018 الذي تمَّ إعلانه مفاجأة للجميع لأنَّ مداري الأرض والمريخ لا يتوافقان بشكل إيجابي مع رحلة مركبة فضائية إلا كل 26 شهر وغير ذلك فإن الأمر يتطلب الكثير من الوقود للوصول بسهولة إلى الكوكب الأحمر.

وصرحت وكالة ناسا في بيانها: «إعادة تصميم المُعدّة والتأخير لمدة عامين أضاف 153.8 مليون دولار إلى 675 مليون دولار التي رُصدت للمشروع »، ويضيف البيان: «التكلفة الإضافية لن تؤخر أو تلغي أي مهام حالية رغم أنه قد يكون هناك فرص أقل للبعثات الجديدة في السنوات المقبلة تقريبًا بين السنوات المالية 2017 و 2020».

الأهداف العلمية والمعدات

لدى (InSight) اثنين من الأهداف العلمية الرئيسية وفقًا لوكالة ناسا، أولهما فحص البناء الداخلي للمريخ ومحاولة إيجاد اجابة وافية لبعض الأسئلة مثل: من أى شئ يتكون هذا الكوكب؟ وماهي العمليات التي تحدث في باطنه؟ وستقدم المركبة معلومات عن حجم وتكوين قلب المريخ والقشرة والغلاف الخاص به حيث قالت ناسا أنها ستكشف مدى دفء باطن المريخ ومقدار الحرارة المتدفقة، أما ثانيهما هو معرفة مدى النشاط التكتوني للمريخ (بما في ذلك مكان النشاط الزلزالي) ومعرفة عدد مرات سقوط النيازك على سطحه.

تقول ناسا: «المهمات السابقة إلى الكوكب الأحمر إستكشفت سطحه من خلال أخاديدها وبراكينها وصخورها وتربتها لكن لا يمكن العثور على إشارات تكوين الكوكب إلا من خلال إستشعار ودراسة عملياته الحيوية تحت السطح».

وفقًا لناسا فإن (InSight) يمتلك 3 معدات مصممة لاستكشاف المناطق الداخلية العميقة للمريخ والتعرف على النشاط الجيولوجي للكوكب ومقدار دفئه وعناصر تطوره والمعدات هي:

  • – أداة التجربة الزلزالية للهيكل الداخلى (SEIS) وستكشف عن الموجات الزلزالية الناتجة من آثار النيازك أو حركات الرواسب داخل الكوكب أو الإهتزازات المريخية.
  • – أداة التدفق الحراري والخواص الفيزيائية (HP3) والتي تقوم بالحفر حوالي 5 أمتار (16قدم) فى سطح المريخ ووظيفتها الرئيسية هي الشعور بالحرارة تحت السطح.
  • – أداة التناوب و تجربة الهيكل الداخلى (RISE) تقوم بتوفير المزيد من المعلومات حول تكوين قلب المريخ ومن هذه المعلومات يستطيع تمييز أي تذبذب في مدار كوكب المريخ عندما يدور حول الشمس.

يمتلك (InSight) ذراع آلية طولها أكثر من 7 أقدام (2.4متر) حيث سيضع هذا الذراع أداة التجارب الزلزالية وأداة تدفق الحرارة على السطح للقيام بعملياتهما كما تحتوي الذراع على كاميرا تصور مشاهد ملونة ثلاثية الأبعاد لموقع الهبوط ووضع الأدوات بالإضافة إلى ذلك يحتوى المسبار على مستشعرات لتوفير معلومات عن الطقس وأى تغير فى المجال المغناطيسي قرب المسبار.

يصاحب المسبار فى رحلته قمر صناعي صغير (CubeSat) وهو القمر الصناعي الأول الذي سيقوم بالطيران مبتعدًا عن الأرض وتسمى هذه التجربة المكونة من مركبتين فضائيتين (مكعب المريخ 1)، سيطير القمر خلف المسبار خلال رحلته إلى المريخ وفي حالة نجاح المهمة فإن المسبار سوف يعبر الغلاف الجوي للمريخ بينما يقوم القمر الصناعي بإرسال معلومات إلى الأرض حول المسبار الفضائي الذي يطير تجاه الكوكب الأحمر.

ترجمة : أشرف أحمد

مراجعة: آية غانم

تصميم أحمد سعد

المصدر :  https://www.space.com/40067-mars-insight-lander.html

 

 

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي