قام فريقٌ من الباحثون في متحفِ ما قبل التاريخ باستخدام أحدثِ التقنيات لتحديد هذه الرسومات الفنيَّة التي تم اكتشافها وترجع إلى فترات عصور ما قبل التاريخ، حيث اكتشفوا  أربع مجموعات جديدة من رسومات كهف في (كانتابريا) في شمال إسبانيا، أقدمها يعود إلى ما يقرب من 30.000 سنة، مما يجعلها واحدةً من أقدم الأمثلة المعروفة من فن ما قبل التاريخ في العالم.

    قام هذا الفريق بقيادة الإسباني (روبرتو أونتانون) مؤرِّخ عصور ما قبل التاريخ باستخدام تقنيات التصوير المتطورة لتحديد الرسومات، وقد حاول العلماء قبل عشرين عامًا دراسة الكهوف ودراسة إمكانية وجود رسومات قديمة في مختلف تجاويف الصخور في (كانتابريا)، إلَّا أن التقنيات المتاحة في ذلك الوقت لم تكن كافيةً لتأكيد وجود هذا الفن.

   تدهورت كثيرٌ من الأعمال الفنية لعصور ما قبل التاريخ  بشكلٍ كبيرٍ مع مرور الوقت، كما كان من الصعب تحديدها بالعين المجردة. وللتغلب على هذه المشكلة، استخدم (أونتانون) وفريقه طريقة المسح بالليزر3D التي أعادت إنتاج العمل الفني على جهاز كمبيوتر.

   يقول أونتانون: «هذه التقنيات تسمح لك الكشف عن الألوان خارج نطاق الطيف المرئي وبهذه الطريقة تتضح الرسومات، ومن النظرة الأولى يكون من الصعب تصورها أو تمييزها».

   ويُقدَّر أن هذه الأعمال الفنية تم القيام بها وإنتاجها  فيما بين 30.000 و20.000 سنة مضت، مما يجعلها أقدم من رسومات (البيسون) الشهيرة المُدْرَجَة في موقع اليونسكو للتراث العالمي، والموجودة في ألتاميرا القريبة، والتي رُسِمَت قبل حوالي  16.000 سنة مضت، إلَّا أن هذه الرسوم المكتشفة ليست أقدم مثال في المنطقة، حيث أن رسومات كهف (كاستيو) في كانتابريا أيضًا والتي تعود إلى أكثر من40.000 سنة هي الأقدم في العالم.

   تمتلك كانتابريا أعلى تركيزات لفنِّ ما قبل التاريخ، أكثر من أيِّ مكانٍ آخر على الأرض. ويمكن القول أن ذلك يرجع إلى عدة أسباب منها: أن هذه المنطقة كانت مكانًا جيدًا للعيش خلال الفترات الجليدية من تاريخ الأرض، وذلك نتيجةً لمناخها المعتدل ووفرة الحيوانات البرية.