تاريخ موجز لأبرز اللقاءات الإنسانية بالكويكبات

fig-29-08-2018_16-08-06

الكويكبات||||||||||||||||||||||||||||||||||||

تُعد الكويكبات لبنات مهمة في نظامنا الشمسي. فعندما تقوم مركبة فضائية بدراسة هذه العوالم الصخرية الصغيرة، نتعرف نحن أكثر على كيفية تشُكل منطقتنا –الأقمار والكواكب، وبالطبع، كوكبنا الأرض-. وفي العقود الأخيرة قامت مجموعة من المركبات الفضائية بزيارة الكويكبات. وفيما يلي بعض من أبرز تلك المركبات الفضائية والمذنبات التي درسوها.

مركبة جاليليو، أول من رصدت الكويكبات

المركبة الفضائية جاليليو التابعة لوكالة ناسا هي أول مركبة تزور كويكب على الإطلاق، في الواقع، حلقت هذه المركبة حول اثنين من الكويكبات وليس واحدًا. وقد انطلقت هذه البعثة في 18 أكتوبر 1989، من مكوك الفضاء أتلانتس، ووصلت إلى المشتري في 7 ديسمبر 1995، حيث قضى جاليليو ثماني سنوات في دراسة أكبر كوكب في نظامنا الشمسي. ولكن قبل أن يصل المسبار إلى المشتري، قام بالوقوف في عدة محطات، منهم كويكب (جاسبرا- Gaspra) وكويكب (إيدا-Ida).

أول لقاء مع الكويكبات: كويكب جاسبرا

كان أول لقاء للإنسانية مع كويكب في 29 أكتوبر 1991، عندما حلق مسبار (جاليليو) بالقرب من كويكب (جاسبرا-Gaspra). وخلال اللقاء التاريخي، اقترب (جاليليو) إلى 1,604 كيلومتر من جاسبرا (وهو كويكب من النوع S أو كويكب سيلكوني) وكشف أن الصخرة الفضائية لديها مناطق مسطحة غامضة قد تكون نتيجة للتصادمات. كما يمكن أن يكون هناك ندبات حدثت عندما انفصل (جاسبرا) عن كويكبه الأم.

 إيدا وداكتيل

ومن ثم وفي 28 أغسطس 1993، صنعت جاليليو التاريخ مرة أخرى، هذه المرة عن طريق التحليق بالقرب من أول كويكب معروف بامتلاكه قمر: (إيدا-Ida). وكشفت صور المسبار أن هذا الكويكب وقمره، (داكتيل-DactyI)، هما جرمين غريبين حقًا؛ فقد تعرض كلايهما لطقس فضائي أدى إلى تحول سطحيهما إلى اللون الأحمر بمرور الوقت. وبعد انتهاء مغامرات (جاليليو) الكويكبية، ذهب إلى كوكب المشترى، ولكن ناسا لم تنتهي من الصخور الفضائية.

مركبة كاسيني وكويكب (Masursky)

انطلقت مهمة (كاسيني) لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA) من الأرض في عام 1997 من أجل الالتقاء الملحمي مع زحل. وعلى الرغم من أن البعثة تشتهر باكتشافاتها في زحل، فإنها ساهمت أيضًا في علوم الكويكبات عن طريق التحليق بجوار كويكب (Masursky) الواقع ضمن حزام الكويكبات. ويبلغ قطر الكويكب حوالي 11 كم ويصنف على أنه كويكب من النوع S. عندما حلقت (كاسيني) بجوار الكويكب من على بعد يصل إلى حوالي 1.6 مليوم كم، نظر المسبار إلى تركيبة الكويكب وقدم تقديرًا لقطره.

مسبار ستار داست وكويكب (Annefrank)

انطلق مسبار (ستار داست-StarDust) التابع لوكالة (ناسا) في7 فبراير 1999، واشتهر المسبار بسبب جمعه أول عينة من مذنب وإعادتها إلى الأرض. وحلقت المركبة الفضائية حول كويكب (Annefrank) في 2 نوفمبر 2002، ويُعد الكويكب من النوع S ويبلغ قطره حوالي 4.5 كم. وأظهرت الصور المأخوذة بواسطة (ستار داست) العديد من الحفر تصادمية كما اقترحت أيضًا أن الكويكب قد يكون ثنائي الاتصال.

هايابوسا وكويكب إيتوكاوا

كانت (هايابوسا-Hayabusa) مركبة فضائية يابانية مصممة لإحضار عينات من الكويكب القريب من الأرض (إيتوكاوا 25143- 25143 Itokawa). تم إطلاقها في 9 مايو 2003، ووصلت بنجاح إلى (إيتوكاوا) في سبتمبر 2005. عانت المركبة الفضائية من أعطال متعددة خلال المهمة ولكنها تمكنت من إنهاء معظم أهدافها الرئيسية. وأحضرت المركبة الفضائية العينات إلى الأرض في 13 يونيو 2010، ولكن الأمر استغرق بعض الوقت أمام العلماء لفتح حاويتها والتحقق من العينات. وأكّد علماء بعثة (هايابوسا) في نوفمبر 2010 أن (هايابوسا) التقط عينات بالفعل من (إيتوكاوا).

(إيتوكاوا) هو كويكب من المحتمل أن يُشكل خطرًا على الأرض؛ حيث يقطع الكويكب مدار الأرض بشكل دوري. وهذا هو أحد أسباب اختيار هذا الكويكب للدراسة عن قرب. يبلغ قطر الكويكب حوالي350  مترًا ويصنف على أنه كويكب من النوع S. وقد أظهرت الصور المأخوذة من المركبة الفضائية عددًا قليلاً من الحفر التصادمية، على الرغم من ظهور ركام من الأنقاض على سطح الكويكب.

مسبار داون وكويكب فيستا

انطلقت مهمة (داون-Dawn) التابعة لوكالة (ناسا) في 27 سبتمبر 2007، لفحص ودراسة عضويين كبريين في حزام الكويكبات وهما: (سيريس-Ceres) كوكب قزم، و(فيستا 4- 4 Vesta) كويكب. أولًا، ذهبت المركبة الفضائية إلى كويكب (فيستا)، ودارت حوله في الفترة ما بين يوليو 2011 وديسمبر 2012. ثم كانت الوجهة التالية والأخيرة لداون هي (سيريس)، حيث دخل في المدار في 6 مارس 2015. ويُعد سيريس صغيرًا بالنسبة للمجموعة الشمسية، ولكنه كبيرًا مقارنةً بأجسام حزام الكويكبات. ومن المتوقع أن تستمر المهمة حتى أواخر عام 2018، حتى ينفذ وقود المسبار.

يبلغ قطر كويكب (فيستا) حوالي 530 كم، ويمتلك الكويكب حفرة تصادمية ضخمة تُدعى (Rheasilvia) والتي تشكل حوالي 95% من قطر الكويكب. المصطدم الذي أصاب فيستا ربما يكون قد تسبب في خسارة جماعية بلغت 1% عندما ارتطم بالكويكب، مما خلق مجموعة من الصخور الفضائية الصغيرة من الحطام. تشتهر (فيستا) أيضًا باختلافاتها في السطوع، حيث يعتقد أن بعض الصخور الداكنة هي بواقِ من الكويكبات الأخرى التي اصطدمت بفيستا.

مركبة هايابوسا 2 وكويكب ريوجو

المركبة الفضائية اليابانية (هايابوسا 2- Hayabusa2)، هي خليفة (هايابوسا)، تدور الآن حول كويكب (ريوجو- Ryugu). وقد انطلقت (هايابوسا 2) في 2 ديسمبر 2014، حيث وصلت إلى (ريوجو) في 27 يونيو 2018. ستقوم المركبة بنشر العديد من المسابير على سطح الكويكب، وكذلك جمع بعض العينات لإرسالها إلى الأرض في أواخر عام 2020. يُعد كويكب (ريوجو) من الأجرام القريبة من الأرض كما يُحتمل أن يُشكل خطرًا عليها. وله صفات لكل من الكويكبات من النوع C5 و الكويكبات من النوع G. ويستغرق الكويكب حوالي 16 شهرا ليدور حول الشمس.

أوزيريس-رِكس وكويكب بينو

في 8 سبتمبر 2016، انطلقت مركبة (أوزيريس-رِكس-OSIRIS-Rex) التابعة (لناسا) في مهمة إلى كويكب (101955 بينو-101955 Bennu)، وهو كويكب من النوع C. ومن المتوقع أن تلتقي المركبة الفضائية ب(بينو) في أغسطس 2018، ثم ستقوم بإحضار عينات من الكويكب إلى الأرض في سبتمبر 2023. ولكن ماذا سيُرينا (أوزيريس-رِكس) عن (بينو) بعد وصوله؟ حسنًا،علينا فقط أن ننتظر لنرى.

المصدر

http://sc.egyres.com/LU35s


ترجمة: هدير صبري
مراجعة: آية غانم
تحرير: زياد الشامي

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي