غالبًا ما نرى طقم الطبول/الدرامز فى الحفلات الغنائية، ولكن هذه الآلة الأمريكية الأصل المليئة بالعناصر لم تولد بهذا الشكل بل مرت بالعديد من التطورات والتغيرات، وفيما يلي سوف نستعرض مراحل تطور طقم الطبول/الدرامز.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت (براس باندز-Brass bands) -فرقٌ موسيقية تتكون آلاتها الموسيقية من النحاس، و تكون أغلبها من آلات القرع- أكثر الفرق الموسيقة انتشارًا في الولايات المتحددة الأمريكية في النصف الأخير من القرن التاسع عشر.حيث كانت كل مدينة في الولايات المتحدة تمتلك مسرحًا لإقامة الحفلات الموسيقية، وربما كان هذا السبب وراء انتشارها. وكانت كلُّ فرقةٍ عسكرية لها الفرقة الموسيقية الخاصة بها، وانضمت بعض الفرق الموسيقية لبعضها البعض بعد الحرب الأهلية، وتفككت بعض الفرق. وكل فرقة كانت تضم اثنين أو أكثر من الطبالىن الذين يعزفون على (السنار-Snare) و(الطبلة الأساسية-Bass ) و(الصناج-cymbals). وأحيانًا تنتقل هذه الفرق من مكانٍ لآخر لإمتاع المعجبين في الحفلات الموسيقية في المناسبات والنزهات. عندما ينتقل الفريق من مكانٍ لآخر يتم تفكيك الأجهزة، لهذا السبب قَلَّ الاحتياج إلى طبالىن أو أكثر، وبدأت الاختراعات التي تُسهِّل التنقل في الازدهار.
ومن هنا جاءت فكرة الطبال الواحد الذي يعزف على أكثر من إيقاع، وأصبح ذلك ممكنًا من خلال (السنار القائم-snare drum stand) و(الطبلة دواسة الرجل الأساسية- bass drum pedal)، قبل السنار القائم كان الطبالون يحملونه على أكتافهم بالحبال والأحزمة، أو وضعه على كرسي.
في عام 1909 قام الطبال( وليم ف. لودويج-William F. Ludwig Sr) المؤسس لشركة (لودويج درم-Ludwig Drum Company) بتطوير و تسويق أول طبلة أساسية تعمل بدواسة الرجل. ومع توافر هذين الاختراعين.. الـSnare القائم ودواسة الطبل، أصبح الطبال الواحد يقوم بدور عازفَين أو أكثر. وكانت النتيجة هي طقم الطبول.
(أول طبلة أساسية بداوسة رجل)
في هذه المرحلة ضمت الفرق مجموعة متنوعة من الآلات الإيقاعية، بما في ذلك الصفارات، والصنوج، واللوحات الخشبية، والمثلث، والأجراس. ولكن بحلول عام 1920 رَفعت هذه الآلات الراية، وتم اختراع ما يُسمَّى ب(اللو بوي-Lowboy)
تم اختراع طقمٍ يحمل12 آلة، وفي نفس الوقت تستطيع الضعط بدواسة الرجل، وأيضًا صنجان معًا. وفَضَّل الطبالون استخدام اللو بوي، ومن أشهر هؤلاء الطبالين (وارين بابي دودز-Warren Baby Dodds) و(ستان كينج-Stan King) و(بين بولوك-Ben Pollack) و(بول باربارين-Paul Barbarin).
قبل هذا الابتكار عزف الطبالون بنبرةٍ ضعيفةٍ للطبول، وكانت الصنوج تُعلَّق بأيديهم، الآن يكون العزف بواسطة القدم الىسرى والىدين المتحررتين اللتين تشكلان الإيقاعات المتناغمة.
اللو بوي تطورت وأصبح ارتفاعها الضعف، وتطورت إلى أن ضَمَّت (الصنج الذي يعمل بدواسة الرجل-the sock cymbal) ثم تطورت إلى (هاي هات-the hi-hat) للطبالىن الذين يريدون أحيانًا العزف على الصنج بأيديهم.
في فترة الثلاثينات1930 كانت موسيقى (سوينج-Swing)هي السائدة. فرقة (دوك إلىنجتون-Duke Ellington)، و(كاونت بيزيا-Count Basie)، (بيني جودمان-Benny Goodman) ساعدوا الشعب الأمريكي على نسيان الاضطرابات التي مروا بها في العقد الأخير. هذا النوع الجديد من الموسيقى بدأ عام 1923 عندما قام قائد الفريق (فليتشر هندرسون-Fletcher Henderson) بتألىف وإعداد موسيقى خاصة بفرقته، مع ترك مساحةٍ للارتجال. من خصائص موسيقته أنها تتكون من التناغم الضئيل والصيحات، وتحقيق الانسجام بين النحاس والقصب، واستخدام الصور المتكررة خلف العازف المنفرد.
أسلوب فرقة هندرسون الجديدة المعتمد على الارتجال وُجِدَ أيضًا في أسلوب (فرقة أورلينز- Orleans band)بالإضافة إلى موسيقى (البيانو الزنجية-piano ragtime music). كل هذه التطورات كان لها تأثير ضخم على الطبالىن. عند الاستماع إلى موسيقى من تلك الفترة سوف تلاحظ تغيرًا في الموسيقى وفي الشعور.
(نمط الإيقاع-Beat patterns) هو الذي كان يُعزف على طبولِ السنار، وكان يؤثِّر على بعض الآلات مثل الألواح الخشبية، والأجراس التي كانت تُعزف على الهاي هات، عندما تكون الىد الىمنى تعزف نمط السوينج على الهاي هات، تكون الىد الىسرى حرةً لتعزف على السنار القائم بدعمٍ من العازفِ المنفرد.
شهدت الثلاثينات أيضًا تألقًا للطبال المشهور (جين كروبا-Gene Krupa) الذي عمل بنشاطٍ مع فرقة (بيني جودمان-the Benny Goodman Orchestra) التي ساعدته ليصبح أيقونة القرع. انضم جين للفرقة عام1934، وأسلوبه كان يؤثر في كل من اتبعه، ليشمل نوع الآلات وأحجام الطبل التي كان يستخدمها العازفون، و قد ساهم في توحيد طقم الطبول المُستخدمة من قبل عازفي نمط (الجاز- jazz) حتى الىوم مازالت المقاسات المستخدمة هي:(24 أو 26 للطبلة الأساسيةbass drum) ، و(14 للسنار snare drum)، و(19X13 للطبلة الصغيرة المُثبَّتة على هيكل الطبلة الأساسية)، و (16 للطبلة الأرضية باستثناء حجم الطبلة الأساسية)، هذا الطقم مازال يُستخدم من قِبَلِ أكبر الفرق الغنائية، وهو أيضًا مناسبٌ جدًا للحركة حول الآلات بالنسبة لجين في أداء معزوفاته المنفردة، بالإضافة إلى تطوير كل أدوات طقم الطبول، كما ساعد في تطوير (الطبول الصغيرة-tom toms) التي وُضعت على الجانبين، وهو المسؤول عن ظهور (طبول اللؤلؤة البيضاء- marine pearl drum) التي لقت إعجابًا وتأييدًا من طبالي الجاز، من ضمنهم الطبال الشهير (بادي ريتش-Buddy Rich) قبل (جين كروبا-Gene Krupa)، وكل الطبول تزينت بزخارفَ سوداء أو بيضاء.
في عام 1937 أُنتجت الأغنية الشهيرة (sing, sing, sing) لفرقة (بيني جودمان-Benny Goodman) وكان كروبا واحدًا من أوائل عازفي الجاز للعزف المنفرد المُطوَّل بإشادةٍ من النقاد.
في مدينة نيويورك خلال الأربيعنات و الخمسينات، مجموعة صغيرة من الموسيقيون ضمت الطبال (كينى كلارك-Kenny Clarke) وعازف البيانو (ثيلونيوس مونك-Thelonious Monk) بدءا قيادة الحركة، حيث أن هدف هذه الفرقة الغنائية في ذلك الوقت هو عزف الموسيقى للاستماع أكثر من الرقص. هذا النوع من الموسيقى يُسمَّى (بيبوبbe-bop) المتميز بالتناغم الشديد بين الألحان والوتيرة السريعة.
بسبب طبالي نمط السوينج في الثلاثينات و الأربيعينات، كان الأساس و المحور هو الهاي هات والطبول النحاسية بقدوم موجة طبالىن البي بوب الجديدة، أصبح الصناج هو محور العزف. وطقم الطبول في تلك الفترة كان يُصنَّف كضابطٍ للوقت، الطبال كان قائد الوقت والإيقاع. طبالو نمط البي بوب كانوا يستخدمون الطبول لتغيير بنية المقطوعة بإضافة الإيقاعات. كانت الطبول أخف و أصغر بكثيرٍ مما سبق.
طقم طبول البي بوب المثالي يتكون من مقاسات:(18 للطبلة الأساسية)، و(12 للطبلة المعلق-mounted tom)، و(14 للطبلة الكبيرةlarge tom).
في منتصف الخمسينات1950حدث ابتكارٌ مهمٌ جدًا غَيَّر صوت الطبلة وهو (رأس الطبلة البلاستيكية-the synthetic drum head).كل المقطوعات التي عُزفت من قبل عام1957 كان الصوت نابعًا من طبلةِ رأسٍ مصنوعٍ من الجلد، بعد ابتكار (ريمو بيل- Remo Beli) للطبلة البلاستيكية، معظم الطبالين اتجهوا لها ويرجع ذلك إلى عدم القدرة على الحفاظ على الجلد في بعض الأوقات نتيجة ثأثره بالعوامل الجوية. في الأيام الحرة والأيام الرطبة ينخفض رنين الطبلة بسبب الرطوبة التي تؤثر على الجلد، وأثناء الجو الجاف تكون الطبلة جافة بحيث لايستطيع الطبال التعامل معها مما يضطره إلى تبليلها بقليلٍ من الماء لتصبح مناسبةً للعزف و القرع. الطبلة ذات الرأس الجلدية هي المسؤولة عن صدى الصوت الضعيف، وتستطيع أن تشعر بنعومةٍ أكثر وصدى صوتٍ أقوى مع الطبلة البلاستيكية.
أيضًا مع الطبلة الجلدية إذا كانت الحرارة أو الرطوبة عند الدرجة المطلوبة، فسوف تستطيع سماع صوت جلجلةٍ من الطبلة الأساسية لا مثيل له، الأغصان أيضًا تُصدر صوتًا ممتازًا مع الطبلة الجلدية. أصوات الأسلاك الملتفة حول الرأس الجلدية مختلفة عن البلاستيك. الطبلة الجلدية لو كانوا اعتنوا بها لكانت استمرت لفترةٍ أطول مما استمرت.
الخمسينات شهدت العديد من التطويرات و التحسينات في التصميم الآلات. في سنة 1959 طورت شركة (روجرس درم-Rogers Drum Company) (حاملَ الطبلة-tom holder) بِكُرَة ومِقبض بتصميمٍ يُدعى (Swiv-O-Matic) مما أتاح للطبالىن المزيد من المرونة.
في أواخر الخمسينات تم أيضًا ابتكار عصا الطبلة (ذات الطرف المصنوع من النايلون- The nylon tip drum stick) وقام بذلك (جو كالاتو-Joe Calato). هذا الابتكار أدى إلى ارتفاع قيمة العصي في نظر العازفين وقدرتها على إنتاج الأصوات.
بعض الطبالين اتجهوا إلى (العصا النايلون-The nylon tip drum stick) بينما بعض الآخرين ظلّوا يستخدمون العصا الخشبية على الطبلة الجلدية. على سبيلِ المثال (بادي ريتش-Buddy Rich) أحب صوت الطبلة البلاستيكية ولكن فَضَّل صوت العصا الخشبية، و(ميل لويز-Mel Lewis) أحب الطبلة الجلدية وكانت طبلته الأساسية و السنار جلديتين، ولكنه فَضَّل العصا المصنوعة من النايلون للقرع بها على الصناج.
موسيقى الستينات نمت بشكلٍ أكبر وأصبحت أعلى بكثيرٍ مما سبق، وأدى ذلك إلى تغيير طريقة القرع على الطبلة. من أهم التغيرات هو حجم الصناج الذي ازدادَ من حيث الوزن والسمك ليواجه تلك الموسيقى الصخبية المرغوبة في ذلك الوقت. وأنتجت شركة (أفيدس زيلدجيان-The Avedis Zildjian Company) زوجًا جديدًا من البيت هاي هات في أول الستينات، وتكونت من قاعٍ ثقيلة وسميكة وقمةٍ متوسطة. هاي هات الصناج كانت في ذلك الوقت قبل هذا الزوج الجديد تُصنع من قاعٍ متوسط وقمةٍ رقيقة (الصناج الرايد-Ride cymbals) وهو صناج يوجد في أقصى يمين الطقم ووظيفته هي الحفاظ على الإيقاع أكثر من تقديم الأصوات، وتتكون من صناج واحد وليس زوج مثل الهاي الهات، و(الصناج الكراش-crash cymbals) وهو نوعٌ من الصناج يُستخدم في إصدار الأصوات العالىة و الحادة، ويتكون أيضًا من صناج واحد، وكانا يُصنعان بحيث يكونان أثقل مما سبق لتساعد في تضخيم الصوت عند بداية اتباع الفرق لهذا النوع من الموسيقى.
في نهاية الستينات، بدأ طبالون كثيرون في استخدام أطقم طبول أكبر، وتضم آلاتٍ أكثر مثل استخدام طبلتين أساسيتين بدلًا من واحدة، و العديد من الأصناج باختلاف أنواعها.
في السبيعينات1970 ظهر ما يُسمى بـ(الكونسيرت تومس-concert toms) وهي طبلة بدون رأس سفلية أصبحت منشرةً جدًا، واُستخدِمَت في العروض المباشرة والتسجيلات أيضًا؛ الفكرة وراء هذه الطبلة هو قلة رؤوس الطبول، والقشرة الخارجية للطبول بدأت تتغير خلال هذه الفترة عندما بدأت الشركات بإضافة الطبقات لتعزيز قوة الطبلة لتحمل الأزوان الإضافية التي توضع عليها؛ الثلاث أو الأربع طبقات التي كانت تُضاف للطبلة فَتَحَت الطريق لازدياد عدد الطبقات، حيث أصبحت تتراوح من 4 طبقات إلى 8 طبقات خلال تلك الفترة، بدأت شركة لودوينج بتصنيع طبلة من مادة الأكريلك. ومن أول الطبالىن الذين اتبعوا ذلك المظهر والصوت الجديد هو (جون بونام-John Bonham) من فريق (ليد زيبلن-Led Zeppelin).
بدأت شركات الطبول الىابانية تُنافس الشركات الأمريكية وامتازت بقوة الطبلة الأمريكية مع مزايا في التصميم، منها المتانة والصناج الثقيل وحوامل الطبول. معظم الشركات الأمريكية لم تستطع المنافسة في البداية ضد سعر وجودة الصناعات الىابانية.
جلبت السبعينات أيضًا للساحة نظامًا جديدًا من تعديل ارتفاع الحوامل ومنع الآلة التي تُدعى (ممريلوك-Memriloc) المُصمَّمة من قِبَل شركة (روجيرس درم-Rogers Drum).
الىوم، كلُّ شركات الطبول لديها نظام قفل الذاكرة الذي يأتى مع حاملٍ في المجموعة الخاصة بك.
في الثمانينات طبقة الطبول السفيلة أُضيفت إلى العديد من الطبول، حيث تقوم الشركات بعمل عروضٍ بإضافة الرأس السفيلة وإنش أو أكثر لكل طبلة. وبمرور الوقت، ظهر تصميمٌ يُدعى RIMS الذي ابتكرته فرقة (إير فورس- Air-Force)، وعمل ذلك التصميم على تحسين صدى الصوت.
خلال الثمانينات والتسعينات، استطاع صانعو الطبول أن يطرحوا أحجامًا مختلفة من الطبول التي لاحصر لها. مع تطور أصول صناعة الطبول، تَمكَّن المشتري من شراء ما يُسمَّى (شيل باك-shell pack) التي تتكون من طبلة أساسية، وسنار، والطبول الفرعية، والتأكد من كل قطعة أنها تعمل جيدًا وبعد ذلك يُتم الزبون عملية الشراء بتحديد اللون والتصميم.
واستمرَّ ذلك خلال القرن الواحد والعشرين، مع استمرار تطورات التقنية وتصميم الصوت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعداد: سلمى نبيل صبحي
مراجعة: Mohamed Sayed Elgohary
مراجعة علمية: Dina Ibrahim Fawzy
تحرير: ندى أحمد
المصادر:
- Vаrіоus Types оf Popular Cymbals [Internet]. [cited 2016 Sep 3]. Available from: http://sc.egyres.com/kf6QW
- What Is the Ride Cymbal? | Drumming – YouTube [Internet]. [cited 2016 Sep 3]. Available from: http://sc.egyres.com/UMxu3
- Drums Set | Drumforbeginner.com [Internet]. [cited 2016 Sep 3]. Available from: http://sc.egyres.com/Ngct
- http://sc.egyres.com/BPeST