حُبيبات لزجة تلتصق بالحيوانات المنوية قد توفّر وسيلةً جديدة لمنع الحمل
ربما يكون في أيدينا قريبًا نوعٌ جديد تمامًا من وسائل منع الحمل.
فقد اخترع العلماء حُبيباتٍ لزجةً تستطيع محاكاة البويضات الأنثوية في الرحم، وتعمل كفخٍّ لجذب الحيوانات المنوية، حيث ترتبط بها وتُعيقها عن الوصول لوجهتها الحقيقية من البويضات.
هذه الحبيبات اللزجة تم اختبارها حتى الآن في الفئران فقط، وتعمل عملها عن طريق بروتين يسمى( ZP2). يوجد هذا البروتين في منطقة (النطاق الشفاف – zona pellucida) وهي منطقة شفافة توجد في سطح بويضات الثدييات. تتعرف خلية الحيوان المنوي أثناء الحمل على جزيء من بروتين(ZP2) وترتبط به مما يسمح باختراق البويضة وتخصيبها.
عن طريق محاكاة هذه العملية بواسطة حُبيبات مُغلّفة بنفس البروتين، فإنّ هذه الحبيبات اللزجة ستكون وعاء العسل الذي سيُشكّل المصيدة الفعالة للحيوانات المنوية.
في هذه الدراسة، قام فريقٌ من (معهد الولايات المتحدة الدولي للسكري وأمراض الهضم والكُلى) بزرع الحُبيبات اللزجة في رحم أنثى فأر.
عندما تزاوجت إناث الفئران مع الذكور نجحت هذه التقنية في إعاقة مرور الحيوانات المنوية عبر جهازها التناسلي. لم تَحمَل الإناث المُعالَجة بهذه التقنية خلال فترة التزاوج المستمر طوال فترة التجربة، بينما حمَلَت الإناث التي لم تعالَج بها في معدل الحمل المعتاد.
استمر التأثير لمدة أسابيع عديدة ولكن ليس بشكلٍ دائم، حيث استعادت الإناث المعالَجة أخيرًا خصوبتها وقدرتها على الحمل، مما يَقترِح أن هذه الحبيبات تستطيع توفير علاجٍ طويل المدى إلا أنه يرتدّ مرة أخرى في نهاية المطاف.
بالطبع هناك حاجةٌ لأنْ يكون هناك اختباراتٌ أكثر لتتـمَّ بهذه الطريقة للتأكد أن هذه الحبيبات آمنةٌ وفعالةٌ في البشر، قبل أن نتوقع رؤيتها على رفٍ من رفوف الصيدليات لدينا.
عند هذه النقطة اعترف الباحثون أن هناك العديد من وسائل منع الحمل المتاحة بالفعل. وقالوا أن ميزة بروتين (ZP2) الذي يعمل كغلاف للحبيبات قد لا تتمثّل في كونه منتَجًا جديدًا، ولكن في تعزيز وسائل منع الحمل الأخرى لتحسين فاعليتها جنبًا إلى جنب.
جورين دين، أحد أعضاء الفريق يقول: “لكَ أن تتخيل تأثير ربْط الببتيدات البروتينية بالاسفنجات قاتلة الحيوانات المنوية (طبقة اسفنجية تُزرع في جهاز الأنثى التناسلي وتحتوي على مادة تَقتل الحيوانات المنوية) ، أو ربْط هذه الببتيدات بالحلقات المهبلية (التي تُغلِق قناة فالوب) المليئة بالهرمونات”.
ولكن وراء قدرات هذه الحبيبات اللزجة على منع الحمل، ربما يكمن شيءٌ مثير بشأن البحث عن قدرتها المحتمَلة على تطبيق علاجات لنقص الخصوبة. حيث ستساعد المختصين بأطفال الانابيب (IVF) والمختصين بالتكنولوجيا المساعدة على الإنجاب (assisted reproductive technologies, ART) على التعرف على حيوان منوي متفوق يستطيع المساهمة في رفع احتمالية الحمل عن طريق رؤية مدى جودة ارتباطه بهذه الأغلفة البروتينية في البويضة.
في هذه الدراسة قام الفريق بفحص كيفية ارتباط الحيوان المنوي البشري بالبروتينات اللزجة، ووجدوا أن الحيوان المنوي الذي يلتصق بجدار الحبيبات يُظهِر أيضًا تحسنًا في قدرته على الارتباط بمنطقة (zona pellucida) في بويضات الفئران.
آلان باسي، عالم التكاثر في جامعة شيفلد في المملكة البريطانية المتحدة، الذي لم يكن مشاركًا في الدراسة، يقول في مجلة New Scientist : “عيادات التناسل والخصوبة ستجد الفكرة لتكون قادرة على اختيار الحيوان المنوي المناسب للاستخدام في الحمل وذلك تبعًا لقدرته على الارتباط بهذه الحبيبات المثيرة للاهتمام. نحتاج حقًا لأساليب أفضل لصُنع ذلك، حيث في وقتنا الحالي لا تزال قدرتنا على اختيار الحيوان المنوي المناسب اعتباطية بشكلٍ ما”.
نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة (Science Translational Medicine).
—————————————————————–
ترجمة: Basant Gamal
مراجعة: عمر المختار
تصميم: Ahmed Eltobshy
تحرير: Mohamed Gadallh