تلسكوب هيرشل الفضائي نقلة نوعية في علوم الفضاء

هيرشل

تلسكوب فضائي قامت بإنشائه وتشغيله وكالة الفضاء الاوربية من اجل الكشف عن وجه الكون الباكر الذي مازال مجهولًا حتى الان. وكذلك الكشف عن كيفية تكون المجرات الاولى في الكون وكيف تطورت هذه المجرات لينشأ عنها المجرات الموجودة اليوم والتي منها مجرتنا. ومن المهمات الاضافية لهذا التلسكوب الفضائي دراسة سحب الغاز والغبار في اماكن ولادة النجوم وتفاعل النجوم مع الوسط النجمي، وكذلك الاقراص التي تشكلت منها الكواكب واغلفة المذنبات المحتوية على مواد عضوية معقدة. وتعيين التركيب الكيميائي للأغلفة الجوية للكواكب وأسطح أجرام المجموعة الشمسية. وكذلك الكيمياء الجزيئية في الفضاء الكوني.

وهو من التلسكوبات الحساسة للأشعة تحت الحمراء البعيدة وكذلك الاشعة الكهرومغناطيسية دون الملليمتر. وتعتبر العدسة الخاصة به من أكبر العدسات التي تم تركيبها في تلسكوب فضائي على الاطلاق حيث يبلغ قطرها  3.5 متر. ويستطيع التلسكوب تجميع الاشعة ذات الطول الموجي الكبير الصادرة من الاجرام الباردة جدا والبعيدة ايضًا في الكون. ويعتبر كذلك التلسكوب الفضائي الوحيد الذي يستطيع تغطية نطاق واسع من الاشعة التحت حمراء سواء الطويلة أو دون الملليمتر. حيث يقوم بتسليط الضوء على ثلاثة من الاجهزة التي تمكن التلسكوب من تغطية نطاق الاشعة (60 الى 670 ميللي ميكرون)

 

في بداية الامر كان يطلق على هيرشل اسم (فيرست) “First” وهي اختصار للاسم (تلسكوب الاشعة تحت الحمراء ودون الملليمتر) “Far Infrared and Submillimetre Telescope،” ثم اعيد تسميته ليطلق عليه اسم العالم الإنجليزي ويليم هيرشل الذي اكتشف الاشعة تحت الحمراء في عام 1800.

 

في مايو 2009 تم ارسال تلسكوب هيرشل الي الفضاء مع مرصد أخر هو مرصد بلانك الفضائي على متن مركبة الفضاء التي تم بنائها في مركز فضاء “مانديلو كان”. وتم الاطلاق من مركز جوبانا للفضاء الموجود في غوبانا الفرنسية وذلك على متن صاروخ اربان وتم وضع التلسكوب في مدار بيضاوي شديد الانزياح المركزي على مسافة مليون ونصف الكيلو متر من الارض

 

وترجع اهمية هيرشل في ان كثير من الاجرام السماوية تكون درجة حرارتها كافية ليكون لها بريق في نطاق الطيف الضوئي ولكنها وتختبئ في كميات كبيرة من سحب الغبار الذي يمتص الطيف الضوئي ويشعه مرة اخرى في صورة اشعة تحت حمراء طويلة واخرى اجزاء من الملليمتر. ويقوم هيرشل بالتقاط هذه الاشعة لتحليلها ويعتبر ذلك خاصية مميزة عند هيرشل عن باقي التلسكوبات الفضائية.

 

ولقد أسهم تلسكوب هيرشل إلى حد بعيد في دراسة العدسات في دراسة عدسات الجاذبية الكونية حيث انه باستخدام العديد من التلسكوبات الارضية او الموجودة في الفضاء اوضح العلماء ان المجرات الراديوية البعيدة تعمل كعدسات فضائية. وهذه العدسات الفضائية تمكن العلماء من استكشاف الاجسام البعيدة الغامضة والمظلمة حيث تقوم هذه العدسات الكونية بتشويه وتكبير الأشعة الصادرة من ذلك الجسم لذلك تجعله مرئي.

 

ومن الانجازات التي شارك فيها هيرشل وهي خطوة غير مسبوقة في تفسير نشأة النجوم وذلك بمساعدة التلسكوبات الارضية تم الكشف عن فجوة واسعة في الفضاء الفارغ والتي كان من المعتقد سابقا انها سديم مظلم في منطقة “ان جي سي” عام 1999

وأيضًا في عام 2011 باستخدام تليسكوب هيرشل، تم التأكيد بشكل قاطع على وجود الاكسجين الجزيئي. وكذلك عام 2011 من خلال قياسات هيرشل اقترح ان ماء الأرض جاء من تأثير المذنبات.

 

إعداد: Mohamed AbdelAziz

مراجعة: Mohamed S. El-Barbary

تصميم: Ahmaad M. Hanafi

References

 esa. The largest infrared space telescope [Internet]. European Space Agency. [Cited 2016 Feb 21]. Available from: http://sc.egyres.com/DFtg9

esa. Planck overview [Internet]. European Space Agency. [cited 2016 Feb 21]. Available from: http://sc.egyres.com/bwvBy

About [Internet]. Herschel Space Observatory. [Cited 2016 Feb 21]. Available from: http://sc.egyres.com/ufRDB

 

 

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي