المياه : التوصيل والاستخدام

WaterState01
المياه : التوصيل والاستخدام||||||||

يُعتبر الماء عصب الحياة، فهو السبب الرئيسي لبقاء الكائنات حيةً. وبعد أن تعرفنا على مصادر المياه المختلفة وطرق معالجتها لتكون صالحة للاستخدام الآدمي [1] [2]، حان الوقت لمعرفة المزيد عن توصيل المياه والمرشحات المنزليّة إلى جانب الأمراض التي تسببها المياه الملوثة.

توصيل المياه

تُعتبر عملية نقل المياه وتوصيلها إلى المستهلك عملية مهمة لما يمكن أن يحدث فيها من أضرار وتلوث قد يفسد كل ما بُذِل من معالجة وتكاليف. تُنقل مياه الشرب عن طريق أنابيب في خطوط تُعرف بخطوط التوصيل. تتنوع أنواع الأنابيب المستخدمة حيث يمكن أن تكون أنابيب معدنيّة (metallic pipes) أو أنابيب أسمنتيّة (cement pipes) أو أنابيب بلاستيكيّة (plastic pipes).

تُعتبر الأنابيب الأسمنتيّة هي أكثر أنواع أنابيب المياه قوةً ومتانةً. ولكن نظرًا لوزنها الثقيل، فإن تركيبها صعب و مكلف، وحيث أن الأنابيب البلاستيكيّة سهلة التركيب وأخف وزناً، فهي مناسبة أكثر للاستخدام خاصةً في المناطق النائيّة التي يصعب الوصول إليها.

يعاني المستخدمون من المشاكل الصحية المتعلقة بالأنابيب بسبب وجود احتمالية حدوث تسرب للأنابيب وهو ما يسبب تلوث للمياه قبل الوصول إلى المستهلك. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي التسرب إلى فقد جزء كبير للمياه في الخطوط قبل المستخدم النهائي؛ لذا يجب تصميم نظام التوزيع وإدارته وصيانته لضمان الحد الأدنى من التسرب. ويجب أن يكون ضغط الأنبوب الداخلي أكبر من الضغط الهيدروستاتيكي الخارجي. سيضمن ذلك تقليل الخسائر الناتجة عن التسريبات كما سيقلل من وجود الكائنات الحية الدقيقة المُسببة للأمراض.

غالبًا ما تُصنع أنابيب المياه من النحاس أو سبائك النحاس، وبسبب حدوث صدأ وتآكل في الأنابيب النحاسيّة، تتسرب أجزاء النحاس إلى المياه؛ لذا وضعت وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) الحد الأقصى المسموح لمستوى الملوثات للنحاس في أنظمة مياه الشرب العامة بمعدل 1300 جزء في المليار (Parts Per Billion). لكن البقع الزرقاء والخضراء التي تظهر في المراحيض العامة هي علامة على وجود النحاس في الماء. عادة ما ينتقل النحاس إلى المياه الراكدة في الأنابيب لعدة ساعات، لذلك يُنصح ترك المياه لمدة 30 إلى 60 ثانية قبل استخدامها للشرب أو الطهي حيث أن ذلك سيؤدي غالبًا إلى تقليل مستويات النحاس في الماء.[1]

المرشحات المنزلية

بالرغم من أن شركات المياه تعالج المياه قبل استخدامها إلا أن الشرب مباشرة من الصنبور، قد يؤدي إلى الإضرار بالصحة. عندما نشرب ماء الصنبور، فمن المحتمل أن نحصل على أكثر مما نريد من الكلور، مركبات الفلور، مركبات المبيدات الحشرية وغيرها من المركبات الآخرى التي يمكن أن تجعل شرابنا قاتلًا.

وحتى مياه الشرب التي تتدفق من الصنبور والتي نظنها نظيفة، هي ليست في الحقيقة نظيفة. فبالتأكيد بعدما قطعت مسافات طويلة عبر خطوط الأنابيب، فإنه علق بها الكثير الملوثات، ثم إن تلك المياه تُعقم بمواد مسرطنة محتملة مثل الكلور أو الأمونيا ثم بعد ذلك تُفلور. تكمن المشكلة في أن معظمنا ليس لديه أدنى فكرة عن المواد الكيميائيّة والملوثات في مياهنا، ولا نعرف آثارها على المدى الطويل.

أفضل طريقة للتأكد من صلاحية المياه للشرب هو استخدام نظام لتنقية المياه في المنزل. حيث تعتبر مرشحات المياه طريقة بسيطة لتنقية المياه من خلال منع المواد الكيميائية السامة والمواد المسرطنة من دخول جسمك. يجب التأكد من أن المرشحات المستخدمة لا تمنع المواد المعدنية المفيدة الموجودة أساسًا في المياه مثل معادن الكالسيوم والبوتاسيوم.[2]

المياه المعدنية

يلجأ الكثيرون لاستخدام المياه المعلبة أو ما يعرف “بالمياه المعدنية” كأحد مصادر المياه معللين ذلك بسلامة وجودة المياه المعدنيّة. وفي حين أن تلك المياه قد تكون أكثر أمانًا إلا أن ذلك ليس الحال دائمًا. وبغض النظر عن المشاكل البيئيّة التي تسببها أوعية المياه البلاستيكيّة، فقد كشفت أحد الدراسات، التي نشرت عام 1999 من قبل مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعيّة (NRDC)، والذي اختبر ثلاث عينات من أكثر من 100 شركة لإنتاج هذه المياه، أن حوالي ثلث الزجاجات لديها مستويات من البكتيريا أو الملوثات الكيميائيّة أعلى من الحد المسموح به دوليًّا و صناعيًّا. وقد أفاد تحقيق آخر أجرته “تقارير المستهلك Consumer reports” أن العديد من زجاجات المياه المعدنيّة تحتوي على مستويات غير آمنة من الزرنيخ.

لا تتوقف مشكلة المياه المعدنيّة على المياه نفسها فحتى الزجاجات نفسها يمكن أن تكون غير آمنة صحيًا، حيث أن نسبة مئوية صغيرة فقط من جميع المياه المعدنيّة في الولايات المتحدة تُعبّأ في مادة مستقرة مثل الزجاج، بينما النسبة العظمى تُضع في زجاجات بلاستيكيّة، وحتى لو كان الماء الذي يملأ زجاجة بلاستيكيّّة نقيًّا ،فإذا كان في القارورة لفترة كافية -وخاصةً إذا خُزِن في مكان ساخن- فهناك خطر تسرّب وانتشار المواد الكيميائيّة المُكوِنة للبلاستيك في الماء مثل مادة الفثالات (Phthalates)، التي تسبب حدوث اختلال في إفرازات الغدد الصماء فهي بذلك تشكل تهديدًا على الحوامل والأطفال الصغار.[3]

الأمراض المنتقلة بالماء

يسبب شرب مياه ملوثة وغير نظيفة إلى الإصابة بالأمراض المنتقلة بالماء. حيث يمكن أن تسبب المياه الملوثة أنواعًا عديدة من أمراض الإسهال والحمى، بما في ذلك الكوليرا، وأمراض خطيرة أخرى مثل البلهارسيا التيفوئيد والدوسنتاريا. تسبب الأمراض المرتبطة بالمياه 3.4 مليون حالة وفاة كل عام.[4]

استخدام المياه

بالرغم من أن الاستخدام المنطقي للمياه هو الشرب إلا أن ذلك لا يشغل إلا جزء يسير من استخدامنا اليومي، تشير التقارير أنه لا يتعدى واحد بالمائة. تشير التقارير أيضًا الى أن الفرد يستهلك في اليوم ما بين 50 إلى 100 لتر للاستحمام ونحو 10 لتر لتنظيف المراحيض و 23 لتر لتنظيف الأطباق يدويًّا، ويظهر الإفراط في استخدام المياه في ترك صنبور المياه مفتوحًا عند تنظيف الأسنان لمدة دقيقة ونصف وهو ماقد يستهلك 18 لتر في تلك اللحظات القليلة.[5]

المراجع

  1. Water Distribution Pipes | SSWM – Find tools for sustainable sanitation and water management! [Internet]. [cited 2019 Dec 2]. Available from: https://sswm.info/sswm-university-course/module-2-centralised-and-decentralised-systems-water-and-sanitation-1/water-distribution-pipes
  2. Why You Simply MUST Filter Your Water [Internet]. [cited 2019 Dec 2]. Available from: https://www.mindbodygreen.com/0-13217/why-you-simply-must-filter-your-water.html
  3. Is Bottled Water Really the Safest and Best in the U.S.? | Time [Internet]. [cited 2019 Dec 2]. Available from: https://time.com/5686811/is-bottled-water-safest-best/
  4. Drinking contaminated water can lead to waterborne diseases. [Internet]. [cited 2019 Dec 2]. Available from: https://www.vestergaard.com/global-challenges/waterborne-diseases
  5. How many litres of water does a person need per day? [Internet]. [cited 2019 Dec 2]. Available from: https://blog.ferrovial.com/en/2015/03/how-many-litres-of-water-does-a-person-need-per-day/

إعداد : محمد شريف
مراجعة علمية : ياسين أزناي
تدقيق لغوي: مريم سمير
تحرير: نسمة محمود

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي