جائزة نوبل 2019 للسلام: رئيس الوزراء الإثيوبي وجهوده في تحقيق السلام

نوبل-للسلام-2019-1
جائزة نوبل للسلام 2019|||جائزة نوبل للسلام 2019

قررت لجنة نوبل منح جائزتها للسلام لعام 2019 إلى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، لجهوده في تحقيق السلام والتعاون الدولي، خاصَّةً مبادرته الحاسمة لحل النزاع الحدودي مع جارته إرتريا، وتهدف الجائزة إلى الاعتراف بجهود كل أطراف الصلح الذين يعملون من أجل السلام في إثيوبيا وفي مناطق شرق وشمال شرق إفريقيا.

رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد علي

بداية التفاهم مع إرتريا

عندما تولَّى آبي أحمد علي رئاسة الوزارة في أبريل لعام 2018م؛ أوضح رغبته الصريحة في استئناف محادثات السلام مع إرتريا، ورغبته في التعاون الوثيق مع الرئيس الإرتري إيسياس أفورقي، من خلال وضع مبادرة لإنهاء الجمود السياسي(لا سلام – لا حرب) بين البلدين، وشملت هذه الاتفاقية بعض المبادئ التي أدلى بها آبي أحمد خلال تصريحاته، التي تم التوقيع عليها بين الطرفين في مفاوضات أسمرة ووجدة في يوليو/ سبتمبر الماضيين، بل وأعلن آبي أحمد قبول كل الحلول المطروحة وغير المشروطة التي صدرت من لجنة التحكيم الدولية في عام 2002م.

إن السلام لا يتم بجهود طرف واحد أو حزب واحد، بل كان للرئيس الإرتري دورٌ مهم في تحقيقه، فعندما مد رئيس الوزراء الإثيوبي يده للصلح، ساعده الرئيس الإرتري في تحقيقه، وأضفى الطابع الرسمي على عملية السلام بين البلدين، وتأمل لجنة نوبل أن يساعد هذا الاتفاق السلمي على إحداث تغييرٍ إيجابيٍّ لجميع سكان الدولتين.

الريس الإرتري إيسياس أفورقي

إصلاحات آبي أحمد الداخلية

في إثيوبيا، بدأ آبي أحمد في تنفيذ إصلاحات مهمة تمنح الكثير من المواطنين الأمل في حياةٍ أفضل ومستقبلٍ أكثر إشراقًا، فقد أمضى أول مائة يومٍ من مهام عمله في رفع حالة الطوارئ عن البلاد، ومنح العفو لآلاف من السجناء السياسيين ورفع الرقابة عن الإعلام، وأعطى الفرصة للمعارضة المحظورة في إبداء معارضتها، وقام بعزل جميع القادة السياسيين والعسكريين والمدنيين المشبوهين في قضايا فساد، كما تعهَّد بتعزيز الديموقراطية من خلال إجراء انتخابات حرة ونزيهة في البلاد.

وفي أعقاب عملية السلام مع إرتريا، شارك رئيس الوزراء الإثيوبي في تحقيق السلام بين دول شرق وشمال شرق إفريقيا، ففي سبتمبر لعام 2018م، ساهم آبي أحمد علي مع حكومته في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إرتريا وجيبوتي بعد سنواتٍ عديدة من العداء الساسي، بالإضافة إلى سعيه للتوسط بين كينيا والصومال لحل النزاع الطويل حول الحقوق البحرية المتنازع عليها بين الطرفين والأمل قائم بشكل كبير في حل هذا النزاع.
وفي السودان، أعاد النظام العسكري والمعارضة -طرفي الخلاف فيها- إلى طاولة المفاوضات، ففي 17 أغسطس أصدر الطرفان مسودة مشتركة لدستور جديد يهدف إلى ضمان الانتقال السلمي للسلطة في البلاد، وقد لعب رئيس الوزراء الإثيوبي دورًا محوريًا في تحقيق هذا التفاهم السوداني.

التحديات القائمة أمام الفائز بجائزة نوبل

إن إثيوبيا بلدٌ يضم العديد من اللغات والأجناس المختلفة، وفي الآونة الأخيرة، عادت الصراعات العرقية للظهور على ساحة الأحداث مرة أخرى في البلاد، فوفقًا للمراقبين الدوليين هناك ما يصل إلى ثلاثة ملايين إثيوبي مشرد داخل البلاد، بالإضافة إلى نحو ما يقرب من مليون آخرين من اللاجئين طالبي اللجوء إلى الدول المجاورة، ومن أجل القضاء على ذلك؛ سعى أبي أحمد إلى تعزيز المصالحة الداخلية والتضامن والعدالة الاجتماعية في البلاد، ومع ذلك، يتبقى أمامه الكثير من التحديات التي لم يصل فيها إلى حلٍّ جذريٍّ حتى الآن، فلا يزال الصراع العرقي مستمرًا حسبما نتابع في الأسابيع والشهور الأخيرة، ولا شك أن العديد من المتابعين يرون أن منح هذه الجائزة لرئيس الوزراء الإثيوبي جاء مبكرًا جدًا، ولكن لجنة نوبل تعتقد أن جهوده تستحق التقدير والتشجيع.

تأمل لجنة نوبل أن يكون منح هذه الجائزة معززًا ومشجعًا لرئيس الوزراء الإثيوبي في عمله المهم في تحقيق السلام والمصالحة الداخلية في بلد تعتبر ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في إفريقيا ولديها أكبر اقتصاد في منطقة شرق إفريقيا، وسيكون هناك العديد من الآثار الإيجابية لو تحقق ما يصبو إليه رئيس الوزراء آبي أحمد علي في تعزيز الأخوة بين الأمم والشعوب في المنطقة. ومراعاةً لإرادة ألفريد نوبل، ترى اللجنة القائمة على جائزة السلام أن رئيس الوزراء الإثيوبي هي الشخصية الأكثر استحقاقًا لها في عام 2019م.

ترجمة: عمر بكر

المصدر:

https://www.nobelprize.org/prizes/peace/2019/press-release/

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي