كيف نُخفف وحدة كِبار السن في أجواء الكورونا؟

photo-1547053118-704280fddd2d

في هذه الأجواء المُقلِقَة، يُعتبر الحجر الصحيّ، والتباعد الاجتماعيّ أهم من ذي قَبل في مواجهة جائحة تنتشر بسرعة عالية، وبصورة واسعة. فتحُث الشركات وأماكن العمل الموظفين على البقاء في المنزل لتجنب الإصابة، ونشر العدوى، وقد جعل الفيروس الناس وحيدة أكثر من أي وقت آخر على الإطلاق.

فعندما تمكث في منزلك بدون أسرتك، وأصدقائك، وعندما تُجبَر على المحافظة على المساحات الآمنة بينك وبين زملائك في العمل، هل تشعر بأنك معزولٌ عن الآخرين؟ هل تشعر بالرفض؟ تشعر بأنك منفصلٌ عن مجتمعك؟ كيف تشعر بتأثير هذه العزلة عليك وعلى صحتك العقليّة؟

لماذا تحديدًا كِبارُ السن؟ وماذا تُثبَتُ لنا الأبحاث والدراسات؟

وفقًا لدراسة حديثة بعنوان “كوفيد19: شرحٌ تفصيليٌّ مع التركيز على تأثير العزلة الاجتماعية على كِبار السن في المملكة المتحدة”،  تأتي العزلة الاجتماعية بمخاطرٍعالية في الإصابة بأمراضٍ نفسية وطبية وخصوصًا في حالة كبار السن. وتعتبر القيود أو الصعوبات الجسدية من ضمن المخاطر التي تواجه المُسنين، والتي تؤثر على المدى الحركيّ لديهم، وقدرتهم على القيام بأشياء عديدة بأنفسهم. (نوفوتني 2019، شاو 2020، روبينسون 2019). علاوة على ما سبق، قد يشعر كبار السن بالفعل بالإنفصال؛ أي أنهم يعيشون بمفردهم، ولا يحصلون على أي دعم من الأقرباء أو عن طريق الاتصال الاجتماعيّ بالآخرين (تكوين الصداقات، الإنخراط في التواصل الاجتماعيّ المُنظم وغيرهم).

إضافة إلى ذلك، قد تؤدي العزلة الاجتماعية إلى الوحدة، والإكتئاب. فمن الناحية الجسدية، تقلل الوحدة، والعزلة الاجتماعية لفترات طويلة مناعة الإنسان في مقاومة العدوى، والإلتهاب، فيؤدي التوتر والقلق الناتجين من الشعور بالعزلة إلى تَغَيّر في كريات الدم البيضاء، والتي تعتبر خط الدفاع في مكافحة الأمراض بداخل جسم الإنسان؛ وبالتالي يسبب مشكلات كثيرة لأصحاب السن الكبير.

حسنًا، كيف بإمكاننا المساعدة؟

العزلة الاجتماعية طريقةٌ لتحسين الصحة العامة، ولكن كيف بإمكاننا التعامل مع الآثار السلبية لتلك العزلة؟ وكيف بإمكاننا مساعدة كِبار السن أثناء حصار هذا الوباء لنا؟

في العصر الحاليّ، لدينا بالفعل التكنولوجيا، والتقنيات الحديثة لمكافحة آثار العزلة الاجتماعية، ولكن ماذا لو لم يكن لدى المُسنين هواتف ذكية؟ وماذا لو أنهم لا يعرفون استخدام هذه التقنيات؟ تقول الدراسة أن خبراء التكنولوجيا والمختصين يخترعون عدة طرق متنوعة؛ للبقاء في حالة اتصال مع المسنين المعزولين. ففي موسم التباعد الاجتماعيّ، من المهم أن نتأكد أن لدى أصحاب السن الكبير وسائل التواصل الاجتماعيّ، وبالطبع عن طريق التكنولوجيا، بإمكاننا أن نراقب حالتهم الصحيّة، واحتياجاتهم، وصحتهم.

دور الحكومات المحليّة أثناء جائحة الفيروس

في الوقت نفسه، تلعب الحكومة دورًا في غاية الأهمية فيما يتعلق برعاية المسنين أثناء هذه الأجواء العَصِيبة. فيجب على الحكومة أن توَفِر الخدمات كتوصيل الطلبات، زيارات إلى الأطباء والمختصين، وتوفير وسائل النقل والمواصلات وبخاصة إلى المشفى؛ من أجل الاستشارات الطبيّة. فتستطيع هذه الخدمات أن تحمي المسنين من خطر الإصابة المُحتملة بفيروس كورونا. ويجب على الحكومات أن تعي كيف يؤثر هذا الفيروس سلبًا على المُسنين، وصحتهم في مجتمعاتنا.

فإذا كانت الحكومات تؤدي دورها بفاعليّة ونشاط، وتضع هذه الأنشطة في حيز التنفيذ في المناطق المحلية؛ فمن الممكن تخفيف الآثار السلبية الناتجة عن العزلة الاجتماعية.

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي