يوم في حياة قلعة أوروبية في العصور الوسطى

بارزة

العصور الوسطى||||

قد تكون الحياة في العصور الوسطى صعبة للغاية ولكن هناك العديد من مساحات الوقت التي كانت تسمح لشعوب هذه الفترة من العيش بشكل طبيعي والعمل بزراعة المحاصيل وغيرها من أدوات الحياة المختلفة، وكانت القلاع جزءً لا يتجزأ من حياة المجتمع في أوروبا العصور الوسطى حيث كانت موطنًا للأمراء والأميرات والنبلاء وكبار موظفي القلعة والخدم والعمال بالإضافة إلى الإداريين القائمين على إدارة القلعة، فقد كانت القلعة بناء منظم كبير يعيش به عدد ليس بقليل من الناس يقومون بالأعمال المنوط بهم القيام بها في نظام هرمي تسلسلي من حيث السلطة والمسؤوليّة.

العصور الوسطى
صورة توضح شكل القلعة

كان سيد القلعة وزوجته على رأس هذا الهرم الذي ينقسم العمل فيه بعدهما إلى مجموعتين: أولهما المجموعة العسكرية والأخرى المجموعة الإدارية التي تقوم بإدارة القلعة، حملت المجموعة الأولى على عاتقها مسئولية التدريب اليومي للمجموعات العسكرية القاطنة في القلعة بالإضافة إلى القيام بأعمال تأمين القلعة ليلًا ونهارًا بينما كانت المجموعة الثانية ملتزمة بكل ما يتعلق بأعمال القلعة في الداخل من توفير الطعام والشراب والملابس والأجور والطبخ والصيد والخدمة والتنظيف وباقي الأعمال التي تدخل في نطاق حياة القلعة اليومية.

العصور الوسطى
الترتيب الهرمي لسكان القلعة

بداية اليوم

يبدأ اليوم في القلعة مع شروق الشمس عندما ينهض الجميع من فراشه ويبدأون روتين حياتهم اليومي، في الوقت الذي تحل فيه فرقة التأمين الصباحية محل فرقة التأمين الليلية عند أبواب القلعة وجدرانها وأبراجها، ثم يقوم العمال داخل القلعة للتحضير اليومي لأعمالهم المنزلية، وكان الدين عاملًا هامًا في قلاع العصور الوسطى في أوروبا ويتجسد ذلك في القيام بأول الأعمال وهو حضور القداس في الكنيسة.

يتم بعدها تناول وجبة الإفطار التي عادة ما تكون خفيفة جدًّا وغالبًا تقتصر على الخبز والنبيذ. بعدها يبدأ سكان القلعة القيام بأعمالهم التقليدية، في ذلك الوقت يقوم سيد القلعة بعقد بعض اللقاءات التي تخص أمور السياسة والحرب والقانون والتجارة والمال بينما تقوم زوجته بالترحيب بضيوفها إذا وجدوا أو متابعة أعمالها الشخصية مثل التطريز وغيره، أما الفرسان فيكونوا مشغولين بالقيام بالتدريب على أعمال الحرب والقتال مثل المبارزة وغيرها وكان سائسي الخيول يهتمون بالخيول لراحة الفرسان، بينما يتجمع الأطفال لتلقي الدروس اليومية في المجالات المختلفة وأبرزهم دروس الدين، أما باقي الناس العاديين فقد كانوا يؤدون وظائفهم الصباحية التقليدية مثل الطهاة لإعداد وجبات الطعام اليومية والحدادين والنجارين والتجار والبناة كلٌ في عمله الملزم به.

وجبة العشاء الهامة

بعد عشر ساعات منذ الصباح وحتى بداية المساء يأتي موعد تقديم أهم وجبة تشهدها القلعة وهي وجبة العشاء وتزداد قيمة هذه الوجبة عند وجود ضيوف داخل أسوار القلعة، يبدأ العشاء ببعض التراتيل الخاصة بشكر النعمة ثم يقوم مجموعة من الخدم بتقديم أصناف الطعام المتنوعة، مثل: لحوم الخنازير والأبقار وبعض أنواع الخضار أشهرها الفول والبازلاء، ثم يتبع ذلك تناول بعض الفاكهة، مثل التفاح والكمثرى، وإذا كانت القلعة لها من الموارد ما يجعلها غنية وثرية فقد تشهد هذه الوجبة أنواع نادرة من الطعام مثل السكريات والأرز واللوز والزبيب وأيضًا الرمان.

العصور الوسطى
مائدة قلعة

وفي حضور الضيوف؛ يشهد حفل العشاء بعض مشاهد الترفيه على الحضور مثل إلقاء النكات وسرد القصص وعزف الموسيقى من قِبل النبلاء وعازفي القيثارة، وبعد تناول وجبة العشاء يعود ساكني القلعة إلى إتمام عملهم اليومي باستثناء الأمراء والضيوف وأصحاب الرتب العالية في القلعة الذين كانوا يمارسون هواياتهم الخاصة من ركوب الخيل والرماية والصيد والصيد بالصقور أو لعب الشطرنج أو النرد ويستمر هذا حتى وقت الليل.

وفي وقت لاحق؛ يتم تناول وجبة خفيفة من الطعام كان في الأغلب قطع من الجبن، بعدها يقوم سكان القلعة بالاسترخاء والاستمتاع بالسمر والحديث عن هواياتهم الشخصية وأمنياتهم، وقبل الذهاب إلى النوم كان يتم تناول وجبة خفيفة يجلس الجميع لتناولها ثم يقبل الجميع على فراشهم ليكونوا على استعداد تام لشروق يوم جديد.

الحياة في قلاع العصور الوسطى في أوروبا كانت غنية بالكثير من التجارب المختلفة مثل القيام بأعمال يومية أو تعلم مهارات وحرف يدوية أو التمتع بوجبات الطعام والاسترخاء، فقد كنت هذه الحياة مثيرة للاهتمام وخاصة في أوقات السلام والعمل والإنتاج.

المصدر


ترجمة: عمر بكر
مراجعة لغوية: إسراء عادل
تحرير: زياد الشامي

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي