رحّبوا بقمر نبتون الجديد.. هيبوكامب

Neptune-new-moon-full
|

يُعد القمر الجديد (هيبوكامب-Hippocamp) حتى وقتنا هذا أصغرَ قمرٍ للعملاق الغازي نبتون وذلك بقطر 20 ميلًا فقط، ولاكتشافه قام بعض علماء الفلك بقيادة مارك شوالتر من معهد (SETI) باستخدام تلسكوب هابل الفضائي البالغ من العمر 30 عامًا والذي يشير شوالتر إليه بأنه ما زال أحد أقوى التلسكوبات المتاحة للعلماء الفلكيين، والأداة الوحيدة التي تعطينا نظره ثاقبة للفضاء، والتي مكنتنا من اكتشاف القمر هيبوكامب، مع طريقة مُبتكّرة لتتبع الأجسام القاتمة والصغيرة أثناء حركتها في مدارها، ولا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن هيبوكامب؛ نظرًا لأن هذا القمر صغير جدًا، والذي يحمل اسم وحش البحر اليوناني تماشيًا مع اسم «نبتون» أي: إله البحر عند الرومان، ولكن هذا القمر يُقدم لنا بعض الأدلة عن تاريخه.

هذا الشبل من ذاك الأسد

على الرغم من أنّ أصول القمر الصغير لا تزال غير واضحة إلى الآن، إلا أنّ الباحثين يعتقدون أنه لديه ماضي مشترك مع  ثاني أكبر قمر لنبتون، (بروتيوس-Proteus)؛ نظرًا لصغر حجم هيبوكامب بالإضافة إلى قُربه من مدار القمر بروتيوس، ففي الواقع يُعتقد أنه منذ أربعة مليارات سنة ضُرب كويكب القمر بروتيوس، تاركًا وراءه حفرة تغطي معظم سطحه، فإذا كان هيبوكامب نتاج هذا التصادم -كما يتوقع شوالتر- فهو يُعد مجرد قطعة صغيرة من الحطام الكلي، حوالي 2٪ من إجمالي الكتلة المنفصلة عن بروتيوس أثناء التصادم المدمر.

وسواء كان القمر نتاج هذا التصادم أم لا، ما زال العلماءُ يعتقدون أنه من المرجح أن بروتيوس وهيبوكامب لديهم ماضٍ مشترك، وكما هو الحال مع  قمرنا وأرضنا، فإن بروتيوس يبتعد ببطء عن كوكبه نبتون وذلك بسبب قوى المد والجزر (tidal forces)، ونظرًا لصغر حجم هيبوكامب فإنه لا يخضع لتلك القوى لذلك يدور هيبوكامب في مدار كان يدور فيه بروتيوس منذ فترة طويلة.


هيبوكامب الصغير مقارنة بأقمار نبتون الأخرى

وبالنظر لكمية الحطام في تلك المنطقة من النظام الشمسي، يقدر شوالتر أن جسمًا بحجم قمر هيبوكامب قد تعرض لارتطامات كثيرة، ربما تسع مرات خلال الأربعة مليارات سنة الماضية، مع كل ارتطام  يتفكك جزء من هيبوكامب حتى أصبح ما عليه اليوم، وأشار شوالتر أن تسع ارتطامات هو المتوسط، فربما يكون عدد الارتطامات ست مرات، أو ربما يكون عشرين.

ويُعد حجم هيبوكامب صغيرًا جدًا وخافتًا لدرجة أن معظم صور نظام نبتون لا تكشفه على الإطلاق، فكان على علماء الفلك أن يخمنوا حركة الجسم بناءً على قوانين نيوتن للحركة، ومن خلال نقل وتكديس صورهم إلى المكان الذي يعتقدون أنه يفترض أن يتواجد فيه القمر، بالإضافة إلى إطالة فترة التعريض أثناء رصد صورهم؛ ليضفوا مزيدًا من السطوع على الأجرام الباهتة جدًا، فتم اكتشاف القمر الجديد الصغير ونشر اكتشافه  في 20 فبراير في مجلة (Nature).

وكما قلنا ولا يزال علماء الفلك يجهلون تكوين هيبوكامب، ولكنهم يفترضون الآن أنه يشبه في تكوينه المادة التي تشكل القمر بروتيوس، ويقول شوالتر:

«المقاريب الحالية لدينا لا تستطيع أن تدقق القمر بما يكفي لنعرف المزيد، لذلك سيكون علينا الانتظار حتى إرسال مسبار فضائي إلى ذلك القمر لندرسه عن قرب»

المصدر

ترجمة: محمد عزت
مراجعة علمية: سارة سامر
تدقيق لغوي: مريم سمير
تحرير: نسمة محمود

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي