يتعين على مرضى السرطان متابعة حالاتهم الصحية ومتابعة درجة تطور الورم ومدى استجابته للعلاج يتم تشخيص المرض و متابعة تطوره بعدة طرق منها استخدام التصوير بالاشعة السينية كما في الاشعة المقطعية او المسح الذري و يحقن فيه المريض بمادة مشعة يتم تعقبها باجهزة خاصة او الرنين المغناطيسي. و كذلك يتم التشخيص مخبريا من خلال تعقب دلائل الاورام و هي مواد تختل نسببها الطبيعية عند الاصابة بالسرطان و يمكن الكشف عنها في المعمل (1) و قد يتطلب الامر فحص نسيج الورم ولكي يتمكن الأخصائي (أخصائي علم الأمراض – pathologist ) من ذلك يقوم بأخذ عينة من النسيج الذي يوجد فيه الورم ويسمى (biopsy ) ويكون جراحياً أو غير جراحي _ باستخدام أنواع معينة من الإبر_ ويعتمد ذلك على حجم الورم وسن المريض وحالته الصحية وبالطبع تسبب هذه الطريقة ألماً ومضاعفات مثل زيادة احتمالية العدوى وإن كانت الطرق غير الجراحية أقل تأثيرًاً (1,2).
فتحت أبحاث العلماء بابًاً للأمل لمرضى السرطان والأخصائيين والأطباء لتسهيل متابعة الورم الخبيث وذلك عن طريق أخذ عينة دم من المريض ومتابعة الورم من خلالها وذلك لوجود بعض المواد في مجرى الدم-عن طريق تحليلها_ تشير إلى درجة تطور الورم واستجابته للعلاج – بدلا من الطرق السابق ذكرها- وتكون بذلك أقل ألما وأكثر سهولة وأقل مضاعفات، وتزايدت الأبحاث في هذه الفكرة حتى وقتنا الحالي، وسنقوم باستعراض بعض منها.
- نشر الباحثون ورقة بحثية في عام 2012 تُوضح أنهم قاموا بتطوير طريقة يتم من خلالها تحليل خلايا الورم التي تدور في مجرى الدمCTC (circulating tumor cells )، عن طريق تحليل وتحديد دقيق للطفرات الجينية التي تحدث في الحمض النووي DNA لخلايا سرطانية قليلة يتم الحصول عليها من الدم وذلك باستخدام تكنولوجيا متطورة جدا (MALDI-TOF MS SNP) تُعتبر أكثر فعالية حيث أنه تحليل حساس للغاية يُستخدم فيه مطياف الكتلة (mass spectrometer )- يقوم هذا الجهاز بتعريف الجزيئات الكيميائية تبعًا للكتلة- ومن هنا يُستطاع تحديد الطفرات الجينية في الورم الخبيث ومن ثَم تشخيص ومتابعة حالة المريض بطريقة أسهل (3).
- قام العلماء في ديسمبر عام 2012 باستخدام تقنية النانوتكنولوجي وذلك بتطوير ما يشبه الجهاز في عمله ويقاس بالنانو يطلق عليه ( nanoscale Velcro-like device) بقيادة العالم ((Hsiao-hua Yu)) ، يعمل هذا الجهاز من خلال القبض على خلايا الورم التي تفككت من خلايا الورم الأولي وأصبحت تدور في مجرى الدم CTC ثم يقوم بإطلاقها، يتميز هذا الجهاز بتمكين الأطباء بتحديد وتشخيص الأورام قبل أن تُكون مستعمرات، وأيضًا يساعد العلماء بعمل الأبحاث على السرطان بصورة أسهل(4). هناك أجهزة تشبه هذا الجهاز في طريقة عملها ولكنها تختلف عنه في أنها لا تستطيع إطلاق الخلية السرطانية فلا يتمكن العلماء من الحصول عليها ودراستها كما أوضح (Hsiao-hue Yu ).
- صمم الباحثون في عام 2014 اختبار دم يحدد بدقة درجة تطور سرطان الثدي، يُطلق علي هذا الاختبار (cMethDNA assay) تعتمد فكرته على تحديد دقيق وتحليل الحمض النوويDNA) ) للسرطان الذي يوجد بمجرى الدم لمرضى سرطان الثدي- ونتج عن هذا الورم انتقاله إلى أماكن أخرى بجانب مكانه الأصلي (metastatic breast cancer). تضاف مجموعات الميثيل اللى الحمض النووي طبيعيا بهدف التحكمم في التعبير الجيني هذه العملية لها دور فاعل في وقف عمل بعض الجينات زيادة هذه العملية (hypermethylation ) يؤدي الى اخماد الجينات التي تفحص نمو الخلايا، فإذا ظهر(hypermethylation ) في الحمض النووي ( DNA ) في الجينات المرتبطة بسرطان الثدي التي تم الحصول عليها من عينة الدم فذلك يشير إلى انتشار وزيادة نمو الورم (5).
- نُشرت دراسة في 2015 توضح أنه يمكن استخدام الحمض النووي (DNA) الناتج من موت الخلايا السرطانية- يوجد في مجرى الدم- في تحديد مسار تقدم السرطان واستجابته للعلاج، وتوصل العلماء إلى ذلك من خلال الحصول على DNA من خلايا سرطان ميتة كانت موجودة في الجسم وأخذ عينة من النسيج السرطاني من نفس المكان وقاموا بدراسة التغيرات الجينية في كل منهما والمقارنة بينهما، أوضحت النتائج أن التغيرات الجينية التي حدثت تأخذ نفس الأسلوب ونفس الوقت أثناء نمو الورم الخبيث أو مدى استجابته للعلاج (6).
يأمل العلماء والباحثون من خلال أبحاثهم إلى استخدام طرق أسهل لتشخيص ومتابعة السرطان وذلك من خلال عينة دم من المريض، أصبح من المحتمل أن تُطبق هذه الطرق وتنتشر قريبًا نظرًا لتقدم البحث العلمي واهتمام العاملين عليه.
إعداد: Tagreed Tarek
مراجعة علمية: Hosny Ayman
تصميم:Wael Yassir
المصادر:
- http://sc.egyres.com/aydju
- http://sc.egyres.com/u7dVj
- http://sc.egyres.com/3iZNS
- http://sc.egyres.com/NS4eN
- http://sc.egyres.com/byS6u
- http://sc.egyres.com/qXLG9