تلسكوبات غيرت مجرى التاريخ

تلسكوبات

منذ حوالي 400 عام تقريبًا وفى عام م1609 توجهت أول عدسة زجاجية إلى السماء على يد العالم الإيطالي» جاليليو جاليلي« ليغير المفاهيم الراسخة لدى البشرية كلها حول السماء والنجوم والكواكب التي كانت في نظر الكثير من البشر أنها مجرد ألهه أو أجسام مجهولة . ولقد طالت ثورة جاليليو المفاهيم الموروثة حول الأرض مما جعله وجها لوجه مع الكنيسة

ولم يكن تلسكوب جاليليو مجرد أنبوب من الرصاص وعدستين ولكن شعلةٍ من نار أشعلت نار الثورة العلمية على المفاهيم القديمة والاعتقادات السائدة والمتوارثة ومفتاح لعصر جديد من العلم القائم على التجربة والاستنتاج العلمي الصحيح

فقد كان يُعتقد أن الأرض هي مركز الكون، وأن الشمس وغيرها من الكواكب تدور حولها، وكان الطريق اللبني يعتبر حزمة من الضوء في السماء، وأن القمر مسطح الشكل وبعد إستخدام جاليليو منظاره اثبت أن الأرض كوكب صغير يدور حول الشمس مع غيره من الكواكب ووَجد  أن في القمر مرتفعات، وأن الشمس تنتقل على محاورها، وأن كوكب المشتري له اربع أقمار، مثلها مثل القمر الذي يدور حول الأرض، ورأى أن الطريق اللبني ليس مجرد سحابة من الضوء إنما هو يتكون من عدد لا حصر له من النجوم المنفصلة والسديم ولاحظ كذلك السوبر نوفا وباستخدام نتائج جاليليو استطاع كوبرنيكوس أن يضع نظامه الذي افترض فيه أن الكواكب تدور حول الشمس

واستمرت التعديلات على تلسكوب جاليليو ولكن الغلاف الجوي يحجب الكثير من الضوء عن مستخدمي التلسكوبات الأرضية فجاءت فكرة وضع تلسكوب خارج الغلاف الجوي وذلك عام
1923م

طرح هذه الفكرة عالم ألماني يدعى “هيرمان اوبيرث” ولكن هذه الفكرة في بداية الأمر كانت صعبة التنفيذ ولكن مع تطور تكنولوجيا الصواريخ وغزو الفضاء أصبحت ممكنة  طبق هذه الفكرة وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ووكالة الفضاء الأوربية و وُضِعَ ذلك المشروع قيد التنفيذ في عام 1975م واعتمدت الميزانية الخاصة به عام 1977م ولكن المشروع استغرق حوالى 13 عام حيث اطلق أول تلسكوب فضائي من على المكوك ديسكفرى في 24 أبريل عام 1990م  ولقد اطلق عليه اسم تلسكوب هابل تكريما للعالم الأمريكي هابل إيدوين الذي اثبت أن الكون يمتد خارج مجرة درب التبانة

وبوصول هابل إلي مداره حول الأرض بدأت حقبة من تاريخ البشرية العلمي والمعرفي حول الكون والمجموعة الشمسية وتغيرت مخيلة البشر مرة أخري وتراثهم المعرفي.

ويعتبر تلسكوب هابل من أشهر التلسكوبات الفضائية واهمها من حيث الإمكانيات والإنجازات حيث وفر التلسكوب ثروة من المعلومات حول الكون ونشأة الكون والمجرات والثقوب السوداء ومراحل أعمار النجوم

ومن اهم إنجازات هابل في تسعينيات القرن الماضي انه حدد عمر الكون التقريبي وذلك بدراسة نوع من النجوم يسمى النجوم النابضة التي استنتج منها العلماء أن عمر الكون حوالى 13.7 مليار سنة وكذلك استطاع العلماء تحديد معدل تمدد الكون وفى نهاية القرن العشرين حيث تشكلت مجموعتين من العلماء لمقارنة معدل تمدد الكون الحالي وتمدده في الماضي وذلك بدراسة نوع من النجوم المنفجرة والتي من خلالها يمكن قياس المسافة خلال الكون وقد خرج العلماء بنتيجة مذهلة أن معدل تمدد الكون يزداد وسرعته في تزايد وان وراء زيادة تمدد الكون يرجع لقوة أخرى عكس قوى الجاذبية وهى القوة المظلمة وهى التي تدفع الكون لتمدد.

ومن الإنجازات الفريدة لتلسكوب هابل انه التقط صورا لكوكب يدور خارج المجموعة الشمسية وأيضًا وفر تلسكوب هابل معلومات قيمة وصور عالية الدقة حول المجموعة الشمسية مما مكن العلماء من دراسة التغيرات الجيولوجية والمناخية التي تطرأ على كواكب المجموعة الشمسية

إعداد: Mohamed AbdelAziz

مراجعة: Mohamed S. El-Barbary

تصميم: Ahmaad M. Hanafi

References

HubbleSite – The Telescope – Hubble Essentials [Internet]. [cited 2016 Mar 11]. Available from:http://sc.egyres.com/oT28u

[email protected]. Timeline [Internet]. [cited 2016 Mar 11]. Available from:/

http://sc.egyres.com/RGYTU

Telescope: Galileo’s Refractor [Internet]. [cited 2016 Mar 11].
http://sc.egyres.com/u0nkJ

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي