دونالد ترامب في دراسات علماء النفس

دونالد ترامب في دراسات علماء النفس

لقد ابتكر علماء النّفس عددًا من الاختبارات والمؤشّرات لتصنيف البشر ودراستهم حسب الأنماط المختلفة من الشّخصيّات. وتعطينا اختبارات تحليل الشّخصيّة مثل الإنياغرام (بالإنجليزيّة: Enneagram) ومؤشّر نوع مايرز بريجز (بالإنجليزيّة: Myers-Briggs Type Indicator، اختصارًا: MBTI) وغيرهما، الفرصة لفهمٍ أفضل لجوانب كثيرةٍ من حياتنا مثل درجة تعاطفنا مع الأحداث من حولنا وفهم كيف نفكّر وكيف نتّخذ القرارات الملائمة لطباعنا والمتناسقة مع قيمنا والظّروف المحيطة بنا.[1]

وقد أثارت شخصيّة دونالد ترامب اهتمام الكثير من علماء النّفس على مستوى العالم لعمل الدّراسات لفهم خصائص تلك الشّخصيّة المثيرة للجدل ودوافعها.

من هو دونالد ترامب؟

دونالد ترامب (بالإنجليزيّة: Donald Trump)، رئيس الولايات المتّحدة الأمريكيّة الخامس والأربعون، هو رجل أعمالٍ بارعٌ، وخصوصًا في مجال العقارات والرّياضة والتّرفيه، برز صيته وذاعت شهرته من خلال برامج تليفزيون الواقع، وظهر في عروض المصارعة التّرفيهيّة وضيفًا على البرامج التّليفزيونيّة وغيرها، ومع نجاحاته الباهرة وطموحه المتزايد يومًا بعد يومٍ، قرّر ترامب الدّخول للمعترك السّياسيّ والتّرشّح لانتخابات الولايات المتّحدة الأمريكيّة عام 2016. وبالفعل ترشّح السّيّد ترامب للانتخابات ممثّلًا عن الحزب الجمهوريّ أمام السّيّدة هيلاري كلينتون (بالإنجليزيّة: Hillary Clinton) ممثّلةً عن الحزب الدّيموقراطيّ، ويفوز بعدها ترامب في الانتخابات في يوم 9 نوفمبر 2016 بفارقٍ، ويتولّى رئاسة الولايات المتّحدة الأمريكيّة لمدّة 4 سنواتٍ (2017 – 2021) لتبدأ قصّةٌ جديدةٌ للولايات المتّحدة الأمريكيّة بقيادة دونالد ترامب افتتحها بعبارة: لنجعل أمريكا عظيمةً من جديدٍ (بالإنجليزيّة: Make America Great Again)، شعارًا لحملته الانتخابيّة.[2]

ودائمًا ما تسبّبت تصريحات دونالد ترامب في خلق نوعٍ من الجدال وأحيانًا أخرى السّخرية منه، والّتي كان آخرها تجربته لعقار الهيدروكسي كلوروكين على نفسه في أزمة كورونا الرّاهنة، ووقفه تمويل منظّمة الصّحّة العالميّة وادّعاءه بأنّ الصّين تتلاعب بها، بالإضافة لتعامله مع المظاهرات المناصرة لجورج فلويد، مظاهرات لا أستطيع التّنفّس (بالإنجليزيّة: I Can’t Breathe)، واستخدامه الجيش لوقف مظاهرات المدنيّين في واشنطن.[3]

رؤية علماء النفس لشخصية دونالد ترامب!

في دراسةٍ للدّكتور ريني شيرمان (بالإنجليزيّة: Ryne A. Sherman)، الرّئيس العلميّ في نظم تقييم هوجان، في موقع سايكولوجي توداي (بالإنجليزيّة: Psychology Today) مبنيّةٍ على مراقبته للسّلوكيّات الّتي يظهرها ترامب في تعامله مع الأحداث، استند الدّكتور على إبراز وتحليل الجوانب المضيئة والمظلمة في شخصيّة دونالد ترامب.[4]

الوجه المضيء:

  • يتقبّل السّيّد ترامب الانتقادات ولا يأخذها على محملٍ شخصيٍّ، بل يتعامل بهدوءٍ تحت أيّ ضغطٍ، وربّما كانت النّقطة المظلمة هنا أنّه لن يستمع للآراء المخالفة فهو معجبٌ ومعتزٌّ جدًّا برأيه.
  • كما يتميّز بروحٍ تنافسيّةٍ عاليةٍ ولديه طموحٌ كبيرٌ. ربّما أدّى هذا إلى ضعف تعاونه مع فريق العمل الخاصّ به.
  • شخصٌ اجتماعيٌّ جدًّا ويميل للتّرفيه ويحبّ أن يكون تحت الأضواء وحديث المجتمع طوال الوقت.
  • لديه أفكارٌ كثيرةٌ وحلولٌ لكلّ شيءٍ ولكنّه قد يواجه مشاكل في تنفيذها.

الوجه المظلم:

  • يُظهر الكثير من مشاعر العظمة والاستحقاق، ويرغب دائمًا في معاملةٍ خاصّةٍ من المحيطين به.
  • مؤذٍ للغاية، وخصوصًا أنّه لن يتردّد في اتّخاذ أيّ قرارٍ مهما بدا صعبًا أو خطيرًا.
  • سهل الغضب ويميل لجذب الانتباه، ولذا يمكنه فعل أيِّ شيءٍ مهما بدا سخيفًا.
  • يميل لاتّخاذ القرارات السّريعة ليحقّق ما يريد.

وفي دراسةٍ أخرى للدّكتور فيسنتي كابالو (بالإنجليزيّة: Vicente E. Caballo)، دكتور علم النّفس بجامعة غرناطة الإسبانيّة، وصف ترامب بأنّه مصابٌ باضطراب الشّخصيّة النّرجسيّة (بالإنجليزيّة: Narcissistic Personality Disorder) وهو اضطرابٌ في الشّخصيّة يضفي على صاحبه لونًا من الغرور والشّعور بالأهميّة ومحاولة الوصول للهدف بأيّ طريقةٍ حتّى لو أضرّ بالآخرين. [5]

كما يظهر دونالد ترامب على مقياس الإنياغرام بشخصيّة الحامي، النّوع الثّامن، وهي شخصيّةٌ تحبّ الجدال وتستمتع باتّخاذها للقرارات الصّعبة.[6]

كما يظهر على مؤشّر نوع مايرز بريجز بأنّه شخصيّة المحاور (يُرمز لها بـ: ENTP)، وهذا يتّفق مع المقياس السّابق في وصف ترامب بالشّخصيّة المحبّة للنّقاشات المثيرة والجدل وجذب الانتباه لأن يكون دائمًا في مركز الأحداث.[6]

خاتمة

يتمتّع بنو الإنسان بعددٍ كبيرٍ من السّمات والصّفات المختلفة وبسبب هذا التّنوّع الهائل فإنّ حصر الشّخصيّات ووصفها وتصنيفها هي محاولةٌ صعبةٌ وعمليّةٌ معقّدّةٌ أشبه بِعدّ حبّات الأرز. يبذل علماء النّفس جهودًا واضحةً وتحديثاتٍ مستمرّةً لنظريّات ومؤشّرات الشّخصيّة والاختبارات في سبيل الوصول لوصفٍ دقيقٍ وتصنيفٍ للشّخصيّات. وقد لفتت شخصيّة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتّحدة الأمريكيّة وأحد أكثر الشّخصيّات إثارةً للجدل في العالم، أنظار الكثير من علماء النّفس ودفعتهم نحو عمل الدّراسات ومحاولة فهم دوافعه وراء تصرّفاته الغريبة منذ إعلان ترشّحه لمنصب الرّئيس، ومع عدم اتّفاق الدّراسات مع بعضها بنسبة مئةٍ بالمئة إلّا أنّهم اتّفقوا على بعض الصّفات مثل أنّه محبٌّ للأضواء وإثارة الجدل، ولا يهتمّ لآراء غيره وأنّه من السّهل إغضابه ولن يتوانى عن فعل أيّ شيءٍ ما دام سيحقّق أهدافه ورغباته. ولكن هل تُظهر الشّخصيّات العامّة شخصيّاتٍ غير شخصيّاتها الحقيقيّة؟ الإجابة هي أنّ اﻷشخاص قد يختلقون شخصيّاتٍ أخرى يظهرون بها للعامّة وبالتّالي قد تكون هذه الدّراسات مخطئةً في الوصف بعض الشّيء إلّا أنّها صادقةٌ لوصف ما يظهر على الشّاشة!

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي