هل يمكن أن يكون هاتفكَ مراقَب؟ إذا كان هذا ممكنًا فإلى أي مدى يتم الكشف عن معلوماتك الشخصية؟
قد لا يبالي البعض كيف يمكن التنصت على بيانات الهواتف، أو قد يرون أن الأرقام والمكالمات والرسائل ليست بالشيء الغني بالمعلومات ليكشف عن هوية الناس تفصيليًا، لكن دعنا نستعرض دراسة أجريت في هذا الموضوع من قبل باحثين من جامعة ستانفورد.
بينت تحاليل جديدة من قبل علماء كمبيوتر ستانفورد إمكانية التعرف على معلومات الشخص الخاصة، مثل أحواله الصحية من بيانات الهواتف فقط.
عمل الباحثون على ملء فجوات المعرفة لبرامج وكالات الأمن القومي حول بيانات الهواتف، التي وضعت تأكيدات متضاربة في موضوع الخصوصية. يعامل القانون الآن محتوى المكالمات وبيانات الهواتف كلٌ على حدة ويُيسِّر على الحكومات التنصت عليها بناءً على افتراضها بأن تلك المعلومات لا يمكن أن تتسبب وحدها في معرفة معلومات تفصيلية حساسة عن الناس.
النتائج الواردة من إجراءات أكاديمية العلوم القومية وضحت أول بيانات تجريبية عن سياسة الخصوصية لبيانات الهواتف. الأعمال السابقة لدى هذه الهيئات لعبت دورًا في مجال التنصت الفيدرالي كما تم التنويه على ذلك في دعاوى وخطابات للمشرعين في الولايات المتحدة وخارجها. هذه الاستنتاجات قد تساعد على اتخاذ قرارات شُرطية تأكيدية حول تنصت الحكومات وخصوصية بيانات المستخدم.
علماء الكمبيوتر صمموا تطبيق هاتف ذكي يقوم باسترجاع المكالمات السابقة والرسائل النصية كالأرقام ومواقيت ومدة المكالمكات من أكثر من 800 سجل لهواتف المتطوعين، المشاركون وفروا أكثر من 250000 مكالمة و 1,2 مليون نَصّ. بعد ذلك استخدم الباحثون بعض الإجراءات الآلية واليدوية لشرح مدى ما يمكن التوصل إليه من أشخاص يمكن التوصل إليهم من شخص واحد، ومستوى خصوصية المعلومات التي يمكن التوصل إليها من كل مستخدم. من مجموعة صغيرة تم اختيارهم تمكن الباحثون من تخمين شخص اتصل بطبيب قلب وصيدلية وخط ساخن لجهاز مراقبة عدم انتظام ضربات القلب مرات عديدة أنه يعاني من عدم انتظام في ضربات القلب، بدراسة شخص آخر بدى امتلاكه بندقية نصف آلية بناءً على عدة مكالمات لتاجر أسلحة نارية يعلن عن بنادق نصف آلية وأيضًا خدمة الدعم الفني لمصنع أسلحة نارية ينتج تلك البنادق.
واحد من أسباب تعليل الحكومات على سماحية تجسس قوى الدولة ووكالات الأمن القومي على بيانات الهواتف بدون سابق معرفة، هو الظن بأنها ليست معلومات حساسة، لكن هذا البحث يبين عكس ذلك.
« لقد اندهشت بكيفية تخميننا معلومات حساسة عن الأفراد بنجاح» يقول أحد المشاركين في التأليف باتريك متشلر طالب خريج ستانفورد وأوضح « يا له من شيء بديهي أن تعرف الشركات الذين تكلمهم شيئا عنك، لكن عندما تنظر إلى مدى ما توصلنا إليه بأن شخص يبدو في حالة صحية معينة الأمر الذي يعتبر شأنًا خاصًا فستندهش إذًا»
لقد اكتشفوا أيضًا أنه يمكن لعدد كبير من الناس أن يتورطوا في التنصت من التجسس على فرد واحد. عندما تحلل وكالة الأمن القومي معلومات المشتبه يحق لها التجسس على اثنان آخرين، فمثلًا المشتبه أ يتصل بشخص ما إذن هذا هو المشتبه الثاني ب، وعندما يتصل المشتبه ب بشخص أخر إذن فهذا هو المشتبه الثالث ج، ثم يقوموا بتحليل كل معلومات هؤلاء الأشخاص.
بتقدير بيانات الشخص الواحد، قدر الباحثون أنه يمكن لوكالة الأمن القومي أن تتنصت على ما يقرب من 25000 فردٍ أو أكثر بدءًا من (بذرة واحدة) مستخدم واحد.
المألفون الآن يشيرون إلى تقليص مدة استرجاع بيانات الهواتف المحمولة من 5 سنين إلى 18 شهرًا، فباسترجاع مكالمات ونصوص من 6 أشهر يمكن الحصول على تخمينات دقيقة وحساسة، فالدراسة تؤكد فعالية تلك البيانات. قال متشلر أيضًا بأن تتبع شخصين من شخص واحد كان قبل ذلك ثلاثة أشخاص، هذا التقليص تم لتقليل عدد الناس المراقبين.
«لو أدينا شيئًا حلو للمجتمع حيث نريد إخماد تجارة الخصوصية والأمان، فمن المهم فهم التبعات السياسية المتبعة» وأوضح متشلر «في هذه الورقة معلومات تجريبية، أعتقد أنها ستساعد الناس في اتخاذ قراراتهم»
إعداد/ترجمة: شادي برتخ
مراجعة لغوية: سمراء طارق
تصميم:وائل ياسر
المصدر: http://goo.gl/C9CHMK
#الباحثون_المصريون