كانت المرأة الكنديّة تسير في أحد الشوارع عندما انتابها شعور بالحرارة والألم في صدرها الأيسر، وعندما نظرت إلى موضع الألم أصابها الذهول فور رؤية الدماء واتجهت على الفور إلى غرفة الطوارئ حيث نُقلت إلى قسم الإصابات في المستشفى، وجاء تشخيص الأطباء أن سبب الإصابة سلاح ناري أُطلق من مسافة قريبة، ولكن من المُرجح أنّ الرصاصة انحرفت عن قلبها بفضل ثديها الصناعي.
“ومن المُرجح أنّ هذا السيليكون كان سببًا في تحويل مسار الرصاصة وإنقاذ حياة المرأة.”
هذا ما ذكره الأطباء في تقرير الحالة المنشور ضمن دراسات الجراحة التجميليّة، واصفًا المرأة بأنّها:
“مريضة لم تتكبد عناء الألم.”
جرح دخول واحد في ثديها الأيسر وقد أظهرت الأشعة المقطعيّة عالية الدقة (CT) أنّ المقذوفة دخلت الجسم عن طريق الثدي الأيسر؛ حيث تم العثور على “حطام وهواء”، ولكنّها انحرفت بفضل مادة السيليكون واستقرّت في الجانب الأيمن حيث تم العثور على الثدي الصناعي في وضع مقلوب تمامًا، وقام الأطباء بفحص منطقة الثدي للتأكد من عدم حدوث أي ضرر آخر للأنسجة قبل إزالة بقايا السيليكون.
“واستنادًا إلى الفحص السريري لمسار دخول الرصاصة بالإضافة إلى التقييم الإشعاعي، فإنّ المصدر الوحيد لانحراف الرصاصة هو وجود سيليكون بثديها الأيسر، والذي يغطي القلب وتجويف الصدر، وبالتالي من المُرجح أنّه المسئول عن إنقاذ حياة المرأة.”، وفقًا لتقرير الطبيب المعالج.
زراعة الثدي هي واحدة من العمليات الأكثر شيوعًا والتي أُجريت من قِبل جراحي التجميل، والذي بدوره يؤدّي إلى زيادة حجم الثدي لأغراض تجميليّة، فضلًا عن الجراحة الترميميّة والتي يتم إجراؤها بعد الحمل، أو للمتعافيات من سرطان الثدي بعد استئصاله، أو كجزء من جراحة تغيير نوع الجنس.
في عام 2018 خضعت (329,000) سيّدة أمريكيّة لعمليّة زراعة الثدي، وتتراوح أغلب أعمارهن بين 18 و34 عامًا.
وبالنظر إلى ارتفاع عدد النساء اللاتي أجرَين زراعة للثدي، وأرقام العنف المسلح ضد المرأة كل عام، توقع الباحثون المزيد من التقارير عن العلاقة بين الأثداء الصناعيّة وانحراف مسار الأعيرة الناريّة، وبمراجعة المؤلفات العلميّة الحاليّة لم نتوصل إلا إلى أربع حالات فقط من هذا القبيل، منهم اثنتان تفيدان أنّ مادة السيليكون المُستخدمة في تكبير الثدي كان لها الدور الأكبر في إنقاذ حياة المريضة.
“ومن الجدير بالذكر أنّ لعمليّة زراعة الثدي فوائد كثيرة تتعلق بحياة أكثر رفاهية، ولكنّها حتى وقت قريب لم يكن لها أي دور في إنقاذ حياة الأشخاص.”، وفق تقرير الأطباء.
“ومن المثير للاهتمام أنّه على الرغم من إجراء جراحات زراعة الثدي لملايين النساء وتعرض الآلاف للعنف المسلح في جميع أنحاء العالم، فإنّ تمزق ثدي صناعي جراء إصابة سلاح ناري يُعد ظاهرة نادرة التوثيق، إلّا في تقارير الحالات سابقة الذكر.”
وقد نصح الأطباء المرأة المصابة بعدم إجراء عمليات جديدة لمدة ستة أشهر، وتُجرى حاليًا تحقيقات رسميّة فى حادث إطلاق النار وحتى وقت النشر لم يتم العثور على السلاح الناري وما زال مُطلق النار مجهولًا.